الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جُبْن النخبة ومأزق التيار المدني

علي الحسيني

2016 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


1
الوضع لا يطاق ولا يحتمل، ونحن نسير في طريق تنتهي بجدار.
العبادي (رئيس مجلس الوزراء) مستمتع بغبائه وجبنه وضعفه، و"قادة الجماهير" يسايرونه كما يشتهي، رغم انه تحول إلى واعظ، من صنف "يقولون ما لا يفعلون".
منذ الأيام الأولى، لتوليه المنصب، قلت ان الرجل لا يمتلك "شخصية" ولا يتمتع بـ"كاريزما"، وهو يتحرك بناء على تأثيرات من هذا الشخص او ذاك.
ومن لا شخصية له لا رأي له.

2
التظاهرات المطالبة بالاصلاح، فشلت، ليس الآن، بل بعد شهر واحد، فقط، من انطلاقها، عندما تحولت إلى ساحة يتصدرها جهلة ومرضى ومدعون وفاسدون. (استثني ثلة قليلة اعرف صدقيتها، رغم اختلافي معها).
اما جماهيرها، فهم على صنفين، الأول: "تُبع" يقاد من حزبيين ومدعين واصحاب مصالح. والثاني: تكتل بشري، يضم التائه والمظلوم والمقهور والمتفرج، لكن معظمهم بانتظار "فرمان" من المرجعية الرشيدة او الناطقة.

3
التيار المدني، فشل في إلزام السلطة بتنفيذ اصلاحات حقيقية او على الأقل في تنفيذ ما وعدت به وقطعته على نفسها، وهو عاجز عن ذلك، لثلاثة أسباب؛ الاول: عدم امتلاكه "رؤية واضحة"، والثاني: اصطفافه مع اطراف "غير نزيهة"، والثالث: تردده في اتخاذ خطوات حاسمة ودقيقة، من شأنها تحديد المسار الذي اختطه لنفسه واتباعه.
فهو مثلا ليس مع العبادي ولا ضده، وهو ليس جبهة معارضة ولا موالاة.
ينادي، أعني التيار المدني، بـ"اصلاحات حقيقية" وفي الوقت نفسه، لا يريد ازعاج القوى السياسية، ويسعى الى علاقات "طيبة" معها، بما فيها المعرقلة والمعيقة للإصلاحات "المزعومة".
هو مع "تغييرات جوهرية"، بالضبط، كما هو مُدّعى العبادي، للعام الثاني، الإصلاحات التي حولها إلى نكتة سمجة وسخيفة ومملة.
وبذلك "نمّط" المدنيون حراكهم، وبقوا يكررون الاسلوب ذاته، في الضغط على السلطات من اجل احداث تغييرات ملموسة، وهو ما لم يحدث.

4
النخبة المثقفة والمتعلمة، التي قبل اغلب أعضائها، خصوصا، الأكاديميين منهم، أن تداس كرامة المؤسسات الاكاديمية والعلمية، وينتهك حاضر البلد ومستقبله، مقابل عدم المساس برواتبهم ومخصصاتهم، وكل ما عدا ذلك يذهب إلى الجحيم.
الجُبن؛ جبن النخبة والمرجعيات الدينية، وخلفها "الجماهير"، هو ما سمح لطبقة سياسية سفيهة ومنحطة وسافلة، بتدمير أحلامنا وتسميم حاضرنا والإجهاض على ما تبقى من أمل برؤية مستقبل أفضل.

5
فعندما تشارك النخبة في لعبة الفساد والدماء أو تهادن أو تصمت، تكون حينئذ خرجت عن انسانيتها، وقبلت أن تعيش حياة لا يطيقها ولا يرضى بها الحيوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد ارعبتهم حقا
علي عدنان ( 2016 / 9 / 18 - 09:10 )
كانت انتفاضة عظيمة لشعبنا وقواه الحية والشريفة ومنها الشيوعيين العراقيين واما تسميتها بقوى جهلة وفاسدون ومدعون ومرضى فهو تفكير سقيم يدل عمق الكره الذي تكنه لحركة شعبنا العظيمة!!! مظاهرات ارعبتهم تماما واظهرت مدى ضعفهم وعدم شعبيتهم وفسادهم هؤلاء اللذين حكموا منذ 2003 !!والتيار المدني لم يفشل وكل ماذكرته هو تلاعب بالكلمات ليس الا وهي صولة وسوف تتبعها صولات تؤدي حتما الى نجاح احدها لتطيح بحكم الفساد والمافيا والمتاسلمين الطائفيين بكل الوانهم !!!وهي تجربة عظيمة للتيار المدني الشريف والوطني الغيور قد تتم عرقلتها مرة او ايقافها مرة او حتى تقزيمها مرة ولكنها سوف تنجح في القضاء على نظام المحاصصة والمجيء بالخيرين والشرفاء للحلول محل الحرامية والطائفيين!! ومن اهم اسس الحراك المدني هي الاحتجاجات التي قام بها الموظفين والعاملين بالقطاع العام عنما حاولت الحكومة تخفيض رواتبهم او قطعها وقد حققت حركاتهم ومظاهراتهم نجاحا باهرا بتمريغ انوف الفاسدين وحرامية القطاع العام بالوحل واجبارهم على عدم المساس برواتبهم


2 - نفس قصير
فريد جلَو ( 2016 / 9 / 19 - 02:36 )
اقدر لك توقك للاصلاح لكن مقالك ينم عن نفس قصير لا يأخذ ينظر الاعتبار التراكميه فلا تغير الا بالمزيد من التظاهرات والاعتصامات والوسائل السلميه واستقطاب اكبر عدد ممكن من الجماهير صاحبة المصلحه في التغير مع الاخذ بنظر الاعتبار تجديد وتطوير الحراك باستخدام وسائل جديده اكثر فاعليه

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا