الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى اصدقاء الامس واعداء اليوم , اذا كان بيتكم من زجاج فلا ترموا الناس بالحجر

سوزان ئاميدي

2016 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


حب الوطن هو احساس الانسان بالانتماء واستعداده للتفاني في سبيل شعبه وارضه . واختلاف الانظمة الحاكمة في الاوطان قد تدفع المواطنين في الاختلاف في ولائهم للنظام من عدمه , فعندما يكون النظام دكتاتوري قمعي يختلف الولاء له بين المواطنين باختلاف مستوى ومدى تعرضهم للقمع والاضطهاد . فعلى اثر ذلك تنشا المعارضة وتحاول الدفاع عن نفسها , إلا ان ذلك لاينتزع الوطنية عنهم , طالما لايقومون بعمل سلبي اتجاه الشعب والارض .
المعطيات السياسية القمعية في العراق دفعت المعارضة الى الانقسام في توجهها واسلوبها في التعاطي مع الاحداث , فقبل سقوط نظام صدام اختار اغلب المعارضين العرب توجه واسلوب يختلف عن الكورد اما البعض الاخر من العرب فقد اختار الالتحاق بالمعارضة الكوردية التي هي المكون الاكثر تعرضا للاضطهاد والظلم , وقد اختاروا المقاومة المسلحة للدفاع عن النفس فقط حين تعرضهم الى هجوم عسكري مسلح من قبل النظام , ولم يقدمون على اي عمل عدائي اتجاه عموم الشعب , وحتى على القوات المسلحة للنظام الدكتاتوري مادامت في ثكناتها العسكرية دون تعدي , حيث اتسمت المعارضة الكوردية بقمة الانسانية ولم يكن لهم اي فعل انتقامي اتجاه المدنيين ومؤسسات الدولة وبشهادة اصدقاء الامس (اعداء اليوم) الذين لجئوا في حينه الى الكورد بحثاً عن مأوى .
واليوم تلك المعارضة العربية تحكم العراق بعد اسقاط نظام صدام حسين , الامر الذي فضح نهجهم وكشف حقائق بعضهم مما افقدهم شرف تسميتهم يوما بالمعارضة للنظام الدكتاتوري ورغم مساندة الكورد لهم منذ البداية الا انهم وبعد ان سطوا على السلطة اخذوا موقف العداء لمطالب الشعب العراقي عامة ومطالب الشعب الكوردي خاصة .
وفيما يلي منهج وادارة النظام الحاكم في بغداد على العراق بصورة عامة وعلى اقليم كوردستان بشكل خاص منذ 2003 .
1- جعلوا قرارات السلطة الحاكمة بيد طائفة واحدة والسماح لايران ان يكون لها راي مؤثر جدا .
2- تصفية معارضيهم وبمنهج طائفي واضح .
3- نقلوا العراق من وضع سياسي واقتصادي سئ الى اسوء .
4- بعد ان كانوا ثلاث اطراف سياسية معروفة اصبحوا اليوم يتعدون العشرات من الاحزاب والتيارات والحركات والجبهات .
5- اصبح لكل حزب او جماعة سياسية ميليشيا مسلحة او اكثر وكلها طائفة فضلا عن الجيش الذي يفتقد الى العقيدة العسكرية ومبادئها والذي معظم منتسبيها لم يتدرجوا في رتبهم بشكل مهني (دمج) .
6- اصبح لكل جماعة سياسية اعلام خاص به دون اي رقيب , يقوم على اساس منهج طائفي وقومي موجه حيث سمحو لنفسهم ان يبثوا روح العداء والكراهية عدا عن نشر الاكاذيب والمعلومات المغلوطة .
7- قاموا بتجزئة المجتمع العراقي طائفيا وعززوا ذلك خدمة لمنهجهم ولاستمرار بقائهم في السلطة بل ذهبوا ابعد من ذلك الى تجزءة الطائفة الواحدة حتى التي ينتمون اليها .
8- نشروا الفساد بكل اشكاله وفي كل مؤسسات الدولة ولم يبق فيهم احد دون ان يكون متهم بقضية او عدة قضايا فساد .
9- تم تسييس القضاء وتجييره لطائفة واحدة خصوصا في الدورتين التي حكم بهما المالكي والذي مازال مؤثرا في الساحة .
10- اصبح تطبيق الدستور مزاجي انتقائي ومجيير حسب مصالح طائفية وفئوية .
11- فشلوا في تحقيق الامن والاستقرار في جميع المدن العراقية دون كوردستان واصبح استهداف المدن وحتى العاصمة بغداد سهلة الاختراق للارهابيين وتركوا مدن ومناطق كبيرة لتحتلها داعش .
12- لم يقدموا ابسط الخدمات والى يومنا هذا يعيش الشعب ازمة ماء وكهرباء وسكن وبطالة ... الخ , حتى في المناطق التي انتخبتهم .
13- عمقوا الخلاف الداخلي في البيت العراقي ككل والبيت الشيعي بالتحديد واصبح البرلمان العراقي منبرا لخلافاتهم المستمرة.
14- تعاملوا مع الفساد المالي والاداري من خلال التسويات دون اي معالجة جدية تذكر , رغم الوعود المستمرة لعموم الشعب وكثيرا ما نسمع في المظاهرات الاسبوعية عبارة كذاب كذاب مصحوبة باسم احدهم وعبارات كثيرة اخرى تشير الى مدى كذبهم على الشعب في معالجة الفساد وتحقيق الخدمات .
15 - التغيير الديمغرافي لمعظم المدن خاصة العاصمة بغداد .
16-ارسال مليشيات طائفية لمساندة النظام البعثي الدكتاتوري في سوريا دون الرجوع الى اي سلطة في الدولة البرلمان مثلاً .
ومن الجدير بالذكر ان اقليم كوردستان تاثر كثيرا من سياسة وادارة بغداد للعراق فضلا عن تاثره بالسياسة المباشرة من بغداد عليه , بمعنى اخر اصبح تاثير سياسة بغداد على الاقليم مزدوج كونه جزء من العراق واقليم , مثلما حصل في عهد صدام حسين عندما تاثر الاقليم من الحصار على العراق وحصار اخر من صدام حسين عليهم .
وفيما يلي اهم الجوانب لسياسة بغداد مع الاقليم :-
1- استقطاع الميزانية المخصصة حسب الدستور لاقليم كوردستان من 17% الى 10% في احسن الاحوال , ومن ثم تم قطعها نهائيا منذ عهد المالكي عندما كان رئيسا للوزراء .
2- عرقلة تطبيق اي مادة دستورية فيها مصلحة للكورد وعلى راسها المادة 140 ولم يخفوا الامر بل يتباهوا بذلك في الاعلام , وعند اصرار الكورد على تطبيق الدستور قام المالكي بارسال قوات دجلة الى كركوك للتهديد بتوجيه المدافع باتجاه الاقليم . فضلا عن رفضهم القيام باحصاء سكاني لتخوفهم من كشف حقيقة اعداد مكونات الشعب العراقي .
3- عملوا بكل جهد كلما تسنى لهم على عرقلة عملية الاستثمار في كوردستان , إذ كانوا سبب تاخير وتاجيل والغاء الكثير من المشاريع .
4- قاموا بتجديد اتفاقية قديمة كانت على عهد صدام حسين بين تركيا والعراق تمنح فيها لتركيا الموافقة بالتوغل في الاراضي الكوردستانية بعمق 30 كم , ليس محبةً بالاتراك انما بغضا بالكورد .
5- لم تتوقف بغداد عند هذا الحد بل تعدت الى السماح للارهاب الداعشي ان يدخل العراق لمحاربة البيشمركة لاضعاف الاقليم . فـ (الاغلبية الطائفية في العراق والمسيطرة على القرار التنفيذي فيها) مع (القوة الاقليمية ايران والتي تتحدى قوى العالم والمسيطرة على قرار الاغلبية الطائفية في العراق) مع (النظام السوري الذي كان العدو والمتهم من بغداد بادخال الارهاب للعراق والذي اصبح بين ليلى وضحاها اقرب صديق لها ) سمحوا بدخول داعش عبر الحدود المشتركة بين العراق وسورية والتوغل في المناطق الغربية خاصة المتاخمة لاقليم كوردستان تزامنا مع انسحاب الجيش العراقي من الموصل بامر من نوري المالكي تاركين لداعش جميع المعدات والتجهيزات لاربعة فرق عسكرية وامنية .
6- بعد اشتعال الحرب بين داعش واقليم كوردستان على طول حدود مابين 1030كم الى 1050 كم منعت بغداد ارسال السلاح والرواتب للبيشمركة . وهنا اصبح الامر اكثر وضوح للقاصي والداني عن النوايا العدائية بحق الكورد (من اصدقاء الامس) .
7- اقليم كوردستان فتحت حدودها بالكامل للنازحين الذين هربوا من سطوة داعش الارهابي والاعداد تجاوزت الملونين والنصف فضلا عن النازحين السابقين الذين هربوا من التصفيات الطائفية والسياسية إذ ان الكورد ومنذ عام 1991 وحتى بعد سقوط نظام صدام عام 2003 عملوا بمبدا عفى الله عن ما سلف للجميع واستثنوا الذين اياديهم ملطخة بدماء العراقيين حيث تركو امرهم للجهات القضائية للنظر فيها .
8- استطاعت بعض الاطراف في بغداد مع ايران لاحداث مشاكل داخلية في البيت الكوردي استكمالا للازمة المالية التي يتعرض لها الاقليم انفة الذكر وذلك لعرقلة الاستفتاء والرغبة في اعلان الدولة الكورية .
وبعد هذا السرد المبسط والمختصر لمنهج وسياسة بغداد اين هم من مفهوم الوطنية الذي بدانا به المقال ؟ واين موقف الشعب العربي من سياسيهم الذين لطالما حملوا اقليم كوردستان اعباء فشلهم السياسي والاداري ؟! الا يستحق الكورد وقفة وموقف مساند من الشعب العربي الذي عانى بدوره وكشف اكاذيب سياسيهم في بغداد ؟ . عنذ ذاك يترسخ مفهوم الوطنية لديكم فعلا وليس قولا فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر إسرائيلية تتحدث عن مفاوضات جديدة بشأن الهدنة في غزة


.. شاهد| مسيرة في شوارع دورا جنوب الخليل ابتهاجا بخطاب أبو عبيد




.. مقتل طيار بالقوات الجوية البريطانية بعد تحطم طائرة مقاتلة


.. دمار هائل خلفه قصف روسي على متجر في خاركييف الأوكرانية




.. حكومة السلفادور تلعن نشر آلاف الجنود لملاحقة العصابات