الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو السر وراء عودة محمد دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني؟؟

فاتح الخطيب

2016 / 9 / 11
القضية الفلسطينية


عندما نفتش عن أي إنجاز لحركة فتح بإعتبارها المكون الأساسي للسلطة الفلسطينية على مدى الثلاث وعشرين سنة الماضية, أي منذ اتفاق اوسلو المشؤوم, فإننا لن نجد لها أي ملمح لأي نجاح يذكر للقضية الفلسطينية, بل على العكس تماما, حيث كان أثرها كارثيا على القضية والشعب الفلسطيني. وذلك يبدو جليا في أمور كثيرة مثل الزيادة المهولة لعدد المستوطنات في الضفة الغربية وبالتالي زيادة عدد المستوطنين, وتهويد القدس, وارتفاع في عدد الأسرى والمعتقلين, وكل أشكال التنكيل بالشعب الفلسطيني, كل هذه الصور وغيرها إنما تؤكد هزالة الموقف والبؤس الذي أوصلتنا له الحركة والسلطة. وإن كل الذين يظنون غير ذلك هم واهمون, فلا الشكاوي لمجلس الأمن نفعت, ولا التباكي على أبواب المحاكم الدولية يعيد الحقوق, ولا رفع العلم الفلسطيني يعني دولة, كلها أكذوبات سمجة يسخرون بها من شعبهم. وإذا ما سلطنا الضوء أكثر على الحركة من الداخل فلن نرى إلا أشكالا هلامية لقيادات مترهلة وبائسة يمكن أن تشارك بأمر من الرئيس في أي نشاط الا النضال من أجل القضية الفلسطينية, فقد أعلنها صريحة أكثر من مرة بأنه ضد أي شكل من أشكال المقاومة, أما أكذوبة التنسيق الأمني فلا تعني إلا تحويل المنظمة إلى فرقة أمن إسرائيلية في خدمة جيش الإحتلال.
من المحزن أن يكون هذا الحديث عن حركة كان لها اليد الفضلى والتاريخ المشرف بالمقاومة وكتابة فصولها بالدم وأن تصل الى هذا المستوى المتردي بأن يستغل محمد دحلان دوره في قيادة الأمن الوقائي, وما استطاع توظيفه من الثروة الهائلة التي سيطر عليها من أموال الشعب الفلسطيني, في تنظيم أتباع له من داخل الحركة. وبما أن المسألة في الحركة أضحت رواتب ومخصصات, فان الذي يدفع أكثر يصبح هو صاحب الكلمة. وقد عمد دحلان على الاستفادة من معلوماته البوليسية وربما ما يقدم له من إسرائيل باختيار أتباعه بدقة شديدة ولمهمات محددة والذين أطلق عليهم (فرقة الموت) لتصفية معارضيه. خاصة وأن إسرائيل قد تركته لحال سبيله عندما فر من غزة على إثر الخلاف مع حركة حماس سنة 2007. بل على العكس من ذلك حيث قامت بحمايته وتأمين وصوله الى رام الله, ليستقر بها حتى سنة 2010 عندما احتدت الخلافات الشخصية بينه وبين محمود عباس, ووصلت لدرجة أنه خشي على حياته, حينها فر من رام الله ليغيب عن المشهد السياسي الفلسطيني. ولكي لا أطيل بعرض الخلافات بينهما, أرفق في نهاية المقالة رابطين لمقابلتين متلفزتين, احداهما للرئيس محمود عباس (*), والأخرى لمحمد دحلان (**). وفي المقابلتين يتهم أحدهما الاخر بالفساد المالي والعمالة والقتل. وأرفق أيضا مع المشاهدة الاستنتاجات التالية:
أولا: إذا كانا صادقَيْن فإنهما فاسدَيْن.
ثانيا: إذا كانا كاذبيْن فإنهما فاسديْن لأنهما زورا الحقائق.
ثالثا: إذا كان أحدهما صادق, فأنهما فاسديْن, لأن أحدهما أخفى تلك الملفات التي يمتلكها لسنين, وسكت على فساد الاخر.

إن ما ينذر بالشؤم ليس عودة محمد دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني فحسب, بل لأنه جاء على أكتاف "الرباعية", والتي نشكك أصلا بمصداقيتها, لأن مثل هكذا رباعية لن تتدخل الا بأمر من اسرائيل. ويبدو أن اللعب أصبح على المكشوف حيث ورد بند في خطة "الرباعية" أعتبره الأخطر ألا وهو ( أنه في حال لم يقم الفلسطينيون بما عليهم واستمروا في الانقسام على أنفسهم, فستضطر بعض الدول العربية لدراسة بدائلها الخاصة في التعاطي مع ملف الصراع العربي- الاسرائيلي).
كنت دائما اتساءل, ما الذي بقي في القضية الفلسطينية لنخسره بعد كل هذا الخراب الذي قاده محمود عباس منذ اتفاق اوسلو مع زمرته البائسة؟ هذه الزمرة التي كان محمد دحلان حتى وقت ليس ببعيد الرجل المهم فيها. أما مع تدخل هذه "الرباعية" في عودة محمد دحلان للأراضي الفلسطينية فإنني أتنبأ بشكلين اضافيين للخسارة:

السيناريو الأول ( شق صف حركة فتح )
لطالما استفادت اسرائيل من الإنقسام الجاري بين حركتي فتح وحماس, ولذلك قد ترى بأنها فكرة ناجحة في تحقيق المكاسب بأن تعمل على شق الصف الفتحاوي نفسه إلى صفين؟ وهذا يمكن تحقيقه من خلال عودة محمد دحلان الذي استطاع خلال السنوات الست الماضية خلق تكتلات تؤيده داخل الحركة التي دجنت وتكرشت.

السيناريو الثاني ( الرئاسة )
لقد شاع مؤخرا في وسائل الإعلام أسماء من سيخلف محمود عباس في الرئاسة, وبالطبع فإن كل الأسماء المرشحة أقل ما يقال عنها بأنها مخزية, وأكثر هذه الأسماء شيوعا كان اسم محمد دحلان, والذي إن نجح حقا وأصبح رئيسا للسلطة الفلسطينية كأننا بذلك ندق اخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية.

لكن أحدا من الشرفاء لن يرضى بأن يكون هكذا شخص بتاريخه الأسود والمشين رئيسا له, وهنا أهيب بكل الشرفاء في فتح التحرك من أجل إنقاذ حركتهم من مخططات قد تودي بزوالها, ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فلسطين. لن نرضى بأن تتكرر نسخة محمود عباس المذعنة لأوامر ومخططات اسرائيل مرة أخرى بنسخة أسوأ منها كثيرا, فقد خسرنا ما خسرناه وتعلمنا درسنا بشكل جيد, وعرفنا بأن حقنا لا يعود بمفاوضات ولا باستجداءات من المجتمع الدولي. إنه لن يعود إلا بمقاومة هذا المحتل وامتداداته, والكفاح بكل أشكاله.

فاتح الخطيب

* لقاء لمحمود عباس
https://www.youtube.com/watch?v=ooWDzy5D4mM
** لقاء محمد دحلان
https://www.youtube.com/watch?v=fakHEyf3uB8








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دحلان وابن زايد والصهاينة
شادي بادي ( 2016 / 9 / 11 - 13:44 )
السيناريو الثاني الذي ذكرت في تحليلك هو المخطط الذي أعده الصهاينة ليخلف العميل دحلان الفاسد عباس
وعباس سيلتحق بأبنائه في كندا حيث إمبراطورية مالية ضخمة تنتظره .
السؤال
المخطط الصهيوني في المنطقة من أدواته محمد بن زايد ودحلان
فهل ينجح دحلان في مصر وليبيا بما هو مطلوب منه صهيونيا ليستحق مقعد رئاسة سلطة فارغة وشكلية في رام الله ؟!!!

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ