الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة الرواية العربية أم جائزة يأس اللغة العربية!؟

خديجة يكن

2016 / 9 / 18
الادب والفن


قبل أشهر فاز الروائي المغربي رضا دليل بجائزة الرواية العربية من معهد العالم العربي بباريس٠ إنه خبر منطقي لو تعلق الأمر برواية عربية اللغة، لكن المسألة غير ذلك، لأن الرواية المعنية كتبت باللغة الفرنسية وتحمل عنوان Best seller.
ذلك يجعلنا نتساءل عن الفائز الحقيقي بجائزة الرواية العربية، هل اللغة العربية هي من فازت بالجائزة؟ أم اللغة الفرنسية؟!٠
لأنه فعلا يصعب فهم هذه المعادلة غير المتوازنة، جائزة الرواية العربية تمنح لرواية باللغة الفرنسية!

لعل هذا التتويج دليل على الوضعية المزرية للإبداع العربي لغة ومضمونا٠ لأن منح جائزة الرواية العربية لأدب غير مكتوب بالعربية هو ٱعتراف ضمني واضح على أن الإبداع بالعربية لم يصل إلى مستوى فني وموضوعي يضمن العالمية٠ فهل تراجع الإبداع الروائي بالعربية لهذه الدرجة التي جعلت المعهد يبحث عن أدب رفيع بلغة أجنبية يكتبها عربي مفترض٠ وقد يجرنا هذا إلى سؤال آخر، هل الأدب العربي يتنكر للغته، لأن الأدب هو ٱجتهاد في اللغة وتعامل معها قبل أي صور أو أشكال قد تأثث بيت الرواية، إنه إبداع في اللغة وصياغة جواهر الكلام بها، ومما لا يشك فيه ذو عقل أن هذه الرواية فرنسية الجواهر اللغوية، فكيف بقدرة قادر نسبت إلى الأدب العربي!!٠
وعلى أي أساس سميت الجائزة بجائزة الرواية العربية، هل هي عربية باللغة والمضمون، أم هي عربية بجنسية الكاتب؟، ولأن الإحتمال الأول غير منطبق على هذه الرواية، فيظل الإحتمال الثاني مرتبكا، لأن ليس كل كاتب مغربي هو عربي٠
وحتى إن ٱفترضنا عروبة الكاتب، فستظل جائزة الرواية العربية لرواية بلغة غير العربية محل نشاز وٱستخفاف بالأدب واللغة٠
لعل المعهد يسعى إلى تغيير مفهوم الأدب كممارسة لغوية، وبالتالي فهو يجرد هذا الأدب من أهم أسسه وهي اللغة٠ ولا أظن هذا سوى نزعة يائسة تسعى إلى تسمية الأشياء بغير مسمياتها للوصول إلى عالمية أدبية عربية ليس لها مع اللغة العربية أية همزة وصل٠ كان الأحرى تسمية الجائزة بجائزة االرواية الفرنكفونية، هذا أصدق تعبيرا، وأكثر واقعية من المغالطات في المفاهيم وخداع النفس والعقل والأدب واللغات٠
تظل هذه الجائزة ٱنعكاسا لحلم العالمية التي أظهرت هذه الجائزة عجز اللغة العربية على إقناع قرائها وكتابها على السواء، هؤلاء الكتاب الذين فضلوا الإبداع بلغات أخرى تضمن لهم مكانا تحت شمس الإبداع العالمي، وتضمن لهم قراء ذووا مستوى ثقافي يقدرون الكفاءة الأدبية، هذا النوع من القراء نادر في المجتمعات الناطقة بالعربية، إضافة إلى نسبة الأمية اللغوية والثقافية والذوقية المنتشرة في هذه المجتمعات، لدرجة أن تسمع كاتبا ينصح آخرا بالكتابة بلغة إنجليزية ليقرأ له القراء في العالم الذي يقرأ، قد يكون عالما أروبيا أو أمريكيا، إنها كفاء ات أدبية تتطلع إلى إبراز طاقاتها بلغات شعوب تقرأ ، شعوب تقدر الأدب والأدباء، لهذا فهذه الجائزة ليست سوى تلك الشجرة التي تخفي غابة من ركاكة الوضع الأدبي العربي لغة ومعنى٠








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب


.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي




.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي