الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الانتخابات (سبع قصائد) / بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2016 / 9 / 13
الادب والفن


في الانتخابات..
(سبع قصائد في حلة جديدة بعد التعديل والإضافة. المرجو إعادة نشرها، نظرا لأهمية الموضوع وضرورته في هذه الظرفية)

بنعيسى احسينات - المغرب





1) لعبة الانتخابات..


لعبة الانتخابات في البلاد، بعد حين، تعودُ..
كالمعتاد، بعادتها القديمة الجديدة تعود..
في كل دورة، بمهرجانات أحزابها تعود..
كالأمس، ما قبله، وما بعده تعود.
بنفس الأساليب الماكرة تسود..
بنفس الخروقات والتجاوزات تعود..
بنفس الوعود المتكررة أبدا تعود..
بنفس اللاعبين المحترفين تعود.
بنفاق وقلة حياء المرشحين تعود..
بتوزيع أموال مشبوهة المصدر تجود..
بشراء الذمم وتسويق الأوهام تعود..
بنفس الوجوه القديمة الجديدة تعود..
بنفس السماسرة المتمرسين تعود..
كأن الزمان عند الخلق لم يعد له وجودُ.
بنفس الخداع والنصب والاحتيال تعود..
بالتوسل والعناق وتقبيل الرؤوس تعود..
بالاستجداء والتملق، وروح النفاق تعود..
كأن ذاكرة الناس أصابها التلفُ والجمودُ..
لم تعد تستوعب ما جري، وما قد يعود..
وتنسى ما فات، وتتبخرُ الأماني والوعودُ.


2 ) لمن سنمنح أصواتنا؟؟

إذا كان من الواجب الوطني أن نصوت فعلا..
ونمارسُ حقنا كمواطنين مسئولين عقلا..
ونختار فينا، بحرية، مَنْ سينوب عنا عدلا..
فمن يستحق بيننا، أن نضع الثقة فيه أملا؟
ولمن ياترى، سنمنح أصواتنا الغالية أصلا؟
وبرامج الأحزاب، بغموضها تطرح استفسارا..
جميعها متشابهة، يسودها الاجترار تكرارا..
والأعيان، يتزعمون مقدمة اللوائح احتكارا..
مسلحون بالنفوذ وسلطة المال استكبارا..
والكل يباع ويشترى في سوق الانتخابات.
يُسْتعمَلُ الناخبون قناطرَ وجسورا كالعبارات..
من أجل العبور الآمن إلى ضفاف الامتيازات.
تُسْتعمَلُ أصواتُهُم كالسلالم بآلاف المدرجات..
من أجل الصعود إلى أعلى، لجني الثمرات.
لم يتغير أبدا شيء في كل الاستحقاقات..
وتبقى حليمة عندنا متمسكة بأقدم العادات..
ثابتة أبدا في مكانها، تردد نفس الاستنتاجات..
فلا تغيير ولا تجديد، ولا تقدم في أفق الآتيات..
الكل يلهث وراء نصيبه الوافر من مجمل الكعكات..
ومصير الوطن في مهب الريح، يئن خارج الحسابات.


3 ) الأحزاب والديمقراطية..

تُؤلهُ الأحزابُ الديمقراطيةَ في مظاهرها الخداعة..
لخدمة الخاصة، وللتغرير بإرادة وحقوق العامة..
بالكذب، بالنفاق، بالمؤامرة، بالوعود الكاذبة..
لقد جعلوا الانتخابات مرتعا خاصا للسماسرة..
وظفوا فيها الفقر والخوف، لاستمالة الرعية..
وبأرانب السباق، تكتمل اللوائحُ الانتخابية..
للاستفادة دوما من دعم الدولة السخية..
وتجميع الأصوات للأعيان، في النهاية..
لقد رموا الناخبين المواطنين بالحقارة..
حولوهم إلى قُطعان، تُعْرَضُ كالبضاعة..
تباع وتشترى في الأسواق بالخسارة..
رعاعٌ تابعين، لا مواطنين أحرارا بالإرادة.
جعلوا من المصوتين العَبارات المصطنعة..
من أجل عبور لمحترفي لعبة السياسة.
اتخذوا من احتياجاتهم السلالم المدرجة..
لصعود ذوي مال الحرام لاحتلال الواجهة..
للتحكم في مصير البلاد بالابتزاز والمكيدة..
بنشر الفساد في الظاهر والباطن بالجملة..
بدون محاسبة الضمير ولا سلطة المراقبة..
لاستنزاف خيرات البلاد على حساب الأمة..
لتخريب الوطن ظلما بخدعة الديمقراطية.


4 ) الأحزاب والانتخابات..

هي أحزاب بالعشرات، تتناسل عبر الانشقاق..
تتكاثر أبدا بالاستنساخ، قبل وبعد الاستحقاق..
تتوالد بين عشية وضحاها من خارج الأنساق..
فهذا حزب يميني.. وذاك حزب يساري..
وهذا حزب حداثي.. وذاك حزب إداري..
وهذا حزب محافظ.. وذاك حزب تقدمي..
وهذا حزب شيوعي.. وذاك حزب إسلامي..
وهذا الحزب بيئي.. وذاك الحزب قومي..
وهذا حزب اشتراكي.. وذاك حزب ليبرالي..
وهذا حزب وطني.. وذاك حزب للحاكم موالي..
هم سلفيون، علمانيون، لبراليون، اشتراكيون..
جميعهم في حضرة الدولة العميقة يتحركون..
تلك أحزاب بالجملة، تظهر وتنمو كالفطريات..
تتقاطع فيما بينها في البرامج والتوجيهات..
تكاد تتشابه فعلا، في المرامي والغايات..
بهيمنة جشع الأعيان، بذريعة التمويلات..
إلا أنه وإن اختلفت حقا في التسميات..
وكذا اختلافها في الألقاب والمسميات..
وحتى الاختلاف في الرموز والشعارات..
تبقى الأحزاب كلها، كالقنافذ المتشابهة..
ليس فيها أملس يليق بالاعتراف والتزكية..
لا يستحق مرشحُها التقدير من الساكنة.


5 ) عَداءُو الانتخابات..

في كل جولة، عداءو الانتخابات يظهرون..
بعد غياب طويل، بالمواطنين يتصلون..
نسمع باستعداداتهم، وهم مَفْتُونُون..
تراهم في الأسواق و الشوارع يهيمون..
بسياراتهم الفارهة يجولون ويتجولون..
في وجوه المارة، بشماتة، يبتسمون..
حتى على الأبواب الموصدة يسلمون..
ومع المتسكعين، لصور تذكارية يلتقطون.
أمام الملء، على المتسولين يتصدقون..
للولائم والتجمعات، عند الأتباع، يُقيمون..
في الأفراح والمآتم، بوقاحة، يحضرون..
بمصاريفها، أمام الجيران، قد يتكفلون..
بالسر والعلن، للمال والسلع يوزعون..
بالترغيب والترهيب للناخبين يتوعدون..
والشباب العاطل، لحملاتهم يُجنَدون..
والأطفال، لتوزيع صورهم، يُوَظفون..
بدون خجل، للوعود القديمة يكررون..
والمبعدون منهم، بدون رقيب يعودون..
وأصحاب السوابق بلا حسيب يتأهبون..
لمعركة الاستحقاقات الآتية يختطون..
بلا حياء، على ذقون الناس أبدا يضحكون.





6 ) من هم المصوتون؟؟

مظاهر العزوف والمقاطعة، تنتشر بين المصوتين..
وفي كل استحقاقاتٍ، يتحول الدهماء إلى فاعلين..
بقدرة قادر، وهم حقا طوال حياتهم، غير مٌعْتَبَرِين..
باسم الحق والواجب، تحت إغراءات السياسيين..
لإكراهات الحياة، من عوز وحاجة، مستسلمين..
يلبون نداء ذوي المال والجاه، ولرغباتهم منفذين..
يتوجهون للتصويت على أشباح من المرشحين..
في كل أربع سنوات، ربما أكثر، لمجرد جولتين..
جولة للجهة وللجماعيين، وجولة للتشريعيين..
ويظلون أبدا مفعولين بهم قهرا، لباقي السنين..
ليتم التحكمُ في مصير حياتهم وهم صاغرين.
مع نهاية الانتخاب، تنكشف اللعبة للمتتبعين..
يتوزع الفائزون دوما على أغلبية ومعارضين..
يظهرون حينا، ليغيبون مع المتغيبين سنينَ..
يتناوبون ظاهريا، على السلطة كخادمين..
مُتَحكم فيهم عن بعد، بالخضوع للآمرين..
لا حول ولا قوة لديهم أمام المحظوظين..
من حكومة الظل، لمستشارين ومقربين.
لخيْرات البلاد، بدون مراقبة، مستنزفين..
باسم خدام الدولة، مدنيين وعسكريين..
من كبار الموظفين، وزعماء سياسيين..
بلا أي حسيب ولا رقيب، ولا لومة لائمين..
على رقاب الخلق، بلا موجب حق، جاثمين..


7 ) أحزابٌ، نحْتاجُ إليها..

نحتاج دموقراطيا، إلى أحزاب حرة، مستقلة قوية..
تقوم بالتأطير والتكوين، واقتراح حلول مفيدة..
لتدبير شأن البلاد، بإرادة وحزم ومسئولية.
لا نحتاج لأحزاب ضعيفة، مفبركة، هجينة..
لا هَم لها إلا الابتزاز بخلفيات ديمغوجية.
نحتاج إلى كفاءات علمية ومصداقية..
من رجال ونساء هذا الوطن بلا مزايدة..
تعكس طموحات الجميع بكل فعالية..
تدفع البلاد نحو ديمقراطية حقيقية..
لا إلى أصحاب المال ومآرب شخصية..
لا إلى الباحثين عن امتيازات وحصانة..
لا إلى أميين وأشباه متعلمين وجهلة..
نحتاج إلى شفافية وبرامج موضوعية..
لا إلى ترسيخ نظام الولاء بالسياسة..
لا إلى تسويق الأمل خارج المحاسبة..
لا إلى ديمغوجية رثة، والوعود الكاذبة..
سئم منها الجميع، بتكراراتها المملة..
لم يعد يتحملها أي أحد من الخليقة.
نحتاج إلى مجتمع مدني يعتز بالوطنية..
يحرك البلد والعباد، بمزيد من التضحية..
كفى استهتارا بإرادة الناخبين السخية..
كفى استخفافا بذكاء المواطنين البررة..
أَلاَ يمل هؤلاء من ألاعيب النفاق الدنيئة..
وينضبط الكل، لمحاسبة النفس اللوامة..
بالعودة إلى الصواب قبل سقوط الأقنعة؟؟



------------------------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب



































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء




.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت


.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف




.. اشتهر بدور الساحر غاندالف في -سيد الخواتم-.. الممثل البريطان