الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان قصيرتان

نواف خلف السنجاري

2005 / 12 / 25
الادب والفن


رجولة أنثى
مرت من أمامنا تمشي مشية المغرور المنتصر ،بملابسها التي لا تتحمل أنوثتها المنسكبة والصارخة ..جميلة ،شهية ،شجاعة. لم تبال بنا ولا برجولتنا ،لا أعرف ماذا اعترانا من مشاعر هل هي الحب ؟ أم الشهوة ؟أم الحسد؟ تغامزنا..تمنينا أن نحيك حولها الشائعات ونصدقها نحن لنرضي غرورنا الذي مرغته بالوحل .لكن في أعماق عقلنا الباطن حسدناها على حريتها ..وكرهنا سكوننا وبلادتنا ..تمنينا حينها أن نستبدل (أنوثتنا المطمورة ) برجولتها الداخلية الصلبة وضحكنا .. لكن لا أعرف هل ضحكنا على امتلاءها الوهاج أم على فراغنا المظلم؟؟!

قوة إرادة
كانت (هند) مستعدة لأن تستبدل قصر والديها المنيف وحديقته الغنّاء وجميع محتوياته من أثاث وترف بلحظة فرح حقيقية تقضيها باللعب مع الفتيات الفقيرات من جيرانها . وتلعن في سرّها حظها العاثر! لقد قررت منذ اليوم أن تتبع (حمية) للتخلص من سخرية زميلاتها في المدرسة اللواتي كن يطلقن عليها لقب (الدبة المقدسة) . لم ترضخ لتوسلات والديها لتناول العشاء ذلك المساء ، وأوت إلى فراشها وهي مليئة بالأمل ،تحلم أن تصبح نحيفة وتلعب كبقية زميلاتها بسعادة . بعد منتصف الليل بقليل سمع والديها صوت بكاء خافت فاتجها بسرعة إلى غرفة هند ،فوجداها جالسة في سريرها تبكي بحرقة . سألها والدها :لماذا تبكين يا حمامتي ؟فأجابت : إنني جائعة !..ابتسمت والدتها ووضعت يدها فوق فمها لتخفي ابتسامة حزينة ،فنهرها زوجها وأمرها أن تشوي دجاجة حالاً ..مسحت هند دموعها ونسيت بلحظة واحدة كل آمالها وأحلامها باللعب والفرح.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال