الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانفتاح و الديمقراطية وراء تعايش الإسلاميين و العلمانيين في تركيا

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


حزب العدالة و التنمية التركي اعتمد الحريات والقيم الغربية المنفتحة
الانفتاح و الديمقراطية وراء تعايش الإسلاميين و العلمانيين في تركيا


هل حان الوقت للاعتراف أن مأزق الإسلاميين في الحكم هو محاولتهم لمحاكاة المجتمع الإسلامي الأول، و أنه بات من الضروري تصحيح الفكر عن العلمانية باعتبارها إدارة للشأن العام بخلفية دنيوية وليست قطعا للدين عن السياسة ونفس الأمر بالنسبة للفكر الإسلامي، كما أنه من الضروري البحث عن أولويات جديدة كالعمل على القاسم الديني المشترك وتنقية الأذهان من جذور الاستبداد، و الحديث عما بعد العلمانية وهو التقاء المواطن المؤمن والمواطن العلماني في دولة الديمقراطية، و هذا لا يتسنى إلا بعدم إضفاء القداسة على الشأن السياسي وعدم تسييس المقدس، كما يجدر بالتيارين العلماني والإسلامي عدم تقديس الحداثة

شمل الفكر الإسلامي والفكر العلماني بعد الثورات العربية بعض التغيرات في أسلوب الخطاب ، خاصة مع صعود الحركات الإسلامية للحكم مثلما هو الشأن في تركيا و تونس ، مصر قبل الانقلاب ، الذي تباينت فيه الأفكار و الرؤى حول الخطاب الإسلامي و العلماني المعاصر و ظهور مفاهيم سياسية جديدة مثل الإسلاموفوبيا، و الإسلاموقراطية، و البدوقراطية على قول العلامة ابن خلدون ، فحدث اختلاف كبير و تناقض بين الباحثين و المحللين السياسيين، في ظل استمرار الجدل بين الفكر العلماني والفكر الإسلامي قائما ، حيث كل واحد منهما يعتبر الآخر معطلا للنهوض، كانت التجربة التونسية و التركية نموذجا، في ندوة نظمها مركز دراسات الإسلام و الديمقراطية بالتنسيق مع مركز الشرق الأوسط والأكاديمية البريطانية، في تقرير وصلنا عبر البريد الإلكتروني ، و قد عرض الدكتور ميشال أنجلو قيدا المتخصص في السياسات وتاريخ الشرق الأوسط و رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة اسطنبول التجربة التركية في خلق جسور التواصل و التعايش السلمي بين العلمانيين و الإسلاميين، حيث قال الدكتور ميشال أنجلو قيدا أن حزب العدالة والتنمية أعاد قراءة التاريخ الإسلامي وعمل على التخلص من الأفكار القديمة عبر إعادة تأويل النصوص كما أبرز أن هناك علاقة مزدوجة لدى الحزب الحاكم في تركيا بين المعاصرة وأفكار العلمانيين، كما بين أنه ليس هناك قطيعة بين العلمانيين والإسلاميين في تركيا لأن هناك انفتاحا بين الطرفين ومشتركا وطنيا يجمعهما وهو أمر إيجابي ينأى بتركيا عن التجاذبات الايديولوجية، فيما أشار الدكتور سينار مندارس أستاذ العلوم السياسية بجامعة باسكنت بأنقرة وباحث حول الإسلام والسياسة التركية أن حزب العدالة والتنمية لم يعتمد النمط الغربي بشكل واضح لكنه اعتمد الحريات والقيم الغربية المنفتحة، كما بين أن سياسة أردوغان نهلت من القيم الإيجابية الأوروبية وتمسكت بقيمها الحضارية وهو ما جعل حزب العدالة والتنمية و التنمية يزدهر إلا أنه مازال يحتاج للانفتاح أكثر على التجارب الديمقراطية الغربية الناجحة، كما بين أن السياسة الخارجية التركية حاولت أن تنفتح على الاتحاد الأوروبي ولكنها وجدت صدا، الأمر الذي جعلها تعول على مواردها الذاتية وتستثمر في أبنائها ومؤسساتها الوطنية
و الحقيقة لا يمكن لأيّ كان أن يتجاهل أن الصراع الإسلامي العلماني لم يعد قائما في أوروبا والدول المتقدمة ، بعدما زجت بالبلدان العربية نحو هذا الصراع من أجل بث الفوضى فيها و إفشال ثوراتها، و الدليل التنافر الواقع بين الإسلاميين والعلمانيين في مختلف البلدان العربية و الإسلامية و الذي لا يزال قائما ، ولكن هذا لا يمنع وجود تجارب عرفت تعايشا بين الطرفين خلال فترات مختلفة، و هذا راجع إلى العوائق الموروثة التي لم يستطع كل من الطرفين تجاوزها على مر الزمن حيث أنه لم يتم الحسم في القضايا الفكرية الأساسية التي تعيق هذا التعايش، كما أن هناك محاولات لتعميق الهوة عبر توظيف السلفية توظيفا سياسيا، وأكبر عائق هو الفكر السياسي السائد في العالم العربي الذي أسس دولة مستبد عملت على ضرب تيار بتيار آخر، و حسب المتتبعين فإن الخلفية الأيديولوجية في تركيا لم تكن مطروحة ولم يتم الاشتغال على الجدل الفكري والنظري، في المقابل مرت بلدان مغاربية و منهم الجزائر و تونس بمرحلة فكرية ونظرية طويلة واليوم تحاول أن تصنع واقعها، و في هذا بات من الضروري تصحيح الفكر عن العلمانية باعتبارها إدارة للشأن العام بخلفية دنيوية وليست قطعا للدين عن السياسة ونفس الأمر بالنسبة للفكر الإسلامي، و إيجاد فكر سياسي جديد، وقادة سياسيين مقتدرين فعلا وقادرين على حماية بلدانهم كما أنه من الضروري البحث عن أولويات جديدة كالعمل على القاسم الديني المشترك وتنقية الأذهان من جذور الاستبداد.
علجية عيش بتصرف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف؟ ومن سيحكم فرنسا بعد الانتخابات التشريعية؟


.. سـوريـا - تـركـيـا: مـا وراء كـل هـذا الاحـتـقـان؟ • فرانس 2




.. هل تنهي العشائر حكم #حماس في قطاع #غزة؟ #سوشال_سكاي


.. وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 33 فلسطيني بقصف إسرائيلي على عدة




.. إسرائيل ستصادق على بناء 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية