الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواس محمود: الكرد في سوريا يفتقدون لخارطة الطريق وبخاصة P Y D

ماجد ع محمد

2016 / 9 / 19
مقابلات و حوارات


ما بين مواجع الوطن الجريح وفواجعه، والمقايضات المحمومة بين اللاعبين الكبار حول الملف السوري، الى ظروف اللاجئين السوريين في المغتربات، ومن ثم التطرق إلى إشكاليات عمل كل من السياسي والمثقف في الداخل وأخيراً في الخارج، للوقوف على هذه الاشكاليات ومقاربتها ثقافياً كان لنا اللقاء التالي مع الكاتب الكردي المقيم في النروج حواس محمود.
ـ قدمت المعارضة السورية منذ فترة في لندن رؤيتها للحل السياسي في سوريا، فهل ترى بأن الدول المعنية بالملف السوري ستأخذ بالرؤية الذي قدمها رياض حجاب؟ أم التفاهمات الدولية لم ترسي بعد على برٍ يضمن تحقيق مصالح تلك الدول ؟
لا زال الملف السوري يخضع للتأجيل والتسويف والميوعة السياسية المقيتة لا اعتقد ان تحل الازمة السورية في وقت قريب من الدول المعنية او غيرها من الدول ، ولن يأخذوا بالرؤية التي قدمها رياض حجاب على تنازلاتها الواضحة ، وكما قلت الموضوع كله على نار هادية مستمتعين بحفلات الدم السوري على مرآى ومسمع احرار العالم في صمت لا اخلاقي مطبق غريب وعجيب .
ـ حسب الرؤية التي قدمتها هيئة التفاوض فعملية الانتقال السياسي تنقسم إلى ٣ مراحل رئيسية وفق بيان جنيف (٢٠١٢) على أن لا يكون هناك أي دور لـ: بشار الأسد في المرحلة الانتقالية للبلاد، فهل ترى بأن النظام السوري العنجهي سيقبل بذلك ويقدم تنازلات سياسية ملحوظة؟ أم أن الدكتاتوريات لا تستفيد من تجارب بعضها وبالتالي لا حل إلا بالهزيمة العسكرية؟
لن يقبل بشار وسيرفض ومعها روسيا والفيتو العاروي المخجل ضد كرامة السوريين والعالم، والدكتاتوريات لا تستفيد من تجاربها سيناريوهاتها معروفة نمو فصعود فسقوط الى الهاوية والحضيض.
ـ برأيك هل سعي تركيا لإقامة منطقة آمنة على حدودها الجنوبية ما بين جرابلس وأعزاز بعمق 40 كلم، في إطار عملية "درع الفرات"، هو فعلاً لمنع إعادة داعش الى حدودها بعد إبعادهم عنها؟ أم أن العملية برمتها هي للنيل من حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية ؟
العملية برمتها هي للنيل من حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات الحماية الشعبية، والاكراد عموما، ويبدو أن تركيا تحاول الاستفادة من الملف السوري في المرحلة الاخيرة من الصراع ويبدو أنها لم تقف مع الثورة السورية كما وعدت .
ـ لمملكة النروج أهمية دولية من ناحية دورها في السلم العالمي، وهنالك مجال للعمل السياسي أمام المعارضة السورية فيها، برأيك لماذا لا تستفيد المعارضة السورية من ذلك بالشكل الأمثل؟
اعتقد المعارضة السورية تستفيد إلى حدٍ ما ولكن ليس بالشكل المطلوب وهناك ممثلين عن المعارضة موجودين هنا باوسلو ويمارسون نشاطاتهم بكل حرية .
ـ في العام الماضي التقى مجموعة من السوريين في النرويج، وعقدوا مؤتمراً تأسيسياً انتخب فيه مجلساً وهيئة إدارية تهدف إلى توطيد العلاقات الاجتماعية بين اللاجئين السوريين الجدد والسوريين المقيمين والتنسيق مع المؤسسات النرويجية، فهل استطاعت تلك الجمعية تلبية احتياجات الوافدين الجدد من اللاجئين وهل قدمت شيئاً ملفتاً يتعلق بالثقافة النروجية واالسورية على حدٍ سواء منذ تأسيسها؟
انا سمعت بالمؤتمر التأسيسي الذي انتخب فيه مجلس وهيئة ادارية لكن باعتباري اقيم بعيدا عن اوسلو ليست لدي معلومات عن الهيئة ونشاطاتها
ـ في المغتربات هنالك جاليات لكل شعوب العالم ولكُل جالية جمعياتها ومُنظَّماتها الخاصَّة بها، وظيفتها الرعاية والحفاظ على مصالح وشؤون أبناء الجالية، فهل الكرد لهم مثل الآخرين جمعيات ومنظمات أم أن خلافاتهم السياسية في الوطن امتدت معهم الى مواطئ لجوئهم أيضاً؟ وقد أشار إلى ذلك الشقاق سليم بركات في روايته هياج الإوز.
الخلافات الكردية / الكردية ذات الطابع الحزبي انتقلت الى كل دول اوربا فبات الكرد اشتاتا مشتتة لا يستطيعون انشاء مؤسسات موحدة الجسم والبرامج والرؤية والهدف .
ـ في الانتقال الى الجوانب الابداعية والسياسية كردياً، برأيك متى يصبح المبدع الكردي قادراً على أن يكون ضمير أمته والناطق باسمها والمهتم بشؤونها وشجونها، أما المنافسة على الجمهور بينه وبين السياسي تجعل الجمهور مجرد حلبة يتعارك فيها المثقف والسياسي؟
الجمهور متفرج وليس حلبة صراع وحسب، الجمهور يتاجر باسمه الكل ولهذا انا انتقد الكل احزاب مثقفين ونشطاء والقضية بين المثقف والسياسي اكثر من معقدة ، في حالتنا الكردية لا زال السياسي سيد الموقف والتابع له هو المثقف لانه يبحث عن الشهرة والمال وعند السياسي يجد بضاعته المنشودة ، متجاهلا مهمته الاساسية بتنوير الشعب ونقد السياسي .
ـ بخصوص فاجعة النمسا هل استطاعت الجاليات الكردية في اوروبا التأثير على الرأي العام الغربي، أم أن جل هم المواطن الكردي هو الوصول الى مكانٍ ما من خارطة أوروبا ومن ثم لا يعنيه أي شيء من قضايا شعبه سوى نفسه وحاجيات بدنه؟
لا اعتقد بأن الجالية الكردية لعبت دورها في هذا الموضوع، بسبب ما ذكرتم من اسباب ذاتية لكل مهاجر كردي وايضا بسبب حالة التشتت السياسية القائمة الآن والتي تؤثر على كل الحراكات المطلوب القيام بها
ـ في مقالتك "مثقفون كرد لكنهم غارقون في وحل الايديولوجيا" أشرت بأن الكرد السوريين يفتقدون إالى خارطة طريق لكردستان عموماً وللجزء السوري على وجه الخصوص، فهل المشكلة كامنة في قلة نسبة حضورهم في الكتل والهياكل التنظيمية؟ أم أنهم بالأصل غير فاعلين سواءً خارج الكتل ام داخلها؟
انا قصدت بأن المثقف الكردي عموماً ينحاز لأحد الاطراف السياسية ويدافع عنها بشراسة، والكرد عموماً يفتقدون لخارطة الطريق وبخاصة ال ب ي د هو يعمل بموجب تفكير تكتيكي يغيب عنه البعد الاستراتيجي لذلك الخطورة محتملة في اي وقت كان .
ـ نوهت إلى العيوب التي يعاني منها سكرتارية الأحزاب ورهطهم وذلك في مقالك "الكردي التائه بين الانانية الفردية والطموحات الكبرى" فهل برأيك بحث الأمين العام ورجال الصف الأول والثاني والثالث عن الحياة المادية الهانئة هو ما يجعلهم يبتعدون عن العمل النضالي الكردي الجدي؟ أم أنهم أصلاً غير معنيين بقضايا شعبهم إذا لم يكونوا ممن يستفيدون من مواقعهم التنظيمية تلك؟
الأمين العام ورجال الصف الاول والثاني والثالث كانوا ولا يزالون يبحثون عن لقمة سائغة ومحصول مالي ووجاهة من خلال الاحزاب والادعاءات الفارغة بالدفاع عن الشعب الكردي المضطهد، طبعا مع استثناءات قليلة .
ـ قلت بأن أوروبا لم تنجح في ثوراتها السياسية إلا بعد الثورات العلمية والثورات الفلسفية، فهل مشكلتنا في طبيعة الثورة ومنحاها أم هي في بنية من يقومون بتلك الثورة؟
المشكلة في بنية الثورة السورية وايضا في حجم التدخلات الخارجية وتدخلات النظام فيها، وهذا أثرَ كثيرا وشوه من سمعتها وتم سرقتها من الثوار الحقيقيين.
ـ في نصك (سيكولوجية الهدر عربيا) ركزت على الأنظمة الاستبدادية، ولكن أليست العقلية الاستبدادية والثقافة الاستبدادية الموروثة لدى الناس هي من رسخت دعائم الطغاة وهؤلاء الأنظمة، وأن ثمة مشكلة في بنية عقل وسلوك الانسان الشرقي قبل حاخامات الحكم فيها؟
نعم الاستبداد ثقافة شعبية، البنى الفكرية المنتشرة الراهنة هي لبنة اساسية في معمار الاستبداد وصناعة الطغاة صناعة محلية بادوات محلية ودعم خارجي
ـ في نهاية مقالتك "تسيييس المثقف وتثقيف السياسي" قلت لن يستقيم العمل الوطني والقومي الكردي إلا باقتراب السياسي من الثقافة كبعد استراتيجي واقتراب المثقف من السياسة كبعد تكتيكي ولن يتحقق ذلك إلا بتكامل البعد ين التكتيكي والاستراتيجي لخدمة الهدف القومي الكردي المنشود بالحرية والأمن والسلم والتطور، فهل ما طرحته لا يزال من الصعب التوصل إليه ؟ أم أنه قابل للتحقق في المدى المنظور؟
الآن تعقدت اللوحة ولم يعد للمثقف أي قيمة تذكر بخاصة في ظل الانقسامات بين اتحادات الكتاب الملحقة بالأحزاب السياسية وبقي المثقف الصامد الوطني يناضل بمفرده بعد أن خفت وبهت صوته كثيرا في زمن الحرب ، كما السياسي أيضا لم يعد له قيمة كبيرة بخاصة المبعد من الوطن او الذي خرج بمحض إرادته.
ـ سؤال أخير استاذ حواس يا ترى هل الكلام الذي أرسله إليك الأديب السوري الراحل ممدوح عدوان بقوله "اتمنى لك مستقبلا اقل سوادا" هو فعلاً أقل سواداً مما تمناه عدوان لكَ أم غدا أكثر سوداوية مع رداءة الواقع السياسي للكرد السوريين؟
أعتقد بأن ممدوح عدوان كان ذا فراسة قوية جدا هو تنبأ باحد الحروب العربية الاسرائلية برواية الابتر، وجسد الحرب العراقية الكويتية في مسلسل الزير سالم، واعتقد ان توصيفه لي بمستقبل اقل سواد كان دقيقا تماماً، حيث كان هناك سواد ولا يزال في حياتي لكنه ليس بنسبة كبيرة، وايضا قال لي وعسى أن نلتقي في ميدان الكتابة صديقين وقد التقينا فعلا بدمشق عام 2001وكان هذا الكلام مشجعا لي جدا، أما على الصعيد العام الكردي فالواقع مخزن ومؤلم والفاؤل قليل ان لم يكن معدوما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوز الغزواني برئاسة موريتانيا وخصمه يشكك في النتائج |الأخبار


.. ما السيناريوهات المتوقعة في الجولة الثانية من الانتخابات الت




.. نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل هي


.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية بفرنسا.. تحالفات ومسا




.. ملء خامس لسد النهضة.. كيف تتفاعل مصر مع إعلان إثيوبيا؟ • فرا