الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة الطائفية لمحافظ عدن

بكر أحمد

2016 / 9 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ان تحدد دين ومذهب شعب بأكلمه من خلال مؤتمر صحفي واحد كما فعل السيد محافظ محافظة عدن ، فهذا امر صعب بأي حال تقبله، ثم أن تشترط مذهب معين لتكتل سياسي تصفه بانه شامل ، فهذا امر غاية في الطائفية والإسقاط السياسي، إنه كمن يريد ان يقوم بتحشيد ديني فج لا يختلف كثيرا عن التحشيد الذي تستخدمه داعش في كل خطبها ومنشوراتها.
محافظ عدن عيدرورس الزبيدي يطالب تشكيل سياسي على المذهب السني لمواجهة الشيعة في شمال اليمن، لأنه وحسب رأييه بانه لا يمكن الوقوف امامهم إلا عن طريق استحضار الروح المذهبية في اسوء صورها الطائفية وأنه لا يخجل من هذا التوصيف حسب كلامه، فالتوصيف المذهبي الطائفي ليس مخجل لمحافظ مدينة اشتهرت عبر كل تاريخها بانها مدينة منفتحة على الجميع ولا تعي وتفهم اللغة الإقصائية المتسترة تحت عباءة الدين والمذهب.
يريده مذهبا سنيا، رغم ان السنة تعبير فضفاض تنتشر من خلاله المذاهب المتعددة، وكل يدعي وصالا بليلى، لكن سنية المحافظ المقصودة والتي يدعوا اليها نستطيع ان نستشف منها أنها تلك السلفية التي يقف على راسها الشيخ هاني بن بريك السلفي الشهير الذي سبق وان أدلى بتصريحات متشددة تجاه الغير، والذي من خلال مجرد النظر إليه وإلى لغته ومفرداته ان نفهم كثير من مواقفه تجاه المدنية والمعاصرة ، فالسلفي هو سلفي مهما حاول ان يدعي غير ذلك.
إذا هو تكتل جنوبي سني، وهنا وبجرة قلم يتم إقصاء باقي التيارات السياسية من يسارية وقومية وعلمانية ليبرالية وأي تنظيم مدني أخر حتى يعلن سنيته على الطريقة السلفية ويتم تعميده من المسئولين الدينيين حتى ينال شرف الانضمام إلى هذا التكتل الذي أعلن عنه رسميا محافظ عدن امام العالم كله.
المحافظ يقول أنه لا يخجل من وصف نفسه والشعب في الجنوب انه شعب سني، لا يا سيدي ، عليك ان تخجل، فمنصبك ووضعك والمهام الموكلة اليك لا تسمح ولا تعطيك هذا الحق حتى تستخدم هذه اللغة التي ما أن نسمعها حتى نستذكر ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا، هذه اللغة التي لا تخجل منها يا سعادة المحافظ أنها كمن يعلن تأسيس دولة دينية ترفع شعار ان الإسلام هو الحل وتعلن مذهبه الواحد وتوجهه الواحد وطريقة عمله وهذه الأمور قد عفى عليها الزمن وباتت التعددية والمدنية والحريات الشخصية والسياسية هي عنوان المرحلة القادمة التي وان حاولنا إستلابها وإستعارة لغة طائفية عوضا عنها فأننا كمن يحاول ان يعيد عجلة الحياة التي دارت.

يا محافظ عدن أنت مدين لكل الجنوبيين بإعتذار عن إستخدام تلك اللغة ومدين ايضا بتوضيح أكثر حيال استخدامك لعبارة ( سنية المجتمع الجنوبي ) الذي يحتوي اطياف ومشارب متعددة، فالجنوب اكبر من ان نأطره بمذهب ديني حتى يسهل إعادة إحكام السيطرة عليه ، الشعب الجنوبي يا عيدروس قد شب عن الطوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار