الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين حولت نادية الاهانة الى قوة

عالية بايزيد اسماعيل

2016 / 9 / 17
حقوق الانسان


حين حولت نادية الاهانة الى قوة
بكل فخر وزهو تابعنا مراسيم تنصيب نادية مراد كسفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة والفرحة تغمر ارواحنا لتلك الشابة النحيلة المليئة بالقوة والامل, الناجية من جحيم داعش , التي استطاعت بشجاعتها وجراتها وسعيها الدؤوب والمستمر في فضح جرائم مايسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" البربرية في المحافل الدولية ومن على اعلى المنابر العالمية . واستطاعت ان تكسب اهتمام الراي العام العالمي الى القضية اليزيدية والى معاناة شعبها المظلوم على مدى مئات السنين الماضية بسبب "الدين ". ولاول مرة يلتفت العالم باكمله الى القضية اليزيدية ويدعمها بقوة على هذا النطاق الواسع وتتناقل وسائل الاعلام العالمية معاناة هذا الشعب مسالم البريء الذي كل ذنبه انه يريد ان يحافظ على دين الاباء والاجداد بعيدا عن الاحقاد والعنصرية .
نادية فعلت ما لم يستطع احدا ان يفعله , ووصلت الى ما لم يتمكن احدا ان يصله, وفعلت ما لم يستطع احدا ان يفعله, فكانت شهادتها بحق الصوت المعبر عن ماساة الاف الابرياء والضحايا الذين قتلوا وخطفوا وشردوا وهجروا دون ذنب.صوتها كان صوت الاف النساء والفتيات الاسيرات كرقيق وجواري يباعون من وحش لاخر بابخس الاثمان , كيف لا وهي الخارجة من رحم المعاناة والذل والهوان والهاربة من جحيم الرق والاستعباد من مجرمي داعش ونظامهم العار . فكان صوتها الصوت الحقيقي الصادق لالامها والام الاف الفتيات والنساء المختطفات الناجيات منهن والاسيرات . الصوت الصادح لمعاناة النساء المغتصبات والمعنفات في كل بقاع الارض . الصوت الذي فضح الجرائم اللانسانية واللاخلاقية لبرابرة العصر الحديث . امتلكت القوة والجراة لحمل قضيتها وقضية شعبها الي يعاني الابادة الجماعية دون كلل ودون تعب وطافت بها في ارجاء العالم لتستحق بكل جدارة سفيرة شعبها وقضيتها .
ارادوا لنادية ولرفيقاتها الذل والاهانة لكانها حولت كل ذلك الى قوة وشجاعة فكانت رصينة في احاديثها رغم بساطتها, قوية في حضورها رغم ضعفها الجسدي , شديدة في باسها رغم انكسارها النفسي , متواضعة رغم كبريائها.
نادية اصبحت رمزا للانسانية والبراءة المضطهدة, لفتت انتباه العالم ودعمهم من خلال كلمات السفراء والدبلوماسيين المؤيدة لقضيتها وبالاخص دعم المحامية الدولية امل علم الدين التي كانت السند والظهير القوي لدعم ماساة نادية ولرفيقاتها الاسيرات والتي ارتجلت كلاما مؤثرا عن قضية نادية .
الف مبروك هذا التتويج وهذا النصر لسفيرة السلام نادية مراد .وندعو الله وطاوس ملك ان يحفظها سندا وذخرا لشعبها وللعراق ولكل النساء المظلومات في كل مكان في العالم وندعو لها بالموفقية والنجاح . فالمهام الكبيرة بانتظارها والعيون ترنو اليها للوصول بقضيتنا الى المحاكم الدولية والاعتراف بالابادة الجماعية , وهذا اول الغيث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط