الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات والاستبداد

حسن نبو

2016 / 9 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الثوره في الكثير من الاحيان لم تكن علاجا للخلاص من الاستبداد الذي يعد من أخطر الآفات في المجتمعات البشريه , فهناك الكثير من الثورات التي أنهت اسطورة حكام مستبدين ، لكنها دفعت الى الساحه مستبدين آخرين , اذ كانت الافكار والسياسات والايديولوجيات المغلقه التي استندت إليها تلك الثورات ارضا خصبه لظهور استبداد من نوع جديد تجاوزت سيئاته في بعض الاحيان سيئات الاستبداد الذي كان موجودا قبله . هذا الاستبداد الجديد تميز عن الاستبداد القديم في جعله الحزب الذي استلم الحكم بعد الثوره هو محور الاستبداد بدلا من شخص الحاكم بحيث اصبح الحزب الوحيد الذي يحكم الدوله والمجتمع ويمنع الاحزاب الاخرى من المشاركه في الحياة السياسيه الا اذا كانت تلك الاحزاب تدور في فلكه . وفي بعض البلدان التي قامت فيها الثوره منع وجود أي حزب سياسي ما عدا الحزب الذي انتجته الثوره .
ان الامثله على ما ذكرته عدبده , ففي روسيا القيصريه انهت ثورة البلاشفه عام 1917 بقيادة لينين استبداد آل رومانوف ولكنها اتت بدلا عنه باستبداد آخر الا وهو استبداد الحزب الشيوعي الذي حكم البلاد بعد الثوره والذي منع وجود اي حزب سياسي آخر الى جانبه , فأصبح الحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد في طول البلاد وعرضها , وقد أدى استبداد الحزب الشيوعي والدكتاتورية التي طبقها باسم البروليتاريا الى ابادة ملايين البشر بحجة معادانهم للثوره والشعب . ولم تكن الاحوال أفضل في بقية الدول الاخرى التي كانت تحكم من قبل احزاب شيوعيه في اوروبا واسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية .
وتمثل التجربه الايرانيه انتكاسه اخرى في القضاء على الاستبداد , فالشعوب الايرانيه التي شاركت في ثورة 1979 بقيادة اية الله الخميني كانت تأمل في الخلاص من استبداد الاسره البهلويه التي كانت تحكم ايران منذ عشرينيات القرن الماضي ، ولكن الحكم المنبثق عن الثوره لجأت الى تثبيت دعائم استبداد جديد الا وهو استبداد ولاية الفقيه التي انبثق عنها استبداد ولي الفقيه المعصوم عن الخطأ والمتعالي على كل السلطات والمؤسسات في الدوله .
وفي سوريا ومصر وليبيا التي كانت الانظمه الحاكمه فيها تدعي انها تحكم استنادا الى الشرعيه الثوريه كانت صناعة الاستبداد تجري على قدم وساق , وشيئا فشيئا تحول كل بلد من البلدان المذكوره الى مجرد مزرعه للحاكم المستبد واسرته وحاشيته .
ماأريد استخلصه مما ذكرت هو : ان القضاء على نظام استبدادي لن يؤدي بالضرورة الى ايجاد نظام ديمقراطي اذا لم يكن هناك فهم لمعنى الديمقراطية ومقوماتها ولأهمية النظام الديمقراطي من قبل السواد الاعظم من الشعب .
وللاسف فإن معظم الايديولوجيات السائدة في بلدان العالم الثالث هي ابدلوجيات مغلقة تعادي الديمقراطية وتتهمها اما بالكفر واما بالفوضى ...الخ ، مما يعني ان بناء النظام الديمقراطي ليس بالامر السهل فؤ بلداننا . لكن هذا لايعني ابدا ان نعلن الاستسلام للاستبداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ