الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكراك شهيدنا القبطي: هاني صاروفيم..

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2016 / 9 / 11
سيرة ذاتية


كجندي صالح، انطلقت بإيمان وثقة، إلى خدمة العلم..
يخالجك ذلك الشعور الغامر، بالفخر والاعتزاز:
الذي يضج في دمك الوطني،
ويتوهج في حبك، وإخلاصك!
فإذا بالعلم الذي تُحيّيه، لم يعد علمك!
وإذا بنسر صلاح الدين الأيوبي:
ـ في غيبة النجمات،
التي كانت توحي بالعلو، والسمو، والرفعة،
وتوحي بعظمة الخالق ـ،
يصول ويجول، بغطرسة الكبرياء المتعاظم، مع الرياح العاتية التعصب،
رامقاً بنظرة غاضبة، ووحشية:
كل وشم يُعبّر عن الصليب المقدس؛
لينقض عليه بأنيابه الموغلة الغل حتى نخاع حامله!
لم تتوقع أيها الرفيق بين رفاقك،
أنك لست برفيق..
بل: ذمي ذميم، من أحفاد القردة والخنازير..
ـ كتعبير أهل السيف!
ولم تتصوّر أيها الجندي الباسل:
أن قائدك الذي وُجد لكي يُعدّك للدفاع عن أهلك، وشعبك، ووطنك..
كان، في الواقع، يُعدّك لخيانة مسيحك، وإيمانك، وحياتك!
ولم تكن تتخيّل يا فارس الشرف،
وأنت في شرف الجندية،
أنك تجابه وجهاً، مًقنّعاً بالشرف المزيّف..
يحمل في قلبه، ميراثاً ظلامياً، عمره أكثر من أربعة عشر قرناً..
متخماً: بالعنصرية، والبغضاء، والاضطهاد، والقسوة اللانهائية..
يثيرها إيمان كاذب.
وضمير مُضلل.
وإخلاص خاطيء، كالخطيئة.
يخيّر الآخر، أحد ثلاث:
.. اما الدخول إلى الإسلام، قسراً!
.. واما الجزية، تحت جناح الذل!
.. واما قطاف الرؤوس في مزارع الموت!
شاول آخر في زمن الليل البهيم..
لم يدرك، أنه من الصعب عليه أن "يرفس مناخس" الإيمان!
ولم يقرأ عن الله المشرق في كتبه المقدسة؛
لكي يرى قلبه: نور المحبة، والسلام!
ولم يحبس بصره عن الباطل؛ لكي يعرف الحقيقة في رائعة نهار الإنسانية!
*** *** ***
أيها المناضل في ساحة سباق المجد، حيث لم تجد في موت الجسد هزيمة!
أتصورك وأنت في احتفالية عرس جهادك،
ترثي حال قائدك..
.. لأنه لم يكن يعي كيف وهو يرجمك بكلمات التهكم والسخرية،
ويجلدك بالزحف على التراب الساخن..
يجعلك تشكر بآلامك العتيدة، ذلك الذي تألم على الصليب من أجلك!
.. ولأنه لم يكن يدري وهو ينتزع الصرخة من كل جزء في جسدك،
بآلات التعذيب المروّعة،
كان يدهنك بميرون الاحتمال والثبات على الإيمان الذي لا يخزى!
.. ولأنه لم يكن يعرف، وهو يلقيك، أخيراً، في مجرى النيل،
كان يعمدك شهيداً، بتولاً، للكنيسة!
*** *** ***
يا ابن الجنوب، الحامل وسام الشجاعة المقدسة،
في وطن الأقباط الأبطال الاستشهاديين!
يا من استقليت مركبتك الشمسية، كأجدادك الفراعنة،
في رحلتك الأبدية السعيدة،
تاركاً لنا ذكرى طيبة، وآثاراً خالدة تتحدث عن آلامك!
طوبى لك؛ لأن يوليوس الاقفهصي..
كتب عن سيرة جلجلتك!
واضاف اسمك المنقوش على كف الله،
إلى سنكسار يوليو المبارك!
وزفك: شهيداً قبطياً ً إلى التاريخ الكنسي!
وطوبى لي؛ لأنني أزفك الآن، مجدداً..
تذكاراً للذكرى في عيد استشهادك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي