الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصيرُ آلاف - الخديجات - في أعناقكُم

امين يونس

2016 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


خديجة من قرية البو جداع جنوبي مدينة الفلوجة ، قتلَ إرهابيو داعش ، زوجها محمد ، في اليوم الأول لإحتلالهم القرية قبل أكثر من سنتَين ، بحجة أنهُ مُنتَمٍ إلى الشُرطة الحكومية ، وذلك بإخبارِيةً من أحد أبناء القرية . وأجبروا إبنها " سعد " البالغ سبعة عشر سنة ، على الإنضمام لتشكيلاتهم الجهادية ، وإلا فأنهم سيأخذون أخته وأمه وأخوه الصغير محمود ، للإنخراط في جهاد النكاح . حرص سعد ان لا يشترك فعلياً في عمليات القتل والذبح والتفجيرات ، وتفّرَغ لعمله الذي يجيدهُ ، كخّباز ، في أفران ما يُسمى الدولة الإسلامية داعش .
في أواخِر حُزيران 2016 ، حّرَر الجيش العراقي والقوات الأمنية ، قرية البو جداع . كان الفرن ، أحد الأماكن التي ، تحّصنَ فيها قناصو داعش ... فأصبحَ هدفاً للطائرات الحربية ومدفعية دبابات الجيش ، فتهّدَمَ الفُرن على مَنْ فيهِ . كان مِنْ ضمن القتلى " سعد " .. سعد إبن محمد ، الشاب الجميل المُسالِم ، الخّباز الذي لم يطلق رصاصةً ، في حياته القصيرة .
في الساعات الأولى من إحتلال القرية ، قتلَ إرهابيو داعش ، زوج خديجة ، وفي الساعات الأولى من تحرير القرية ، قتل الجيش إبن خديجة .
خديجة الثكلى .. خديجة المنكوبة .. خديجة الجريحة ، فقدتْ كُل شئ ، زوجها وإبنها البكر ، ولا تعرف كيف تعيل إبنتها الشابة وولدها الصغير . فداعش ، لم تكن تدفع لهم ما يكفيهم ، رغم عمل ولدها سعد في الفرن لساعاتِ مضنية يومياً ، بحجة أن زوجها كان شرطياً . والحكومة لم تُنصفها ، بتُهمة أن إبنها كانَ منتمياً لداعِش ! .
.....................
إلى متى سننظر الى الأمور بسطحية ؟ إلى متى سنخلط بين الجميع بدون تَرّوٍ ؟ مَنْ سينصف " سعد " والآلاف من أمثاله ؟ ما الفرق بين " سعد " الذي عمل خّبازاً لدى داعش غصباً عنه ، وبين عشرات الآلاف من الذين إنتموا إلى البعث ، إجبارياً ، فقط لكي يعيشوا ، ولم يُؤذوا أحداً في حياتهم ؟
مَنْ سيمسح الدمعة عن عينَي " محمود " الصغير ، إبن خديجة ؟ ونحنُ على أعتاب العيد ؟ هل سنهمله ونعاقبه مرتَين . لأن أباه الشُرطي لم يُقاوِم داعش ؟ بأي شئ كانَ سيُقاوِم ، والجيش والشرطة ، إنهارَتا والقيادات العُليا تواطئتا مع داعِش ؟ وفوق ذلك ، فأن إرهابيي داعش ، قتلوهُ لأنه كانَ شرطياً حكومياً .
أم نعاقب محمود الصغير ، لأن أخاهُ " سعد " كانَ منتمياً لداعش ؟ بالله عليكُم ، ماذا كانَ سيفعل سعد ؟ فبعد أن قتلوا أباه أمامَ عينيهِ .. خّيروهُ بين أن يأخذوا أمه وأختهُ سبايا ، أو ينظم إليهم ... ماذا كُنتم ستفعلون لو كُنتم مكانهُ ؟ وفوق ذلك ، ومن حُسن حّظه ، فانهم كانوا بحاجة إلى خدماته في الفُرن ، فلم يوكلوا إليهِ واجبات القتل والذبح والتفجير ؟
أيها الحُكّام السَفَلة ... أيها الفاسدين حتى النُخاع ...
ان مصير آلاف " الخديجات " وأبناءهن الصِغار ، في أعناقكم . آلاف الخديجات وعلى مدى مساحة العراق ، يُعانَين الأمرَين ، بسبب خطأ سياستكم وسوء إدارتكم وتفاهتكم وحساباتكم الحقيرة وفسادكم المزمِن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خديجة وصفية
ديار ( 2016 / 9 / 11 - 15:21 )
كلنا نعرف ان (صفية بنت حيي بن اخطب ) ابنة كبير يهود بني قريظة وعندا غوا المسلمين ديارهم قتلة لصفية اباها واهاها ةبعلها ( زوجها ) ولما كانت صفية اية من الجمال ( حسبما يرروى ) فان النبي محمد اصطفاها لنفسه ودخل عليها في نفس اليوم وفي طريق العودة وله ( الحق ) في ذلك اذ لم يطق صبرا فهون نبي ومرسل ولكنه في هذه الحالات ( ما انا الا بشر مثلكم ) وقصة المسكينة والمنكوبة ( خديجة الفلوجية ) مقاربة لقصة ( صيفة ) والفارق الوحيد اتها والحمد لله ( لم تغتصب ) ..زالان على عاتق الحكومة العراقية وهلى عاتق النواي الغيارى انتشال هذه الانسانة المنكوية خديجة من محنتها ومد يد العون الاخلاقي والانساني والمادي لها لعلها تشعر بادميتها وترفع بعض الاحزان عنها ولو قليلا فانتم على المحك الاخير وهناك مئات الحالات ان ةلم نقل الالاف منها المتشابهة كونو عونا لخديجة وامثالها يوم لا عون لها حتى من في السماء تركها ضحية للفتلة والاوباش ثم الفاسدين ...

اخر الافلام

.. ملابس الرياضيين في أولمبياد باريس: ملابس لستر أجساد اللاعبات


.. إسرائيل تدرس رد حماس على صفقة التهدئة والمحتجزين ونتنياهو يع




.. تقارير تكشف استمرار تقليص مساحة الضفة الغربية من قبل السلطات


.. إسرائيل تبحث رد حماس على صفقة التهدئة والمحتجزين | #الظهيرة




.. حزب الله يطلق عشرات القذائف والمسيرات صوب شمالي إسرائيل | #ا