الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من فضاء الهروب

علي دريوسي

2016 / 9 / 9
الادب والفن


إهداء: إلى المحترم عبود وبيته السوري الأخلاقي في الفيسبوك!

الفشل، احتقار الذات، الطمع والعزلة الاِجتماعية التي يعيشها وسيعيشها الغريب الهارب في ألمانيا حتى مماته ليست أسباباً كافية لارتكاب الحماقات والسرقات، قذف الإهانات المشينة وممارسة الإعتداءات الكلامية والجسدية... هذه السلوكيات الإجرامية ستنعكس سلباً على الهارب.
ألا توافقني الرأي يا سيد عبود؟
*****

نوم

هرب منه النوم في سوريا! ركض خلفه ليلاً، ضبطه يقدم أوراق لجوئه إلى ألمانيا.
*****

طلب لجوء

حصل أن اتفقا على العيش المشترك سويةً، جلسا إلى طاولةِ الطعام... في اليوم الأول: بعد أن طبخَتْ لهما... شكرها، قال لها: هنيئاً وبدأ طعامه... فيما راحتْ تراقبه دون أن تمد يدها لطعامها، نظرَ إليها متعجباً، سألها بتهذيبٍ فيما إذا كانت طريقته بالطعام لا تروق لها!؟
في اليوم الثاني: طبخت لهما من جديد... عاد من عمله جائعاً، جلسا إلى الطاولة، شكرها متمنيّاً لها شهيةً جيدة، لم تمد يدها إلى صحنها بل راحت تراقبه من جديد، سألها بقلق: فيما إذا كانت لا تَسْتَطْعم الأكل!؟
تكرّر الأمر ذاته، في اليوم الثالث: سألها فيما إذا كانت مريضة!؟
في اليوم الرابع: سألها فيما إذا كانت كئيبة!؟
في اليوم الخامس: سألها فيما إذا كانت تخجل أن تأكل في حضرته!؟
في اليوم السادس: سألها فيما إذا كانت ترغب أن تصبح نحيفة كعطر العود في شارع الشانزليزيه!؟
انتظرت سؤاله في اليوم السابع دون جدوى! حركت الشوكة والسكين بأصابعها مراراً لتثيرَ انتباهَهَ، تجاهلها وهربَ من نظراتها...
قالتْ له بعد أنْ شَبِعَ: لقد حسمت أمري، سأقدم طلب لجوء إلى ألمانيا!
*****

غزوة

قال لها: قررتُ الهجرةَ يا حُرْمة، إنّها فرصة وهبطت من السماء.
أطرقت الحُرْمة رأسها خجلاً منه!
أضافَ: الطريقُ محفوفٌ بالمخاطرِ، ابقِ هنا مع الأولاد...
ودّعهم، أغلقَ باباً خلفه... وصلَ إلى الموعدِ المحدّد، كان بانتظاره أكثر من عشرين ذكراً، أشعلوا سجائرهم، حملوا حقائبهم، مضوا لغزو النساء ونشر الإيمان في أوروبا.
*****

وضوء

تختلفُ مكونات دورةِ المياه عما اعتّاده! يستشيطُ غضباً...
يشتري زجاجة ماءٍ غازي، عفواً، لا يشتريها... بل يجد واحدة فارغةً في حاويةٍ قرب مطعم، تنفرجُ أساريره، يضعها في حقيبته، يَحنُو عليها حُنُوَّ الأب على طفله!
يصدر البيان رقم 1: على الزجاجة مرافقتي إلى جميع دورات المياه في الغربة. عاش أبريق الشاي.
*****

محمدين وحسنين

استقل اللاجئان محمدين وحسنين القطار البطيء المسافر في الأراضي البولونية، دون أن يشتريا التذاكر.
وصل مفتش التذاكر البولوني إلى العربة حيث يجلس محمدين... طالبه بالتذكرة، تلعثم صديقنا، صفعه المفتش على وجهه صفعة موزمبيقية بدلاً من أجرة التذكرة.
حكّ محمدين وجهه وطالب المفتش بصفعة موزبيقية ثانية.
خلعه المفتش من جديد!
صرخ محمدين بأعلى صوته: حسنين... دفعت عنك، لا تدفع، واصل!
*****

قصة حقيقية

في طريق العودة من الجامعة إلى البيت مشياً على الأقدام لمحَ أمامه عائلة صغيرة مُكوّنة من أم وأب وطفلتين...
عندما سمعَ الذكر يَنِقّ مثل ضِّفدع مُنتقداً رفض دائرة اللجوء لصرف مستحقاته الشهرية من بذور عباد الشمس عَلِمَ أنّ العائلة سورية ولاجئة!
تبدو ملامح الطيبة على مُحَيّا الأم من خلال رفضها اللامباشر لكلام زوجها وخجلها منه وهو يُفَصْفص البذر...
صرخت إحدى الطفلتين التي تمشي على يمين المُسمّى أب لسببٍ ما عالياً، بقفا يده اليمنى التي تُفَصفص (خلع) ابنته ذات الأعوام الخمسة ضربة (حقيرة) على صدرها، عوتْ الطفلة من الألم وبكتْ...
خجلت أمها أكثر، أمسكتها وأسرعت بخطاها بعيدة عن ذكر العائلة، نظرتْ خلفها، رأته، نظرَ إليها بتعاطفٍ، خجلتْ من نظراته المتعاطفة معها، نظرَ إلى الذكر المريض بغضب، خافَ اللاجئ من نظراته العابسة، تجنبها وتابع فَصْفَصَة البذر...
ودّ إيقافه ليبصق في وجهه ولْيعلمه بأنّه لا يعيش في المُسمّاة دولة البغدادي بل في ألمانيا! لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة لأنّ ذنب الكلب سيبقى أعوجاً...
*****

وداع

سافر شاب أجنبي إلى مدينة ألمانية تبعد حوالي الساعة عن مدينته لزيارة شابين لاجئين من وطنه.
بعد أن زارهما واطمّئن عنهما، رغب العودة إلى بيته، رافقاه الطريق.
عندما وصل الثلاثة إلى رصيف محطة القطار، أطلق القطار صفارته منطلقاً ببطء في رحلته.
ركض اللاجئان خلف القطار بكل ما أُعطيا من سرعة للحاق به، صعدا إليه في اللحظة الأخيرة، بينما راح الضيف يراقبهما بدهشة ويضحك ثم يضحك!
سأله رجل ألماني عن سبب قهقهاته الفرحة!
أجابه: في الحقيقة أنا من يجب أنْ يسافر، أما هما فقد رافقاني إلى المحطة فقط لتوديعي!
*****

واجب

وصل ثلاثة أجانب إلى رصيف محطة قطار في مدينة ألمانية.
كان القطار يطلق صفارته إيذاناً بالسفر بينما راح المفتش يراقب خلو الأبواب من الناس.
بقفزتين خبيرتين تمكّن أحد الرجال الثلاثة من الصعود إلى عربة القطار.
وقف في العربة وراح يضحك ملء شدقيه بينما وقف الآخران على الرصيف محتارين بأمرهما.
ضحك أحد الركّاب الألمان لضحكة الشاب وسأله عن سبب الضحك!
أجابه: الشابان الواقفان على الرصيف هناك لاجئان وقد هربت أخيراً من ثقل واجب مساعدتهما...
*****








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال


.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية




.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري


.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد




.. تفاصيل هتعرفها لأول مرة عن أغنية -أنا على الربابة بغني- مع ا