الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التراث المندئي القديم الشاعر اكبيص مصبوب

سعدي جبار مكلف

2016 / 9 / 16
الادب والفن


17 – الشاعر گبیص مصبوب محبوب المندوي
للشاعر گبیص مصبوب محبوب بن صبر بن حلو المندوي موسوعه شعريه كبيره قام بجمعها نجله الدكتور الشاعر قحطان محبوب مندوي ، أستاذ ألآدب ألعالمي في مشكن ، أمريكا ، في كتاب سيصدر قريباً .
وهذه ملامح من بعض قصائد الشاعر وحياته .
ولد الشاعر گبيص مصبوب محبوب المندوي 1889م في قرية شط ألآعمى التابعه لناحية المشرح في مدينة العماره ، وتوفي سنة 1961 م في محلة ألسريه مدينة العماره، ترعرع ألشاعر وسط العشائر الفلاحيه ببيئه دينيه نزيهة وطبيعه خلابة على ضفاف ألأنهار بمشاحيفها وأسماكها ،تحت ظلال النخيل وبين المزارع والحقول .إمتهن أبوه وأعمامه الصياغة حرفة ،وكانوا كعرب متنقلين بين ألقرى وألأرياف لا يستقرون في مكان معين بعد تشكيل الحكم الملكي وإستقرار الأمورإستقروا في ناحية المشرح الني تسمى الحلفايه لكثرة ألحلفى بها ، وتقع قرب
ألأهوار التي تربط الحدود بين إيران والعراق وكان مندائيوا العراق وإيران على اتصال دائم ببعضهم بواسطة المنافذ المائية الأهوار ، وربطتهم علائق وشيجه ، وتزوجوا فيما بينهم على
مر العصور .
(186 )
كتب ألشاعر گبيص ألمندوي ألأبوذيه والقصيد والموّال ، وسمي لرقة شعره وإصالته(مؤنس المجالس ) إذ كان يتحول مجلسه دائماً لقراءة ألشعر والمساجلات ألشعريه وله كثيراً منها مع شعراء مندائيين آخرين مثل : (حمادي وادي ، وحلحل صنگور ، وچتان جنب ، وعبد الرحيم عدّاي ) وغيرهم
أثرت وفاة زوجته ألآولى أم كاسب عليه، وتركت بنفسه جرحا عميقاً فكتب :
إنحلِتْ من يوم ما شالووحاداي
خذوا ولفي وخلوني وحاداي
لگیت أبدارهم بومه وحاداي
ومحزنّه إتگول مامن ولف ليّه
قال في شبابه متغزلاً :
طلع يمرح إبخلخاله بهل ليل
وخدّه نجمة التضوي بهل ليل
جَبحْ شمتني وذمني بهل ليل
ومسبته إثواب أليّ و والديّه

(187 )
أحب ألشاعر بعد رحيل زوجته ألأولى ، فتعلق بفتاة مندائيه شابه ، دله وبذل جهداًفائقا لزواجها ، لمعارضة أمها ، وكان يكبرها بعشرين عاماً ولديه أربعة أبناء من زوجته ألأولى .
ومن بعض شعره بها :
زهه بستان ألبصدره ودله
وبحبه تاه دلآلي ودله
بتليت آنه بهوه عذره ودله
بكرخه وهاجن جنوني عليه
هنا يذكر ألشاعر محل إقامته ألكرخه وهي قريه حدوديه بين أيران وألعراق .
كان الشاعريقرأ ويكتب باللغتين ألعربيه وألمندائيه ، وتعلم في الملالي صبياً بعدها ثقف نفسه بنفسه ، فكان مطلعّاًعلى الشعر العربي الفصيح ويقرأه باستمرار . يقول نجله ألشاعر ألدكتور قحطان محبوب مندوي ، إن والده أحب الروايات ألعربيه مثل مغامرات عنتربن شداد ، وألزير سالم ، وكليله ودمنه ، وألشاهنامه - رستم وسهراب ،وألف ليله وليله ، وكان يتفاعل معها بشكل عفوي جارف ملفت للنظر، فيصفق بيديه أحياناً ،

(188 )
ويضرب فخذه ألأيمن أحياناً أخرى ، ويقول كلمته ألشهيره
" أنا أخو شويره " وهذه شورهن أخته ألكبيره زوجة السيد زغير حرز ألماجدي ، وعندما يتورط بطل ألقصه بمحنه أو مشكله يبدو ألخروج منها صعبا جدا .
قرأ يوماً بيتاً للشاعر عنتر بن شداد يقول :
لا تسقني كأس الحياة بذلة بل إسقني بالعز كأس الحنظلِ
إنّ الحياة بذلةٍ ... كجهنمٍ وجهنمٍ بالعزِأعظمَ منزلِ
أستنبط ألشاعر گبیص المندوي بيت الابوذيّه التالي :
ياهو العيب طگ الدهر ورداه
هناك ويلمحلك ويعود ورداه
العسل بالذل أنا ماأهوه ورداه
الشري بالعزْ علية روحي شهيّه
وهذا الموّال (الزهيري ) الذي يلي هذه ألأسطر مأخوذ من ألآية القرآنيه ( إنّ معَ العسرِ يسرا ) فقال ألشاعر گبیص محبوب يصف الفقر والعوز والبطالة وقلة مواردالرزق وضعف الحال:
ياصاح دمعي همْل للگاع مِسحاته
(189 )
وورمنْ إخدودي بكثرْمازيل مَسحاته
گوطر ضعنهم ولا أدري وين مسحاته
ما يوّن برهان مثلي بس أون بحلگن
وحتى النواهي عليّ روسهن بحلگن
وبكثر مانظرت إعيوني للسمه بحلگن
لا إبو علينه لفه ولا جاب مسحاته
ومن الطرائف كان ألشاعر گبیص محبوب في سفر مع والده وإعمامه في قريه بعيدة في لواء الناصريه يعملون في الصياغه، ولما جاءعيد رأس ألسنه ألمندائيه للصابئه عيد ألكرصة ، أرادوا العودة الى المشرح وهم لا يملكون المال
لأنهم لم يحصلوا على أي رزق يذكر في الناصريه ، فقاموا
ببيع ما يملكون من حاجاتهم لسد نفقة الطريق ومن جملتها ماعون فرفوري كانوا يأكلون به ويسمى بلغة أهل القريه
(طبشي) فقال الشاعر گبیص هذا ألموّال :
ياحيف عمري إنگضه مابين خام وشال
وتهلبّت ما نفع بيها ألكفاف وشال
(190 )
دمع ألبيابي خلص وألباقي ظل أوشال
من حيث جرحي غميج وما له طبشي
غرگان لاجن ماأعرف ألفوج وألطبشي
بعنه وإشترينه وأكلنه ألعيش و(ألطبشي )
وباع ألهره وإشتره وحمل إعدوله وشال
ولشهرة هذا الموّال أصبح أخر أبياته مثلاً شعبيا.
وللشاعر أيضاً قصيدة طويلة جميلة ذات معاني وحكمْ تسمى ألألفية ، وقد شاعت في المشَرح وحفضها أبناء الطائفة ، وهذه قسم من أبياتها ، تبدأ القصيدة بمطلع :
آه وآه من الدهر يالمه
القصور الشمخه للأرض واطاهه
ألألف
آه وآه من ألدهر يا طاها
ألقصور ألشامخه لللأرض واطاها
آه من الدهر وصروفه
هذا الصار وي أهل الفهم شوفه
(191 )
لو ينكشف حچيي وتكدر إتشوفه
مثل حفره وسخ وتشيل مغطاهه
ألألف : آه وأه من الدهر وإصروفه
على هلصار ويه أهل الفهم شوفه
ألبيه : بعد دنياك ما تسوه عتب
تاه فكري والوكت بيها صعب
أشجم سفيه أللي ضحك بيها ولعب
صابه ألغرور ونسى معناها
ألتيه : تواضع وإنظر الدهركْ من بعيد
ولا يغرك لون ملبوسك جديد
وين كسرى ووين هارون ألرشيد
ووين عاد وجنته ألسواها
ألثيه :ثبت ْ معلومْ عد أهل ألفهم
كلمن يكرم ألناس لازم ينكرم
وليشَتمْ ألناس لازم ينشتم
(192 )
وألزلم تكره الذي يكراها
لجيم : جرح ألسيف وي جرح ألسنان
أهون على ألناس من جرح أللسان
جرح سيفك يبره وي مر ألزمان
وجلمتك للموت ما أنساها
ألحاء : حسين ألراس مبتور ألذنب
أليسب عرضك بعرضه لا تسب
هذا طبعه ومثل لو عضك چلب
ومن تعضه بدل عضّتك سفاهه
ألخاء : خليلي ردته لي سيف ودرع
ردته إيصبيلي وبيه أنه أنتفع
صابني بغدره وچبدتي أدماها
ألدال : دع ديار ألذل وإرحل بالعجل
لا تدحلب لو ردت تعمل عمل
ألما إلك بكنافهه نا گه وجمل
(193 )
ليش تتحمل ثگل بلواها
ولما سمع الشاعر گبیص محبوب المندوي قول الشاعر بريدي سلمان بقصيدته التي قال فيها :
شيب أبو ألدنيه لبوا أليبغيهه
الضحك بأولهه بچه بتاليهه
فقال ألشاعر گبیص محبوب مجاریاٌ القصيدة :
شيب أبو ألدنيه لبو من طاعهه
فاسده وكل ألخزي ينصاعهه
لا تغرك من تشيل إشراعهه
هّم ينكسر شيَالهه ويجفيهه
وقال أيضاً :
هالثلاثه بهل الدنيه إمجاهدين
لاصلاة لا صوم لاهم آبدين
وين ألإسكندر إبو القرنين وين
ووين عاد وجنته البانيهه

(194 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح