الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مارشال الصومال 2-3

خالد حسن يوسف

2016 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


- موقعه من التغيرات في القرن الافريقي

عمل الفريق محمد علي سامتر على تهيئة الحرب التي خاضتها الصومال مع اثيوبيا خلال الفترة 1977-1985 وليس كما يتم اختصارها ما بين 1977-1978, الفترة التي احتدمت فيها المواجهة الواسعة مقارنة مع المرحلة التي تلتها فيما بعد وصولا إلى التطبيع بين البلدين منذ عام 1986 اثناء لقاء الرؤساء محمد سياد بري ومنجستو هيلا مريام في ظل انعقاد مؤتمر تاسيس منظمة الايجاد والمنعقد في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا.

حرب إقليم الأوجادين(الصومال الغربي) لم تكن مفاجئة بالنسبة للقيادة السياسية الصومالية بل تم التخطيط العسكري لها جيدا منذ عام 1974 منذ سقوط النظام الملكي في اثيوبيا وتوجه القيادة في هذا البلد نحو علاقات متقدمة مع الاتحاد السوفيتي وهو ما شكل معضلة لم تكن في الحسبان لقادة الصومال الذين كانت تربطهم مع موسكو حينها علاقات قوية, ورغم ان هاجس الحرب بين دولتي الصومال واثيوبيا كان حاضرا قبل عام 1974 بفعل تحرشات الأخيرة ووجود دعم صومالي لثوار إقليم الأوجادين , إلى أن الانتقالة الايديولوجية لأديس أبابا في اتجاه الاتحاد السوفيتي, شكلت حالة قلق شديد لحكام مقديشو ومنهم حينذاك العميد محمد علي سامتر قبل ان يتم ترقيته عسكريا (مارشال) وسياسيا (عضو مكتب سياسي للحزب الاشتراكي الثوري الصومالي).

اصبح كلاى البلدان في حضيرة السوفيت والذين كانوا يرون الصومال انه قد انتهى كتحصيل حاصل في دائرتهم وان الاهمية تكمن في استيعاب الاثيوبيين على وجه السرعة قبل ان تجهض تجربة العسكريين الجدد وتعود البلد مجددا إلى الدائرة الامريكية, وهو ما استدعى من قبلهم ان يلعبوا دور العراب مع فرض توجههم على القيادة الصومالية لاسيما في عامي 1976-1977 قبل إندلاع الحرب وقطع العلاقات الصومالية-السوفيتية في العام الأخير وذلك بعد ان رفضت الصومال التقارب مع اثيوبيا على حساب قضية إقليم الأوجادين, وهو ما جاء على علاقاتها مع الكتلة الاشتراكية والتي قادتها موسكو.

- دوره في حرب الأوجادين

وفي ظل تلك الظروف التاريخية قاد الفريق سامتر الجيش الصومالي وكان يمثل مع الجنرال عبدالله محمد فاضل, كاستثناء من ضمن مجموعة ما عرف بالمجلس الأعلى للثورة والتي انتهت إلى المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الحاكم في تلك المرحلة على التخطيط العسكري, ومن دلالة ذلك أن تلك المجموعة لم تخوض القيادة العسكرية المباشرة للحرب رغم اقدميتها عسكريا, في حين استعانوا ببعض رفاقهم العسكريين المغضوب عليهم من أمثال العقيد محمد فارح حسن(عيديد) و العقيد عبدالله يوسف أحمد.

استطاع الفريق سامتر ان يرتب للحرب مع غيره في القيادة والعسكريين الصوماليين بصورة جيدة وتم وضع التصور لجغرافيا الجبهات في مناطق إقليم الأوجادين من جيجيا,أواري,ذاجحبور,ديرذبا,قبري دهر,هرر وغيرها, واستطاع الجيش الصومالي عسكريا وبرفقة ثوار جبهة تحرير الصومال الغربي في السيطرة على الإقليم وهو ما اسفر عن التدخل موسكو وحلفائها لخوض الحرب مباشرتا لصالح اثيوبيا, ورغم ان التصور الوطني الصومالي سائد كمسبب لخوض تلك الحرب, إلى أن هناك تصور آخر يرى بان ضغوط العسكرية المنحدرة من الجهويات القبلية الاسحاقية والمجيرتينية, قد دفعت القيادة نحو دخول الحرب وذلك في ظل مؤشرات على سعيها للانقلاب العسكري, كما أكد ذلك الرائد عبدالرزاق أحمد عقلي والذي انتهى مع المعارضة الصومالية, لبرنامج Raad Reeb لقناة القرن, وبالتالي كان من دوافع الحرب اشغال الجيش الصومالي في تلك الحرب, ناهيك عن بعثرته لتلك الكثل العسكرية الجهوية كما أكد هذا المصدر, في محافظات باي وبنادر وبعيدا عن الجغرافيا التي انحدرت منها تحسبا لحشدهم السياسي والعسكري جهويا.

- موقعه من العلاقات العسكرية الصومالية - الامريكية

تم التاسيس للعلاقات الامريكية-الصومالية تحديدا في عام 1980 وشكل كل من الجانبين العسكري والاقتصادي بمداخل لذلك, فعلى الصعيد الأول انخرطت الصومال في تحالف عسكري مع الولايات المتحدة وترتب عنه مناورات عسكرية شارك فيها عسكريين صوماليين وامريكيين في عقد الثمانينيات, ومنح تسهيلات في قاعدة بربرة العسكرية لواشنطن, وهو ما اسفر عن سعار موسكو وحلفائها عوضا عن المعارضة الصومالية, وانطلاقا من ذلك تحصل الجيش الصومالي على كميات من الأسلحة الامريكية, وتدريبات ممنوحة من واشنطن لضباط الصوماليين على اراضيها, مما شكل بحالة رعب لموسكو وحلفائها والمعارضة الصومالية خاصة بعد ان تقلد الفريق سامتر منصب نائب الرئيس في عام 1982.

وفي الجانب الاقتصادي تمت منح مالية امريكية للحكومة الصومالية او بدفع صندوق النقد الدولي لمنح قروض مالية لصومال والعودة لقطاع الاكتشافات النفطية, وفي عام 1985 تراجع الامريكيين عن قروض كبيرة كان من المتوقع منحها لكل من الصومال والسودان, واسفر ذلك عن سحب واشنطن جهد لدعم الاقتصاد الصومالي والذي انتهى إلى التدهور ونحو المنحى الاستهلاكي والذي جاء على دور المنتجين الزراعيين تحديدا.

وعلى الصعيد السياسي تناغم النظام الصومالي مع الامريكي, إلى ان ذلك لم يمنع واشنطن من معاقبة الحكومة الصومالية من منظور ملف التعدي على حقوق الانسان ونموذج على ذلك منع القرض المتوقع في عام 1985, ورغم التحالف إلى أن واشنطن لم تتخذ أي خطوات جدية لإنقاذ حلفائها بعد انتهاء مرحلة الحرب الباردة والتي تزامنت مع سقوط النظام الصومالي في عام 1991, بل انه ترك يواجه مصيره في ظل صراع أهلي لم يتم استيعابه على غرار التجربة المدعومة امريكيا والتي انتهت في عام 1991 بوصول لاعبين سياسيين جدد وفي ظل الحفاظ على وحدة اثيوبيا كدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملثمون يوقفون المحامية سونيا الدهماني من داخل دار المحامين ف


.. نبض أوروبا: هل حدثت القطيعة بين بروكسل ومالي بعد وقف مهمة ال




.. الأردن يُغلق قناة تابعة للإخوان المسلمين • فرانس 24


.. المبادرة الفرنسية و تحفظ لبناني |#غرفة_الأخبار




.. طلاب جامعة هارفارد يحيون الذكرى الثانية لاغتيال شرين على يد