الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسعودية وملفات المنطقة الساخنة واميركا .. هل بدا التراجع وماهو المطلوب منها .

عباس الشطري

2016 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يتصاعد الصراع الايراني السعودي حول النفوذ في الشرق الاوسط الى اعلى مستوياته بين رموز وقادة الدولتين ودشن اخيرا بحرب كلامية وصلت الى وصف الايرانيين بالمجوس من اعلى سلطة دينية في السعودية تمثل الحليف الاساس الذي قام عليه الحكم في السعودية بين ال الشيخ ورثة محمد بن عبد الوهاب وعبد العزيز ال سعود وقد ردت ايران وايضا من اعلى سلطة دينية فيها بشخصية المرشد بان ال سعود هم الشجرة الملعونة في القران كاحتجاج واضح على عدم السماح للحجاج الايرانيين بالحج هذه السنة في بادرة لم تحصل ابدا في تاريخ مواسم الحج منذ فجر الاسلام في الوقت الذي يتصاعد هذا الصراع بوجهه الاخر في اليمن وسوريا والعراق وقد يتطور باندلاع صراع مسلح على ضفتي الخليج اذا ما استنفذت مناطق الصراع بينهما في المنطقة .
ايران القادمة من تسوية سياسية دولية لبرنامجها النووي تبدو افضل حالا من خصيمتها السعودية التي اصبحت في وضع حرج للغاية فقد خسرت معركتها مع الرئيس السوري , والمنظمات التي تدعمها في الصراع السوري اتفق الاميركان والروس على انها منظمات ارهابية اي ان بالمجمل السعودية تدعم منظمات ارهابية حسب التعريف الدولتين العظميين وهي خسارة كارثية لجهودها في لجم النفوذ الايراني في المنطقة وتزداد تورطا في الوحل اليمني الذي يبدو انه يعد الان لزيادة استنزافها دون بادرة لحل قريب مع خسارات متعددة في جنودها وقوتها العسكرية وهجرة سكان المناطق المحاددة لليمن من رعاياها فضلا عن السمعة التي السيئة بقصفها للمدنيين وفضيحة ضغوطها على المنظمات الدولية من اجل رفع اسمها من الدول التي تنتهك حقوق الحياة في الحروب وابتزازها للامم المتحدة حول عملياتها الجوية وقصفها للمدنيين بل بدات تخسر صفقة اسلحتها في بريطانيا والتي تتجاوز المليار دولار من الاسلحة البريطانية بضغط من اليسار البريطاني وهي بذلك تخسر اهم واقدم حلفائها الذين ساعدو في انشاء وبناء الدولة السعودية الحالية قبل الاميركان
كما ان حملتها العسكرية على اليمن تواجه تعقيدات متنوعة فهي لايمكن ان تعيد الرئيس هادي الى الحكم وبنفس الوقت لايقبل الحوثيين وحليفهم صالح بشروط انهاء الحرب بل بداؤو باعداد انفسهم لحرب استنزاف طويلة فضلا عن ناي قطر وعمان عن سياساتها واحتفاظهما ورغبتهما بعلاقات جيدة مع ايران وهو ماتوضح باتصال امير قطر بنظيره الايراني هذه الايام .

الاخطر ان على السعودية الان ان تخوض صراع سياسي واعلامي مع ايران واميركا معا وهو امر صعب ولاقبل لها عليه خصوصا مع تراجع نفوذها وانحسار رقعة حلفائها في سوريا واليمن وتراجع اوراق ضغطها على الحكومة العراقية التي بدات تستعيد مدنها من داعش وحلفائها .
وفي الوقت الذي لم يتوقف التورط السعودي عن الصداع السوري والوحل اليمني اللذان بدءا يستنزفان المال الخليجي والسعودي على وجه الخصوص والسمعة السيئة بين دول العالم الامر الذي بدات بادراكه و ستحاول من اجله قريبا تدشين حملة علاقات دولية لتحسين صورتها في العالم , ياتي الخطا الكارثي والذي سيهدد مكانتها الدينية بين دول العالم الاسلامي كراعية للحج والحجيج في مقر قبلة المسلمين , فالسعودية لم تهدد مكانتها الدينية يوما بالرغم من تبنيها للمذهب الوهابي والذي خرجت من رحمه اكثر المنظمات تطرفا كالقاعدة وداعش وبقيت مكانتها محترمة لدى الغالبية من المسلمين ودولهم حتى جائت خطوتها الاخيرة بعدم استقبال الحجيج الايرانيين لتهز مكانتها الدينية وتضعها في حرج واضح فالايرانيين استعاضو عن ذلك بذهابهم لزيارة كربلاء وباستطاعتهم تكرار ذلك اذا لم تتراجع السعودية عن شروطها وماتريده ايران فعلا في هذه القضية اظهار عدم قدرة الحكومة السعودية على ادارة موسم الحج بعدالة ومهما بذلت السعودية من جهود لخدمة الحجاج سيتواصل تساؤل ملايين المسلمين عن قدرة السعودية على احتكار تنظيم الحج فمالذي يمنع من تكرر هذه الخطوة مع مصر او الجزائر او اندونيسيا اذا مانشب خلاف سياسي حاد بينها وبين هذه الدول خاصة وان هؤلاء الملايين راؤ بعينهم موت مايزيد عن الفين من القتلى الذين تركت جثثهم تحت الشمس في تصرف اعوج من سلطات الحج في العام الماضي وستزيد ايران من ضغوطها وتنتهز اي فرصة لتعرية الحكام السعوديون وعدم قدرتهم على ادارة الاماكن المقدسة وستستثمر موضوعة احداث سبتمبر لزيادة الضغط الدولي على السعودية ويكفي ان مؤتمر غروزني اهان السعودية لاول مرة بعدم دعوته لعلمائها .
والملاحظ ان اغلب المثقفين السعوديين بداءو يدركون ورطة بلادهم التي وضعت نفسها في المكان الخاطيء والصعب بل وحتى على مستوى راس هرم السلطة بالرغم من بعض المزايدات الفارغة فقد شعر بذلك الملك نفسه الذي وجه رسالة تسامح ومحبة واضحة القصد والصحافة السعودية وكتابها البارزين بدات تتحدث عن راب صدع الامة الاسلامية ومواجهة الاخطار وستبدا السعودية حملة لتلميع صورتها في اوربا واميركا ولكن هل يكفي ذلك بالطبع لا.
السعودية الان عليها ان تبدا كما حليفها اردوغان بتصفير المشاكل في المنطقة والتفاهم مع ايران فهي ليست بافضل من تركيا التي اعادت علاقتها مع روسيا مع تنازلات فالتفاهم والجلوس مع ايران على طاولة واحدة افضل من سياسة التعالي , والنظرالى اليمن وسورية كبلدان وشعوب عربية تستحق الحياة افضل من بقاء فاتورة الحرب مفتوحة , ايران تدرك جيدا ان اميركا لايهمها الا عمق مصالحها فهي تركت الشاه والسادات تحت رحمة شعوبهم وبالتالي ايران لاتعول على علاقة طويلة المدى مع اميركا ونقاط التلاقي مع السعودية اكثر منها مع اميركا .
السعودية ستواجه سنوات صعبة وعليها تقوية موقفها مع جيرانها عربا وفرس فذلك ادعى لها وافضل من سياسة الغطرسة الفارغة التي وضعت نفسها فيها

*كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة