الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاقية أوسلو: 23 عاماً من التيه

عطا مناع

2016 / 9 / 15
القضية الفلسطينية


بقلم : عطا مناع

اترك الحديث عن الذكرى ال23 لاتفاق أوسلو للمحللين وما أكثرهم، وأشير أن شمعون بيريز رئيس وزراء دولة الكيان السابق والمصاب ألان بموت سريري جراء جلطه دماغيه قال: أن اتفاقية أوسلو تعتبر الانتصار الثاني بعد النكبة الفلسطينية عام 1948.

سأقفز عن كل ما قيل وسيقال، فالمواطن الفلسطيني الغلبان لم يعد يهتم بالخبر والمقابلة الصحفية لمهندس أوسلو الفلسطيني احمد قريع الذي عاد للمشهد لينتقد اتفاقية أوسلو وهذا ينسحب على المشهد السياسي الفلسطيني من أقصى يمينه إلى أقصى يساره.

إن الانجاز الأكبر لأسلو هو ضرب البنية التحتية والفوقية للشعب الفلسطيني، ولسان حالنا وبعد 23 عاماً يقول لقد فقدنا التاريخ والجغرافيا وما عاد لنا حاضرُ ولا مستقبل بالمدى المنظور، لسان الحال يقول لقد حول أوسلو شعبنا لهدف سهل، ويتغير الهدف بتغير الصياد، والصياد قد يكون إسرائيليا أو فلسطينياً أو الاثنين معاً.

ماراثون الصيد الذي يستهدف شعبنا طال الكيان الفلسطيني بأكمله، فسياسياً ووطنياً اغرق شعبنا بتضليل غير مسبوق ما أدى لنسف الذاكرة الفلسطينية عند شريحة واسعة من شعبنا ولسببين، الأول ارتباط مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني بماكينة أوسلو ألاقتصاديه حتى لو بالفتات وهنا لا اقصد الموظفين فقط وإنما جيش من القطاع الخاص والمؤسسات الغير حكوميه التي باتت سكين على رقبة الشعب، والسبب الثاني الإحباط الذي طال المواطن المغلوب على أمره والذي بتعرض لاصناف شتى من الاضطهاد المركب.

لقد نجح أوسلو في الفصل ما بين الطبقة السياسية والشعب الفلسطيني، تلك الطبقة التي تركت شعبها يصارع كافة أشكال الموت دون سند منها، لا بل شاركت الطبقة السياسية التي تحولت في معظمها لشركات ووكلاء اقتصاديين للاحتلال الإسرائيلي مما زاد في تعميق ألازمه الاقتصادية التي تمخضت عن فرز طبقي مشوه يعكس حالة التناقض الصامت والحقد الأعمى لغياب الهدف.

ببساطه لقد أوقعت القيادة والنخب الفلسطينية شعبها في الفخ وتخلت عنه، والفخ هنا يعني انتشار الجوع والبطاله سواء كانت مقنعه أو حقيقيه، وفخ أوسلو يعني التجهيل الممنهج حيث أكثر من لاعب على الساحه، ويتخذ التجهيل أشكالا متعددة وجميعها تصب في نفس الهدف، مما يؤكد أن هناك شبكه منظمه كانت أو عفويه تعمل ليل نهار على تجهيل أبناء شعبنا سواء في البعد الأكاديمي أو المؤسساتي التطبيعي ناهيك عن التجهيل الرسمي المعني ببقاء الحال لإطالة أمد بقاءه.

ببساطه وبدون إسهاب: حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يعاني 40% من الشباب الفلسطيني البطالة، تنامي ظاهرة الانتحار التي ارتفعت باطراد ولأسباب اجتماعيه واقتصاديه، في غزه لوحدها أكثر من عشرين ألف خريج جامعي سنوياً ناهيك عن نسبة البطالة للخريجين بلغت 51% ، وعن ظاهرة الفقر حدث ولا حرج ففي القدس لوحدها 300 ألف فلسطيني فقراء فما بالكم في الضفة الغربية المحتله وقطاع غزه المحاصر.

لقد جاءت أوسلو كالزلزال الذي فضربت البشر والحجر، وهي التي أنتجت لنا الفلسطيني الجديد الذي تعرض لعملية سحق فكري ووطني، والدليل على ذلك أداء النخب السياسية الغير سوي، فأنت كمراقب تعجز عن تمييز المعارضة عن صاحب المشروع السياسي لان المصالح ألاقتصاديه تغلبت على البعد الاستراتيجي للمصالح الوطنية وكانت عملية التحضير للانتخابات البلدية المؤجلة خير دليل.

كنا نحن الأجيال التي لم تعايش النكبة الفلسطينية عام 1948 ننعت أجدادنا وآباءنا بالتفريط والجبن لتركهم قراهم خلفهم، واليوم ونحن نعيش النكبة تلو النكبه وعمليات التطهير العرقي التي جلبها لنا أوسلو سنتحمل كامل المسئولية عن حالة التيه لقضيتنا الفلسطينية، وسيذكر التاريخ نخب سياسيه وثقافيه تخلت عن مصالح فقراء الشعب وصمتت عن ابتلاع فلسطين لصالح المستعمرات من اجل الفتات، سيتحدث التاريخ عن المذبحة اليومية للأرض والإنسان والتي تجري على مرأى ومسمع فلسطينيين وعرب شاركوا في إنتاج النكبة الكبرى اتفاقية أوسلو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو