الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل الإنسان

أيوب سعداوي

2016 / 9 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


بقلم #أيوب_سعداوي
جدل الإنسان:
لا يمكن معرفة الإنسان كما كان ذكرا أم أنثى خارج إطار وضع منهج علمي/جدلي لمعرفته ينسجم وفق المقولة الفلسفية "لا يمكن أن نسبح في النهر مرتين" ووفق قانون الدياليكتيك "وحدة وصراع المتناقضات", فالإنسان ما هو إلا تلك الوحدة التي لا إنقصام فيها والصراع المطلق بين الأنا والأخر/بينه وبين نقيضه, غير أن هذا الأخر لا يقيم في خارج الذات الإنسانية فحسب وإنما في داخل الذات الإنسانية وفي أعماقها أي بمعنى أخر بينه وبين الاخر الكامن فيه. ولولا هذا القانون الكوني لما قام هذا الإنسان بأي فعل أو عمل, فقبل أن نبدأ أي "فعل أو عمل" كما كان نعرف داخل ذواتنا صراع بين هاته المتناقضات الكامنة فينا بين هذا الانا الذي يخاطبنا بضرورة فعل هذا "العمل" وفق أسباب معينة من منظوره وبين الأخر الكامن فينا والذي يخاطبنا بضرورة عدم فعل هذا "العمل" وبعد هذا الصراع الذي يطول أو يقصر حسب طبيعة العمل أو الفعل نحسم أمرنا ونقرر هل نقوم بهذا العمل أم لا. ولتبيان ذالك أعطي مثال بيسيط :
عند قدوم أي طالب حاصل على شهادة الباكالوريا إلى الكلية وقبل قيامه بكتابة "التخصص" فلابد أن يظهر صراع الانا والأخر فيه, حيث أن الأنا تنصحه بعمل التخصص x وذالك لأنه متفوق فيها وأنه يستوعبها جيدا, وعلى غرار الأخر الذي ينصحه بعدم إتخاذ هذا القرار نظرا لأن أغلبية الطلاب لا يستوفون وحداتها او أن هناك أساتذة ليسوا بالمستوى المطلوب إلى غير ذالك من تعارض الأفكار الذي ينتهي بتفوق طرف على الأخر ليتم الحسم في هذا الفعل.
قد يبدوا لحدود اللحظة إلتباس في فهم علمية هذا الصراع الداخلي وعن كيفية عمله, إلا أن العالم الألماني "غيرهارد روث" إكتشف "بقعة سوداء" في وسط الدماغ من الجانب العلوي وهي المسؤولة عن القيام برد الفعل المغايرة, فلقد كان هذا الإكتشاف ثورة معرفية في فك الإلتباس حول مسألة التناقض داخل الأفكار والتي فسرها السابقون بوجود "شيطان" أو "نفس امارة بالسوء" هي التي تقوم بمعارضة كل أفكار الأنا, فهذا الإكتشاف العلمي يؤكد أن هذا "الشيطان" ما هو إلى ذالك الأخر المتواجد داخلنا وبالضبط في تلك المنطقة أي البقعة السوداء والتي هي في صراع مطلق مع الأنا وفي وحدة لا إنفصال فيها وهي الدماغ البشري.
إن هذا الصراع داخل الإنسان بين "الأنا" و "الأخر" هو الذي يفسر ظواهر طالما حيرنا أمرها وإستعصى علينا تفسيرها ك (ظاهرنا غير باطننا وباطننا غير ظاهرنا والنفاق "بصوره كافة" والانتهازية في مواقفنا وسلوكنا والانتقال في المواقف والمشاعر من الشيء إلى نقيضه ...).
فكخلاصة لما سبق فلن تعرف نفسك إذا لم تفهمها على انها نهر جار لايمكنك أبدا السباحة فيه مرتين وعلى انها الأضداد في إجتماعها ووحدتها وفي صراعها الدائم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-