الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوافل الانسحاب 1

خالص عزمي

2005 / 12 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


لم يكن مبدأ تبني الحرب والقوة العسكرية وليدالامس القريب ؛ بل دخل في صلب المعتقد الآيدولوجيي منذ ان وطأت اقدام ليو شتراوس (1889 ــ 1973) امريكا تاركا وطنه المانيا وراءه ؛ ليتولى تدريس الفلسفة في جامعة شيكاغو وينشر افكاره مرورا بمدرسة فرانسيس فوكوياما وكتابه ( نهاية التاريخ والانسان .لاخير) فقد استولت مبادؤه على عقول النخبة التي اتخذت مسميات عدة منها : ( جولد ووتر ) و(مدرسة فتيان شيكاغو )ا و( المحافظون الجدد ) موخرا ... الخ لقد استطاع هذا الرجل ومن بعده عدد من المفكرين من ذوي الاتجاه نفسه التغلغل في عقول بعض شبان الذين آمنوا بهذا المعتقد المعتمد اصلا على صراع حاد مفترض ما بين الخير والشر ؛ ليس كمفهوم للحياة العامة ؛ بل كصيغة لموقف سياسي يرتكز على مواجهة مباشرة (للشر)المفترض كتبرير لعمل عسكري يأخذ طريقه الى موقع ما من هذا العالم كحل
جذري للسطوة والهيمنة ؛ ولقد طور هذا المبدأ بمرور الزمن ليصبح قاعدة المواجهة الحاسمة والتي عرفت فيما بعد بمبدأ تدمير امبراطورية الشر ( حسب اصطلاح ريجن للاتحاد السوفياتي ) او الضربة الاستباقية لسحق محور الشر ( حسب اصطلاح بوش الابن لكل من كوريا الشمالية وايران والعرا ق ) . ولو دققنا بهذين المصطلحين نراهما ينطلقان من منظورشخصاني يمنح الذات صفة الخير المفترضة .
لقد اطلق هذا الفكر الايدولجي كثيرا من المعتقدات التي تدعو لقيام امبراطورية معاصرة تجرف من امامها كل ما يعيق سيطرتها على العالم مستندة على ركائزها المتوارثة التي تشير اليها العناوين المختزلة التالية: ــ
1 ـ الحرب وليس غير الحرب هي الحل وليذهب القانون الدولي اللعين الى سلة المهملات
2 ــ امن اسرائيل له الاولوية القصوى
3 تأمين الحصول على الطاقة ووضع اليد على منابعها
4ـ من ليس معنا فهو ضدنا وشرعيتنا هي الشرعية الدولية
5ــ خلق الفوضى كاساس منظم لحصد ا لنتيجة
6ــ اتخاذ درس( ميونيخ) حكمة في وجوب عدم المهادنة (كرد على انصياع الغرب لارادة هتلر ) ؛ واهمال درس ( فيتنام ) كمانع من خوض اية حرب ( باعتبار ان بعبع الاندحار ما زال ماثلا امام الامريكيين )
7ــ استراتيجية الضربة العسكرية اولا ثم انتظار الحلول لما قد يحدث من مشاكل
8ــ التركيز على ان الخطر الحقيقي يكمن في الشرق الاوسط والاسلام الدولي تجاه المصالح الاميركية .

وهناك العشرات من التفرعات التي ساقها المؤلفون الامريكيون والتي تناقش ( سلبا او ايجابا )استعمال القوة العسكرية كخيــار لا بديل عنه لدى المحافظين الجدد ؛ ومنها كتب ... ؛ بيتر بترســن ( الركض في الفراغ ) ومورين ديفيد ( عالم بوش : خض مغامرتك الخاصة) وبوب وود وورد (خطة الهجوم ) وبيتر سنجر (رئيس الخير والشر ) لكن من بين هذه الكتب وغيرها توقفت مليا اما م كتاب صدر في نيسان2004 ...؛عنوانه
(انفرادامريكا ) لمؤلفيه ( ستيفان هلبر ـ جمهوري ـ استاذ زميل في جامعة كمربدج ؛ وجونثان كلارك الباحث في دراسات السياسة الخارجية والدبلوماسي البريطاني السابق ). لقد سلط هاذان المؤلفان الضوء على كثير من الحقائق سواء من خلال كتابهما هذا او الندوات والمحاضرات اللاحقة على صدوره ؛ اضافة الى ما تناولته وسائل الاعلام المختلفة وكثير من النقاد والاكادميين من بحوث ودراسات ومقالات كان اكثرهامشيدا بهذا العمل الموضوعي الجاد ... ولعل من المفيد اجتزاء اهم ما يعنينا من آراء اسنادا لهذا البحث : ـــ

هذه خلاصة موجزة لكتاب مثير في غاية الموضوعية والدقة يكشف عن كثير من الاسرار ويجعلها بين ا يدي الذين يقرأون فيستوعبون جوانب دقيقة من الحقيقة . ولا تقل لي بعد هذا وذاك ان دولة عظمى كالولايات المتحدة الاميركية تعبر المحيطات وتضحي بالآلاف من ابنائها بين قتيل وجريح ومعوق ؛ وتخسر الترليونات ؛ ..لا لشيء الا لتجري انتخابات عراقية صورية تفرض فيها اشخاصا ليكونوا نوابا في مجلس شكلي يتصدره عنوان فقهي يقول ( فاقد الشيء لا يعطيه ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت