الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شريط كاسيت

نصير باقر

2016 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


شريط كاسيت ،
خلال عملية بحث مستمرة في تاريخ العراق الحديث عموما وثورة 14تموز خصوصا وجدت الكثير والكثير من الوثائق التي تؤرخ تلك المرحلة المهمة من تاريخ العراق من ضمن الوثائق الموجودة والتي اثارت اهتمامي كانت عبارة عن شريط كاسيت سري احتفظت به سيدة عراقية مغتربة عاصرت تلك المرحلة وتم نشر هذا الشريط في ذاعة ( كل العرب ) الشريط يوثق الحوار الذي دار بين عبد الكريم قاسم وقاتليه وحتى صوت الرصاصة التي اغتيل بها الزعيم في يوم 9/شباط/1963 ما اثار اهتمامي في هذا التسجيل هو الحوار الذي دار والذي يثبت قوة الزعيم في وقتها وخوف وضعف موقف الانقلابيين ، استمعت كثيرا لهذا التسجيل وعلى الرغم من رداءة الصوت تمكنت من فهم بعض من الحوار وهو كالاتي ،،
الزعيم عبد الكريم : حاكموني مثل ما حاكمت رفعت الحاج سري والطبقجلي
عبد السلام عارف : تريد محاكمة انت واوي كبير
عبد الغني الراوي : انت اشتريت من اموال الشعب سيارة وما تنزل منها حتى يفتحولك الباب
عبد الكريم قاسم : ان طبيعة المنصب تقتضي هذا النوع من الخدمات
احمد حسن البكر : شنو قدمت للشعب العراقي
عبد الكريم قاسم : بنيت مدينة الثورة وسكنت بيها الاف من الفقراء
فارس نعمة المحياوي : لازم نقتله قبل ما يتحرك الشارع ضدنا ويطلق الرصاص على الزعيم عبد الكريم وهو يصرخ بشكل هستيري
وبهذا تطوى اهم صفحة من صفحات الدولة العراقية الحديثة ولتبدأ صفحة جديدة قادتها قتلة وعملاء عانى منهم العراق وشعبه ما عانى من ظلم وجور .
 وفي منتصف الليلة التي قضي على حياة عبد الكريم قاسم ، نقلت جثته الى منطقة معامل الآجر الواقعة بين بغداد وبعقوبة ، وحفرت له حفرة ووضع فيها ببزته العسكرية وأخفيت معالم الحفرة أخفاءً تاماً ، إلا ان احد العمال شاهد ما جرى فاستعان برفاق له ليحملوا الجثة ويدفنوها في موضع ما بين المجمعات السكنية العمالية في المنطقة .
 إلا ان الأمر لم يبق سراً فبلغ الأمر سلطات الأمن التي قامت بإلقاء القبض على المشاركين واحالتهم على المحاكم وقضت عليهم بأحكام ثقيلة ، ثم استخرجت الجثة  ووضعت في غرارة اثقلت بكتل من الحديد الصلب ، وألقيت من فوق جسر ديالى في نقطة اتصال بغداد ـ سلمان باك .
بذلك كان حظ  قاسم من تربة العراق التي احبها اقل بكثير من حظ الحكام الذين قضى عليهم في ثورة 14 تموز 1958 ، الذي نقلوا فيما بعد الى المقبرة الملكية في بغداد .
رأيي الخاص بما حصل : أن عبد الكريم قاسم لم يتقن اللعبة السياسية ، وإن الأخلاص ومحبة الفقراء ليسا ضمانة للحفاظ على الحكم . لم يحاول عبد الكريم قاسم تشكيل حزب سياسي فيه وسطية واعتدال فكان يجذب اليه جماهير كثيرة من المعتدلين وربما من جماهير الحزب الشيوعي او البعثي او من الأكراد ، وبقي الناس المخلصون له يطلق عليهم تسمية القاسميين .
 سعى الى خلق توازن سلبي بين القوى القومية التي تمثلت في حزب البعث والقوى اليسارية التي تمثلت بالحزب الشيوعي العراقي ، ولم يسع الى التوفيق بين الحزبيين لأكمال مسيرة البناء والأعمار ، وبدلاً من إخماد هذا الصراع ، كان يشجع عليه ، وربما يعتقد ان هذا الصراع سيجنبه الخطورة من الطرفين .
 وفي الساعات الأخيرة امتنع عن تقديم السلاح للمدافعين عنه وليس في ذلك أية حكمة وليس لهذا الموقف تفسير معقول .
 ومن الجدير بالذكر ان عند احتلال مكتبه في وزارة الدفاع عثر على مستندات مفادها ان الرجل كان يوزع راتبه على عوائل فقيرة ، ولا اعتقد ان حاكماً في العراق تميز بنزاهة وشفافية عبد الكريم قاسم في المحافظة على اموال الدولة وثروة الشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جريمتهم ليس بقتل الزعيم فقط
علي عدنان ( 2016 / 9 / 9 - 07:46 )
بدات ماساة وطن وشعب بعد 8شباط63 !!!! فجريمة القتلة ليس فقط باغتيال شهيد الامة العراقية فقط وانما تشريد شعب وقتله وتقسيم وطن واضعافه وتقوية عصابات الجريمة واستحلال شرف المراة العراقية وقتل الاباء ليتشرد الابناء اليتامى!!!! مافعلته مافيا البعث لم يعمله جميع مستبدي التاريخ على طوله
شكرا للموضوع الحزين

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة