الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ثار الشعب السوري : تدهور السياسة السورية في عهد بشار الاسد خلال 10 سنوات

كرم خليل

2016 / 9 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تحقيق خاص .
بشار حافظ الأسد ، رئيس الجمهورية العربية السورية مواليد11 أيلول / سبتمبر 1965 ، وابن الرئيس السابق حافظ الأسد والذى استلم الرئاسة في عام 2000 بعد وفاة أبيه بعد استفتاء عام
هو طبيب عيون تخرج من جامعة دمشق ودرس لفترة قصيرة في لندن ثم عاد عام 1994 ليتسلم مقاليد الحكم في سوريا عام 2000 بعد وفاة حافظ الأسد حينما عدّل مجلس الشعب السوري الدستور بإجماع أعضاءه لخفض الحد الأدنى لعمر الرئيس من 40 عاماً إلى 34 عاماً لتمكينه كقيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي من عرض ترشيحه على مجلس الشعب لمنصب الرئاسة وأصبح بذلك أول رئيس عربي يخلف والده في حكم جمهورية ومع توليه الحكم عرضت صورته على حائط في دمشق القديمة مكتوب عليها عبارة سورية الله حاميها
حدث انفراج في بداية عهده في مجال الحريات وسميت تلك الفترة الوجيزة ربيع دمشق والتي شهدت ظهور العديد من المنتديات السياسية (وأشهرها منتدى الأتاسي) بجانبه انه حدث هناك بعض الانفتاح على الصعيد الاقتصادي في البلاد حيث سمح لأول مرة بفتح فروع للمصارف الأجنبية وسُمح للمواطنين فتح حسابات بالعملات الأجنبية وترافق هذا الانفتاح مع تحسن الوضع المعاشي للمواطن العادي لكنه بالرغم من ذاك فشل خارجيا حيث واجهت سوريا ضغوط خارجية في عهده تميزت الشخصيات القيادية بالضغط على أصحاب القرار في النظام و تطالب ظاهرياً بمزيد من الحرية والإصلاحات والامتثال للقرارات الدولية حيث تربط ذلك بمحاولة إخضاع القرار السوري لأمرة الولايات المتحدة وارغام سوريا على توقيع معاهدات سلام مع إسرائيل وتصفية المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية حزب الله كما تتهم بتسهيل تسلل المجاهدين العرب إلى العراق لقتال الجيش الأمريكي
ومع قيام الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في شهر حزيران / يونيو 2006، اتخذت سوريا بالتنسيق معه موقفاً دفاعياً رفع الجاهزية لأعلى المستويات لأول مرة منذ حرب تشرين التحريرية سنة 1973
اتهمت سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية وقوى 14 أذار بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري بشكل مباشر وقبل بدء التحقيق بالرغم من أن رئيس الوزراء اللبناني السابق كان حليف دمشق القوي في لبنان وقد أخذ الاغتيال ذريعة للضغط على سوريا لكن الحكومة السورية نفت اغتيالها له قطعيًا واستكمل الجيش السوري المتمركز في لبنان منذ 1975 انسحابه في نيسان/أبريل 2005 كليًا
وياتى انتقاد جبهة الخلاص الوطني السورية تردي أوضاع الحريات السياسية والحقوقية في سورية في المرحلة الأخيرة دليلا قاطعا على تدهور الوضع السياسى فى سوريا الان حيث قالت في بيان لها أصدرته : "ازداد عدد المعتقلين واشتدت وطأة الاعتقال على الأحرار والشرفاء ولاحقت المحاكم الصورية الناشطين والمثقفين وحُكم بالقانون 49 بلا رحمة على جيل من الشباب الأبرياء
وأكدت الجبهة ـ وهي تنظيم سياسي جديد نشأ بالتحالف بين جماعة الإخوان المسلمين ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الذي انشق عن النظام ـ أن "التغيير لن يكون لاستبدال حاكم بحاكم، أو فئة بفئة، وإنما لبناء نظام وطني ديمقراطي
ووعدت بتقديم "برامجها للحوار على الرأي العام لاعتماد الحلول الأمثل لمشكلات الوطن على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية
وأوضحت الجبهة في بيانها أنها "باشرت في الإعداد العملي لأدوات التغيير الوطني المنشود، بإحكام الاتصال مع القوى الداخلية ووضع البرامج ومد جسور الحوار مع الدول العربية والأجنبية والمؤسسات الإنسانية لبناء العلاقات وشرح أبعاد معاناة الشعب السوري لتقطع على النظام الطريق لتخويف الآخرين من أن بديله سيكون الفوضى أو الحرب الأهلية
ودعت جبهة الخلاص الوطني إلى تعزيز الوحدة الوطنية استعداداً لمستقبل قريب قالت إن السوريين "سيتحملون فيه مسؤولياتهم في تغيير النظام القمعي وبناء دولتهم الديمقراطية المتحررة من الخوف والظلم والاستبداد والفساد دور خطير
لعل قضية التحول الديمقراطي من القضايا المثيرة للجدل، والحديث عن تحول ديمقراطي في سوريا هو عملية لا يمكن بهذه السهولة التنبؤ بنتائجها. كما أنه أمر غير مطروح رسمياً بالوقت الحالي، لكن ما يجري في الساحة السورية يؤكد أن شيئاً ما يحدث في العمق. يضاف إلى ذلك أن الدراسات التي تناولت إمكانية هذا التحول قليلة جدا لكن بالرغم من ذاك فان هذه الدراسات استطاعت ان تلقي الضوء على مؤشرات الأزمة السورية و محاولتها تلمس إمكانيتها في أن تؤدي إلى تحول ديمقراطي، في بلد يعتبر من أهم بلدان المنطقة، بلد لا يمكن تجاوزه، فموقع سوريا الاستراتيجي في الشرق الأوسط لا يمكن إغفاله، فسوريا تشرف على "الممرات" الشمالية والشرقية الموصلة لمصر، وعلى الطريق البري ما بين العراق والبحر المتوسط، وعلى شمال الجزيرة العربية والحدود الشمالية للعالم العربي. واليوم زادت أهمية موقع سوريا الاستراتيجي، مما قد يزيد ربما من أهمية هذه الدراسات ربما كانت الديمقراطية واحدة من أهم القضايا المطروحة على الساحة العربية اليوم.
فالديمقراطية أصبحت نظرية عالمية مطروحة في إطار النظم السياسية على اختلافها، وخاصة منذ تسعينيات القرن العشرين مع موجة التحول نحو الديمقراطية التي سادت الكثير من دول العالم. لكن، عند محاولة فحص إمكانية حدوث تحول ديمقراطي بالنسبة للمجتمع السوري يصبح الأمر أكثر تعقيدا بسبب خصوصيات هذا البلد الخاضع للحكم الاستبدادي الشمولي، حيث لم تشهد سوريا أي تحول ديمقراطي منذ أن نالت استقلالها عن الإدارة الفرنسية في 1946 إلا أنه يمكن اعتبار السنوات الأكثر تميزا والأقل استبدادية وشمولية في تاريخها هي السنوات الأربع ما بين آذار 1954- شباط 1958، لأن السلطة كانت معا بيد المؤسسات الدستورية وبيد الجيش دون تعارض واضح
ولم يأت حزب البعث (الذي لا زال يحكم سوريا حتى اليوم) للحكم في 8 آذار عام 1963 إلا عبر انقلاب عسكري، وتأتى بعده مجموعة من الانقلابات الداخلية حتى يقوم حافظ الأسد بـ "الحركة التصحيحية" في 1970 والتي تولى على أثرها زمام الأمور فاعتقل رموز السلطة السياسة وعين نفسه رئيسا للوزراء ثم رئيسا للدولة في 1971
قيادة البعث و شكل الأسد الجبهة الوطنية التقدمية 1972 التي ضمت الأحزاب اليسارية والقومية السورية تحت الأمر الذي جعل التعديدية الحزبية أمرا شكليا فقط وليس فعليا، فخلال هذه الفترة حصل تحول بالنسبة لهذه الأحزاب التي انشقت بمعظمها فانضوى قسم منها تحت قيادة الأسد وشكل الجبهة التقدمية. وتحول القسم الأخر إلى المعارضة وهي ضعيفة حيث يعتقد البعض أنه لم ينجح أو يتقدم للانتخابات أي عضو من أحزاب المعارضة منذ نشوء البرلمان وحتى الآن
اما عن بشار الأسد والذى وعد ببدء عهد جديد وأرسل بعض الإشارات الإيجابية (وأطلق على هذه الفترة باسم ربيع دمشق تخللها بعض الإصلاحات الشكلية) إلا أنه تراجع عن ذلك بعد أن سجن جميع رموز ربيع دمشق (ولا يزالوا حتى الآن في السجن)، تحت الضغوطات التي تعرض لها من داخل النخبة الحاكمة من العهد القديم، فهو ليس بنفس مقدرة والده على الإمساك بجميع الأمور بيده مما ادى الى ظهور المؤشرات التى تدل على وجود أزمة متعددة الجوانب يتعرض لها النظام الحاكم، والتى تبدت جليا خلال السنوات الخمس الاولى من حكم بشار، وهي مؤشرات تبين وجود أزمة قد تبدو من حيث الظاهر وكأنها نتيجة لاشتداد التهديدات الأمريكية لهذا البلد فقط. وعزلته المتزايدة. تلك العزلة التي يحاول بعض المثقفين – المعارضين والموالين - الاستفادة منها للعودة وطرح موضوع الديموقراطية للوقوف بقوة في وجه المخاطر التي تتهدد سوريا. ولكنها في الحقيقة، أزمة نظام ومجتمع لم يستعد عافيته بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي


.. بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ




.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ