الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدخل العسكري التركي في سوريا ..... ما هي مبرراته وأهدافه ؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تزامن التدخل العسكري التركي في شمال سوريا مع عاملين رئيسيين في معارك الشمال السوري ... وأول هذين العاملين : هو فشل الجماعات المُسلحة المدعومة بالكامل من القيادة التركية في معارك حلب الكبرى , ثم فشلها بفك الحصارعن الاحياء الشرقية لحلب بعد سلسلة الهجمات العنيفة التي خاضتها هذه الجماعات للحفاظ على ثغرة الراموسة, وهي الثغرة التي نجحت بالسيطرة عليها بعد سيطرة الجيش السوري على طريق الكاستيلو والمناطق المُشرفة عليه شمال حلب مُلحقاً بذلك هزيمة ساحقة بهذه الجماعات في شمال مدينة حلب .... وقد انتهت سلسلة الهجمات العنيفة جنوب وجنوب غرب حلب ليس فقط بالفشل الكامل في تأمين ثغرة الراموسة أو توسيعها باتجهاه جنوب غرب حلب , بل أيضاً بانهيار دفاعات هذه الجماعات على كامل المحاور الجنوبية للمدينة بما في ذلك مجمع الكليات العسكرية والتلال المجاورة وقطع خطوط امداد المُسلحين بالكامل , ومن ثم احكام حصار الجيش السوري للمسلحين في الراموسة ومجمع الكليات العسكرية والذي قاد بعد ذلك الى فرارها الغير منظم من هذه المناطق الى الاحياء الشرقية , وبالتالي استعادة الجيش السوري لمجمع الكليات العسكرية , ليتبع ذلك بالسيطرة على الراموسة وإغلاق هذه الثغرة بالكامل .

العامل الآخر : تحرير قوات سورية الديمقراطية لمدينة منبج من تنظيم داعش بعد معارك طويلة وعنيفة مع مُسلحي داعش , ثم توجه هذه القوات شمالاً لتحرير مدينة جرابلس الاستراتيجية الحدودية التي تُعتبر من المعاقل الرئيسية لداعش في سوريا بعد مدينة الرقة .

وقد كان لهذين العاملين في الوقت الذي فشلت فيه الجهود الامريكية بتفجير صراع دائم بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية في الحسكة وشمال شرق سوريا, دافعاً قوياً لاستنفار أردوغان والقيادة التركية بعد تعرض استراتيجيتها العسكرية في شمال سوريا الى الفشل وخطر الانهيار ..... وذلك ليس من حيث الخطر الذي قد تُشكله قوات سورية الديمقراطية على تأسيس دولة كردية على حدود تركيا , كما تُحاول تسويقه القيادة التركية كمبرر لتدخلها العسكري , بل (وهو الاهم من ذلك بكثير) هو تعرض داعش وجيش الفتح والفصائل التكفيرية الاخرى الى هزائم عسكرية ساحقة في الشمال السوري على يد الجيش السوري وحلفائه بشكل رئيسي من جهة , وعلى يد قوات سوريا الديمقراطية بشكلٍ جزئي من جهة أخرى , باعتبار أن الشمال السوري يُشكل المعقل الرئيسي لعبور وتواجد عشرات الالوف من الجماعات التكفيريية بمختلف فصائلها والتي تُعول عليها تركيا مع العملاء الخليجيين (ومن ورائهم الولايات المُتحدة) بضرب وهزيمة قوات النظام السوري وحلفائه في الشمال كمرحلة أولى لاسقاط النظام .

ومن هنا فان قرار التدخل العسكري التركي قد سبقه كما نعلم توجه تركي للتقارب مع روسيا , وتطمينات اعلامية متتالية من قبل رئيس الوزراء التركي بتغيير جذري في الموقف التركي تجاه الازمة السورية والتخلي عن اسقاط النظام , ورفع شعار الحرب على داعش والارهاب وانهاء الازمة السورية عى نحوٍ سلمي ....الخ , مع التركيز اعلامياً بشدة على القلق التركي تجاه الجماعات الكردية المُسلحة شمال سوريا في كونها تُشكل الخطر الاكبر على الامن القومي التركي .... وبالتالي تطمين الجانب الروسي والايراني والقيادة السورية بالمحصلة بأن التدخل التركي سيكون سريعاً ومحدوداً ويهدف فقط لإخراج القوات الكردية في الشمال السوري من غرب الفرات ودفعها عسكرياً نحو شرق الفرات .

ولكن بعد مرور ما يزيد عن اسبوعين على التدخل العسكري التركي المُباشر في شمال سوريا فقد أعلنت القيادة التركية بأن هذا التدخل سيبقى الى أجل غير محدد بذريعة القضاء على الجماعات الكردية " الارهابية " وذلك بتنسيق مسرحي مع الولايات المُتحدة .... ولكن ذلك لا يُشكل في حقيقة الامر سوى الهدف الثانوي والغطاء الشرعي للتدخل التركي ..... فالهدف الرئيسي لهذا التدخل هو بلا شك الدعم العسكري للجماعات التكفيرية المسلحة واعادة تسليحها ومنعها من الانهيار في الوقت الذي رافقت فيه أعداد كبيرة من هذه الجماعات الجيش التركي تحت غطاء ما يُسمى بقوات الجيش الحر, وذلك لاضافة الصبغة السورية الشرعية والمُعتدلة على هذه القوات المشبوهة والتي يُعتقد بأنها لا تختلف في شيئ عن الجماعات التكفيرية التقليدية كداعش وجيش الفتح وقوات نوالدين زنكي وكنائب الحزب الاسلامي التركستاني وغيرها من الفصائل التكفيرية المسلحة, وذلك في محاولة رخيصة ومكشوفة من قبل تركيا لخداع الجانب الروسي والايراني والسوري بنفس الاسلوب الذي اتبعته تركيا والولايات المتحدة سابقاً بتسمية جبهة النصرة بجبهة فتح الشام واعتبارها من فصائل المعارضة السورية المُعتدلة .

على أية حال لن يكون التدخل العسكري التركي في الشمال السوري نزهة سهلة كما يعتقد أردوغان وعصابته , فقد كبدت قوات سوريا الديمقراطية التي تُتقن ببراعة حرب العصابات الجيش التركي منذ بداية التدخل خسائر لا يُستهان بها في الجنود والآليات العسكرية , وهذه ليست سوى البداية .... فقد تم الاعلان في شمال سوريا عن انطلاق المقاومة الوطنية السورية ضد الاحتلال التركي ...... فهل سيغرق الجيش التركي بالفعل في مستنقع الحرب السورية التي بدأها أردوغان وعصابته الاجرامية من العثمانيين الجدد ؟؟؟ ......... ان غداً لناظره قريب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو