الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواجهة العاصفة الإقتصادية

واثق الجابري

2016 / 9 / 9
الادارة و الاقتصاد


لن يعود النفط سلعة مهمة كسابق عهده، ولم تعد تنفع سياسة الريعية والإعتماد عليه كمورد أساس وعمود فقري للإقتصاد، والمرحلة الإقتصادية العالمية في قفزات تطور وتغير، وسيستمر الحال لسنوات، وما يزال العراق قائم الإقتصاد على تصدير وتجارة النفط، وتوزيعها رواتب ومنافع، ومشاريع أكثرها إستهلاكية.
عاصفة متغيرات إقتصادية عالمية، تحتاج الى دراسة إستراتيجية بوجد الأيادي العاملة ووفرة الأراضي الخصبة والأنهار والطاقة البشرية والعقول للصناعة.
صار من المُسلمات أن يبحث المواطن عن التوظيف في مؤسسات الدولة، وعلى هذا السياق تبلورت فكرةٌ لدى كثير من السياسين، وإتخذوها وسيلة لكسب المواطن وشراء صوتهم مقابل وعد التعيين، وترك كثيرون مهنهم في الصناعة والزراعة، وهاجر مواطنون مدنهم وقراهم، وشُغلت المؤسسات بوظائف مترهلة لا قيمة لها بزيادة الإنتاج والإقتصاد، وتَوَلدت حلقات إدارية خاطئةومعرقلة؛ فرضتها بروقراطية المؤسسة وسوء تخطيط الإدارات.
سيتوقف التعيين الحكومي لعامين قادمين؛ مع وجود كم هائل من الموظفين الفائضين، وشباب عاطل عن العمل لا يفكر إلاّ بالتوظيف، والواقع واقع، ولابد من التعايش والتكيّف معه دون التعين الحكومي، وإيجاد منافذ أخرى لتحريك الأيادي العاملة والقضاء على البطالة والفقر، ولنفكر بالأراضي الزراعية الشاسعة والهجرة من القرى الى المدن، وما أثرها في التوجه الى الإستيراد، وتحويل المناطق الخضراء المحيطة بالمدن الى مساكن تجاوز، وإكتضاض سكاني وأزمة سكن وإرتفاع أسعار العقارات والإيجارات.
إن التعليم المهني وإقامة ورش عمل وتثقيف لمواجهة المتغيرات الإقتصادية وأهمية الزراعة والهجرة المعاكسة من المدن الى الأرياف، التي لم تُعد في الحاضر مناطق مقطوعة بتوفير وسائل الإتصال والمواصلات؛ لها أهمية في التحكم بالإقتصاد لمواجهة التحديات المحتملة، ومن التعليم المهني والتثقيف وتوفير وسائل التسويق للصناعة والزراعة الوطنية؛ بفرض ضرائب وشروط على المستورد، وهذا ما يشجع على الإنتاج المحلي وبمرور الوقت يصبح العراق مُصدراً لا مستهلكاً.
من المهم جداً تغيير الثقافة المجتمعية، والبحث عن فرص جديدة لإنعاش الإقتصاد وتحريك الركود، وتحويل الإتجاه من التقليدي والعمل الحكومي الى القطاعات المختلفة.
رب ضارة نافعة، ومن ضرر الأزمة الإقتصادي لابد من إستثمار الطاقات والبحث عن وسائل جديدة تماشي المتغيرات العالمية، وأن تكون فرصة لوضع حجر زاوية لتغيير المجتمع بما يناسب الواقع العالمي والمحلي، ولن نستطيع مواجهة عاصفة المتغيرات الإقتصادية؛ دون الجدية في تغيير المفاهيم التي تعتمد على القطاع الحكومي والإستهالاك الريعي، وعلى هذا الواقع يجب أن تتبدل الشعارات من الإغراءات وكسب الأصوات بمواعيد التوظيف؛ الى مشاريع ورؤى إستراتيجية بعيدة الأمد ذات طوابع إقتصادية، وحينما ينتعش الإقتصاد يستطيع المواطن التفكير بدقة وتروي؛ دون الخضوع لوعود لا واقع لها على أرض الواقع، والواقعية برفد المشاريع الصغيرة ودعمها لتنمو الى مشاريع كبيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 3 يوليو 2024 في محلات الصاغة


.. الإمارات والسعودية ما بعد -أفول شمس النفط- .. تنويع اقتصادي




.. تونس تستعد لانتخابات رئاسية في أكتوبر وسط أزمات سياسية واقتص


.. إنتاج الكهرباء انخفض في الفترة اللي فاتت والاستهلاك زاد..أسا




.. الحكومة الجديدة تعمل إيه عشان تحل أزمة الكهرباء؟ أسامة كمال