الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التراث المندائي الشاعر سوادي واجد جبير

سعدي جبار مكلف

2016 / 9 / 14
الادب والفن


الهجاء في شعر سوادي واجد جبير
آن دراسة وقراءة القصائد والابوذية التي قالها الشاعر سوادي واجد جبير جميعها او معظمها عبارة عن تهجم وهجاء ساخر ان الهجاء فن من فنون الشعر الذي يعبر فيه الشاعر عن عاطفة الغضب والاحتقار والاستهزاء يمكن تسميته بشعر السب والشتم لانه على العكس من المدح التي نجد فيه تعداد وذكر الصفات الحسنة ويبرزها وفي شعر سوادي نلاحض نقائض الفضائل التي يتغنى فيها المدح ، فيكون الجهل ضد العلم ، الجبن ضد الشجاعة ، البخل مقابل الكرم والعطاء والسخاء ، الغدر مقابل الوفاء .
عاش سوادي عيشة بسيطة فقيرة بائسة ممتلئه بالخوف والياس والصعوبة كبقية الطائفة في المجر الكبير وقلعة صالح وبقية مدن العراق وايران وفي مناطق تجمعاتهم التي تكون قرب الانهار لممارسة الطقوس الدينية وغالبا ما تكون تحت السيطرة العشائريه وهيمنة الشيخ وسطوته وجبروته وتنفيذ كل رغباته فيكون الشيخ هو الحاكم الناهي ومن هنا نلاحظ ان الشاعر سوادي عاش في حالة فقر وضيق وعوز مادي ذات رزق شحيح قليل لا يسد احتياجات الحياة اليومية ومن خلال الطبائع العشائرية المنتشرة في تلك الحقبة الزمنيه نلاحظ تمسكه بقيم بالية فيشجع كثير من العادات حتى على حساب عائلته وأهله يهاجم الطائفة وعائلته وأخوانه لانه عاشوا من اسعار بيع جلود الثعالب لذلك يصفهم بالجبن والبخل ويعتبره نوع من النقص والعار لكل من يصطاد الثعالب ويبيع جلدها ويذكر الاسماء نساءا رجالا وحتى احيانا العشيرة والنسب والاقارب ويذكر الشاعر كل الصفات السيئة ليصب غضبه وسمه بالخصوم ويستخدم كافة الكلمات القاسية ويطلق القوافي على شكل صور فيصب غضبه على الخصم والناس ، نرى هنا ان الشاعر سوادي سليط اللسان لا يحسب حساب اي عتبار اجتماعي او علاقة رحم او قربة وكان من ذلك جميعه قصائد عديدة جميعها تهجي الناس وأبناء الطائفة وجميعها تحتوي على نوع من البلاغة والفصاحة والاستهزاء والتمثيل المضحك نلاحظ القصيدة التالية التي يخاطب فيها أبناء عمومته وأبناء المندائي بصورة عامة التي تقوم بصيد الثعالب والاستفادة من أثمان بيعها كقوت لهم ....
يگلي خضر بالجوار شفت أثنيين
من الصبّه وگالوا غصب مطلوبين
أبن درباش وذاك مدري أمنين
هنا يسخر من أقاربه ومعارفه وبكلمات قاسية نابيه في منتهى الاساءه فتناول بعض الاسماء والانساب وصورها بشئ من التحايل ولا يبالي في ذم كل الطائفة كما هو مبين ويرجع ذلك عدم تمكنه من القيام بصيد الثعالب نفسه كما بينا يقول في مقطع اخر ...
فضه تبچي وتعتب على التاوه
تجار الجلود ربیچ وشناوه
وفليفل وگشيش رجل بدليه
لقد كان هدفه الانتقام منهم والانتصار عليهم وكأنه في معركة ويتناول الاسماء بشكل علني ومخزي ويستعيب من عملهم وبسخرية لاذعه نلاحظ النص التالي في احدى قصائده ..
هله ياراعي المچوچ
مامش ضرس بس أفچوچ
يخوتي لملموله أعلوچ
هذا النص يفيض بروح السخرية والتهكم من بدايته الى نهايته فالشخص الذي يرعي المجوج يصفه سوادي بوصف مضحك يسخر منه ويهزا به امام الناس وجعله مادة للسخرية او كما في الابيات التالية التي يقول فيها ...
ضاع فچك ياثجيل
لا ابعرفة ولا بدليل
أشمال فچك ضيعتة
أشمال وفگك طيحتة ...
ان سوادي لا يباريه احد في الوصف الساخر المضحك فقد رزق ملكة وصفة خاصة في السخريه والدعابة والوصف ودائما يصف الناس بالحيوانات فمن قوله ...
خوش وگده من البرد
جنكم أچلاب الكرد
توه خلص راس القند
كل يوم يعويله أبدار
مما تقدم ان الشاعر له الرغبة الشديدة من الانتقام والهجوم من اي شخص او جماعة دون ان يتقرب من الناس الكبار والشيوخ او رجال الشيخ وخدمه لذلك في الابيات السابقة يعمد ان يمثلهم اي الناس البسطاء بالكلاب السائبة التي ليس لها محل ثابت بل كل يوم في دار وهذه قمة السخرية والوصف المهين الغير لائق في الشعر من قصيدة يناشد فيها الثعالب ..
ناسينا يواوي لو لزمنا الفاس
أبن شنان فلش راسك أبفاعوس
ما تدري العشه أمخصص لبن حسحوس

ان سوادي يهاجم المهجو هجوما عنيفا ويلق به اضرار بالغة في السوء ورداءة الوصف وينعته بأسوء المفردات والكلمات وكانه في ثورةوفي ساحة قتال ويذكر اكثر عيوبه ويضيف عليها ما يريد ويطوع الكلمة والقصيدة كما يريد ولا يترك له اي مجال او سبيل الى المقاومة والرد ، ولم يسلم من لسانه حتى اهله بل حتى نفسه فأي شعر مندائي ذات كلمات خشنه سيئه ولفظاً نابيا او عبارات غي لائقة جافة وبدون رحمة او حتى خجل فيكون قائله سوادي قال في اهله ....
اليوم اتهوج روحي أتريد المحبين
أگلها وين يامچبوحة أتريدين
نروح الخال گلبي الزين بيّ شيمة
أبو أحريج الذبحلي ومطلع القيمة
نروح السهر زلمه ماهو أزليمه
أردن صوب گاري أخايرچ يا روح
گاري هو أخو سوادي
لم يسلم من لسانه اي شخص حتى نفسه ..
فتگ أللفاك سوادي
رجل هان ورجل غادي
حجيك شگص كله رد
خشمك گصير أمعجرد
لسانك چنه المبرد
ثم يناشد دشداشته وصفا دقيقا ..
يادشداشتي جبتي الخزي ليه
آشوفچ سمل صرتي موش تمليه
يادشداشتي بيچ الوساخه آهواي
شمرد آغسلچ خايف عليچ من الماي

لقد سار سوادي في هذا السبيل فبلغ في الهجاء شخصية يحسب لها حساب وتبتعد عنه الناس خوفا من لسانه الذي لا يعرف الرحمة وقد تجاوز كل الشعراء المندائيين القدماء في دقة التصوير والتعبيروالهدف والنيل من خصومه بالشعر ، عند دراسة شعر سوادي نلاحظ ان جميع اشعاره قيلت في الهجوم على الناس والطائفة بصورة خاصة ومعارفه بالذات انه يستخدم لغة بسيطه يفتقر معظم شعره الى كلمات الشعر الجميل وكل ما تحتويه سب وشتم على الناس الفقراء لم نلاحظ اي شعر له يطرح شئ من وصف الحياة الاجتماعية او الاضطهاد الديني او تسلط الشيوخ والقطاع وخدم الشيوخ لا من بعيد او من قريب خوفا من بطشهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??