الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين موقع الديمقراطيين العراقيين على الخارطة السياسية العراقية؟

فاضل عباس البدراوي

2016 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يشهد بلدنا هذه الايام حراكا سياسيا، بأتجاهات عديدة، فالاسلاميين الشيعة بدأوا بلملمة شتاتهم، ونجحوا في أختيار رئيس لتحالفهم بالرغم من التناقضات الكثيرة فيما بينهم، والاحزاب والكتل السنية، يتحركون ايضا على نحو يتجه بتشكيل تحالفات جديدة (اضطررت لأستعمال هذه التسميات المموقوتة لكنها واقع ليس بألأمكان تجاهله) وأياد علاوي الذي يعرَف نفسه أنه ليبرالي، حول هو الآخر حركته الى حزب سياسي. كل تلك التحركات تأتي لقرب موعد انتخابات مجالس المحافظات ومن ثم تليها الانتخابات النيابية. ان الاطراف التي تقود العملية السياسية في العراق أخذت تطرح شعارات مكافحة الفساد والتصدي للارهاب الداعشي!! محاولة منها النأي بنفسها عما جرى للعراق من مآس وخراب على مختلف الصعد، وليس هي المسؤولة عن سقوط ثلث الاراضي العراقية بيد عصابات داعش الارهابية، وليس الفساد الذي استشرى ومستمر في الاستشراء هي من صنعها، وهي صاحبة اللجان الاقتصادية المنبثقة عن احزابها وكتلها، اضافة لخطاباتها الطائفية والاثنية التي زرعت بذور الشقاق بين أبناء الوطن الواحد.
كل تلك التحركات المحمومة تجري، والاصطفافات غير المتجانسة تقام، لا لشيء سوى من أجل استمرار القوى المتنفذة لديمومتها على رأس السلطة، والجماهير حائرة، والمظاهر السلبية أخذت تطفو على السطح من لدن اوساط واسعة من الجماهير التي يأست من الخلاص من واقعها المر، وبدأت اصوات عدم المشاركة في الانتخابات تعلو هذه الايام، وأعتقد ان ذلك يصب لصالح القوى الطائفية والاثنية المتنفذة التي تعتمد أساسا على عناصرها والطفيليين المستفيدين من بقائها على دست الحكم. أقول أين موقع القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية على الخارطة السياسية، في هذه الاجواء السياسية الملتهبة على الساحة العراقية؟ فمنذ ثلاثة أشهر تقريبا، يبدو ان التيار الديمقراطي وسائر الديمقراطيين، في عطلة صيفية من جراء حرارة الجو، لكنهم بعيدون عن حرارة الجو السياسي! فلم يعقد اجتماع واحد كل تلك الفترة، ولم نسمع عن أية تحركات سياسية بأتجاه جمع القوى الديمقراطية والليبرالية والعلمانية أحزابا وأفرادا، للأتفاق على مشتركات تجمعها قبل أن يغادر القطار محطتها! حتى لم تصدر بيانات من التيار الديمقراطي حول الاوضاع التي تسود في البلد. أما تحرك بعض الديمقراطييين المستقلين بأتجاه تشكيل حزب سياسي، فنامت في ادارج القائمين عليه ولا ندري هل الغيت الفكرة أم لا زالت قائمة؟ فان كانت قائمة أين العمل على تحقيق ذلك ونحن نقترب من موعد تسجيل الاحزاب التي ستشارك في الانتخابات المقبلة؟ كل تلك الاسئلة التي تطرح على السن الديمقراطيين بحاجة الى أجوبة.
لكنني في الوقت ذاته لا أنكر استمرار التظاهرات الاسبوعية في ساحة التحرير والمدن العراقية الاخرى للمطالبة بالاصلاح لكنها مطالبة من؟ هل نطالب الاصلاح من المفسدين الذين يتربعون على كراسي الفساد؟ يجب دراسة جدوى استمرار هذه التظاهرات التي بدأت بالتقلص تدريجيا، بذلك يكون وقعها على المسؤولين لا تذكر بل يستهينون بها لقلة عدد المشاركين فيها، بسبب يأس الكثير من المواطنين من استمرار المشاركة فيها رغم استيائهم من الاوضاع المزرية التي يعانونها. كل تلك الامور تحتاج الى اعادة لدراسة الوضع السياسي في البلد والعمل الجاد من أجل وضع الحلول الحقيقية لها، فأن لم تتصدى القوى والشخصيات الديمقراطية واليسارية والعلمانية لتلك الامور، ستبقى الساحة فارغة تلعب بها الطغم الفاشلة والفاسدة لفترات طويلة أخرى من الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سبب غريب وعجيب
علي عدنان ( 2016 / 9 / 17 - 08:46 )
هل حقا لاتعرف ضعف وتشتت الحركة الدمقراطية بكل مكوناتها والتي اتفق على تسميتها بالتحالف الدمقراطي صديقي العزيز؟؟؟؟
اهم الاسباب هو الانزواء في قوقعة الانا والتعالي على الجماهير التي بلا قيادة تماما! اجل صديقي العزيز الجماهير في وادي ودعاة التيار الدمقراطي في وادي اخر!!!
واسالك انت بالذات كم استطعت ان تتحدث الى خمسة اشخاص فقط لاغير واستملتهم الى مايريده التحالف الدمقراطي واهدافه؟؟؟؟
كم من الناس استطاع اي واحد منكم ان يعرفوهم بماهو التحالف الدمقراطي وغاياته في بناء عراق اخر يرفل بالسلام والخير والبحبوحة؟؟؟
اذا كانت الاحزاب المكونة للتحالف الدمقراطي هي ضعيفة جماهيريا لانها لم تستطع ان تكسب الجماهير الى صفوفها اما نتيجة خجل او خوف او عدم اقتناع من قبل افرادها بافكارها او توجهاتها فكيف تريد من التحالف ان ينمو ويشب؟؟؟
العجيب ان الكذب على النفس هي صفة عجيبة وغريبة يشترك بها الجميع من قيادات التحالف الدمقراطي وهو ليس الكذب الاخر والذي هو اقوى وامر اي الكذب على المسؤول الاعلى!!!! وهكذا ترى يعتبر الفيس بوك هو المعيار الذي اتخذه التيار الدمقراطي كاسلوب لحساب جماهيريته وهذا خطا كبير


2 - اسباب كثيرة
علي عدنان ( 2016 / 9 / 17 - 11:36 )
اقول اعتمدت تنسيقيلت التحالف الدمقراطي على مايدعونه وسائل التواصل الاجتماعي واهمها الفيس بوك وهو تشتيت للحقائق بل وطمسها عن جماهرية التحالف الدمقراطي وتناسى الاخوان الدمقراطيين ان لاسبيل للدعوة او الانتشار الجماهيري عن طريق التخاطب المباشر اي وجها لوجه مع الناس!!!! اتدري صديقي العزيز سبب جماهرية التيار الصدري ؟؟؟ بل والالتزام العظيم بالدفاع عنه او تنفيذ مايطلبه قادته من جماهيرهم؟؟؟ السبب الرئيسي وهو بعيد عن الدين والمرجعية وشهداء التيار هو المكان!!!! اراك تندهش صديقي العزيز!!!! نعم هناك مكان يلم اعضاء التيار الصدري وهو جوامعهم المنتشرة في كل حي ومدينة وشارع !!! وفي هذا الجامع يجري الاقناع والكسب والتثقيف بل وجمع المال والقيام بانشطة اخرى قد تكون بعيدة عن توجهات التحالف الدمقراطي!!! اما التحالف الدمقراطي الفقير في كل شيء لانه نتاج احزاب فقيرة في كل شيء فليس له مقر او مكان يجتمع فيه افراد قيادة تنسيقياته فما بالك بالافراد العاديين اللذين ينضمون الى صفوفه؟؟؟ اتدري اين تجتمع تنسيقياتكم ؟؟؟ في المقاهي والكازيونات!!!! ولايكذبون عليك !!!! يتم الاجتماع وينتهي بعد الخلاص من شرب الشاي ا


3 - الحركة في دائرة مغلقة
علي عدنان ( 2016 / 9 / 17 - 12:12 )
عدد التنسيقيات هو نفسه لايزداد بنانا والسبب ولضح وبسيط ايضا !!!! انهم لايتحركون نحو الجماهير وانما يريدون من الناس ان تاتي اليهم متوسلة!!!!! تتعجب اليس كذلك صديقي العزيز؟؟؟ انظر الجماهير المنكوبة بالفساد والمتاسلمين الحرامية والكاذبين والتي تعاني من خدمات شبه معدومة تنتظر قيادة!!! اجل قيادة واعية تلتقي بها وتشرح لها !!! وهذه القيادة تفتقر لها تنسيقيات التيار الدمقراطي تماما!!! والمشكلة لايعاني منها التيار الدمقراطي وهو وليد احزاب تفتقر لهذه القيادة التي تستطيع ان تنزل الى الشارع وتكسبه الى جانبها !!! الناس محتاجة لمن يدافع عن حقوقها وان يزيل الغموض عما تفعله الاحزاب المعادية لها والسارقة لقوتها وحياتها!!!!!!1 لن يستطيع التيار الدمقراطي اقامة اي مؤتمر في اي وقت لانه ولد ميتا بدون وسائل لادامته او توضيح صورته للناس المتلهفة للتغير ومعرفة كل ماهو ياخذ بيدها من الموت البطيء لحكومة المتاسلمين الحرامية!!!!انا لا اعرف صديقي العزيز كيف لحركة او تيار او حزب يبقى حيا بدون مقرات او اموال ضرورية لمصروفات في الحد الادنى كطبع البيانات او اقامة الاجتماعات او الندوات او حتى التخابر التلفوني مع الاع


4 - وسائل ضرورية
علي عدنان ( 2016 / 9 / 17 - 17:18 )
واتذكر صديقي العزيز الانتخابات البرلمانية الاولى وكان الاسلاميين ومنهم حزب الدعوة بلا وسائل مالية لخوض الانتخابات لكونهم اصحاب مهن في اوربا وليست لهم داخل العراق اية قواعد جماهيرية اي انهم كانوا عرايا ليس الا!!!! ظهر العبادي على قناة العربية وكان انذاك عضو قيادي في حزب الدعوة واجاب لسؤال للمذيع حول من يساندهم في حملتهم الانتخابية ماليا فاجاب انهم اي حزب الدعوة يتلقون مساعدات مالية من احد الدول الاوربية ولم يذكرها وهي طبعا المملكة المتحدة !!! وهكذا ترى صديقي العزيز ان اكبر الاحزاب المتاسلمة كانت تتلقى العون والاموال من الخارج قبل ان تتمكن وتستولي على المال العام لادامة وجودها والاشتراك بقوة في الحياة السياسية!!! لست هنا لادعو التيار الدمقراطي للاتجداء من دول قد تفرض شروطا عليه ولكن حتما ان تفكر قيادته بالبحث عن موارد تساعد في الوقوف على الاقل على قدميه !!! المال ضروري جدا وبدونه لايمكن العمل اطلاقا !!! المقرات ضرورية ووسائل الاعلام ضرورية حتى في ادناها!!!!! اعرف تماما ما للحصار الذي يقيمه الاسلاميين على قوى الدمقراطية من كل النواحي بامتلاكها كل الوسائل بتهميش واضعاف قوى ا

اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو