الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبناء الأسرة الثورية في الجزائر على صفيح ساخن

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


( منظمة أبناء الشهداء تعاقب عليها أربعة أمناء عامون، و منظمة أبناء المجاهدين أمين وطني واحد منذ تأسيسها عام 1996)

أبناء الأسرة الثورية في الجزائر على صفيح ساخن و مطالب للذهاب إلى مؤتمر استثنائي و انتخاب قيادة جديدة

تعتبر المنظمات الوطنية في قانون الجمعيات الجزائري ذات طابع جماهيري، و لا تحمل غطاءً سياسيا ، غير أن الأوضاع داخل منظمتي أبناء الشهداء و أبناء المجاهدين في الجزائر طغت عليها الصراعات و التنافس من أجل المناصب، أفقدت رسالة الشهيد ، و بناء دولة قوية بأيادي أبنائها، حيث تطلب الأمر إعادة النظر في التركيبة البشرية للمنظمتين و تصحيح مسارهما ، بعيدا عن الصراعات السياسية و الولاءات الحزبية، و وضع برنامجا هادفا، يكون بمثابة الدرع الواقي للبلاد التي ضحى من أجلها مليون و نصف مليون من الشهداء

تم مؤخرا تشكيل لجنة مشتركة لتحضير المؤتمر الاستثنائي للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، بعد سحب الثقة من أمينها الوطني السابق الطيب الهواري، اللجنة تضم أمناء عامون سابقون و إطارات المنظمة يقودهم الحاج عبد القادر مختاري عن ولاية تلمسان من أجل الاتفاق على موعد و مكان عقد المؤتمر الاستثنائي و الخروج بقيادة جديدة يأتي هذا القرار بعد حالة الانسداد التي طالت سقف المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء منذ مؤتمر 2013 ز الذي اعتبروه غير شرعي، اتهموا فيه الطيب الهواري بالانفرادية في اتخاذ القرارات و الاستحواذ على المنظمة و جعلها ملكية خاصة له، ضاربا بقوانين الجمهورية عرض الحائط، و تخليه عن رسالة الشهيد، من خلال تسييس المنظمة، التي تضم مناضلين من مختلف التيارات الحزبية، مستغلا في ذلك نفوذه داخل حزب جبهة التحرير الوطني باعتباره عضو قيادي، حيث عمد إلى تهميش الإطارات، و بني رؤيته على نظرة مصلحية فئوية، وجعل منها منظمة مطالب، لا فضاءً للفكر و النضال، مما أدى به إلى الفشل، بحيث عجز عن معالجة القضايا الشائكة، و هذا ما دفع بأبناء الشهداء إلى الخروج في حركات احتجاجية و المطالبة برحيله، و قد عاشت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء منذ تأسيسها أجواءً مشحونة بسبب الصراعات، استلزم على بعض القادة الانسحاب و تأسيس هيئات جديدة باسم أبناء الشهداء، منها "التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء" ، ثم "حركة أبناء الشهداء الأحرار"، الذين شكلوا تنظيما موازيا داخل المنظمة في إطار ما يسمى بالحركة التصحيحية، و دعوا إلى تصحيح مسارها و إعادتها للسكة الصحيحة.

و كانت الانتخابات الرئاسية في الجزائر التي أفاضت الكأس و جعلت قيادات المنظمة يخرجون عن صمتهم و يعلنوها أمام الرأي العام عن تذمرهم للتصرفات اللامسؤولة التي كان يقوم بها الأمين الوطني السابق الطيب الهواري المحسوب على حزب جبهة التحرير الوطني، و مطالبته بالرحيل، بعدما أصدرت لجنة الانضباط للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء قرار يقضي بتنحيته من على رأس المنظمة، و تعيين حاج عبد القادر مختاري، و تجد الإشارة أن المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء تعاقب عليها أربعة أمناء عامون، و هم: ( موسى تواتي الرئيس الحالي للجبهة الوطنية الجزائرية FNA عام 1989 ، أي في بداية التعددية السياسية، الطاهر بن بعيبش الرئيس الذي انتخب في مؤتمر بجاية، و كان هذا الأخير محسوبا على حزب التجمع الوطني الديمقراطيRND قبل أن يؤسس حزبه " الفجر الجديد"، و الذي اعتمد في 2012 بعد صدور قانون الأحزاب الجديد في نفس السنة، ثم يأتي بعده محمد بلبشير، في نهاية التسعينيات ( 1999) ، ثم الطيب الهواري في المؤتمر الثالث للمنظمة، و بقي هذا الأخير إلى حين دخول المنظمة في الأزمة، كما كانت هذه الشريحة من أبناء الشهداء في كل مناسبة وطنية ترفع مطالبها أمام وزارة المجاهدين، اثنان منها سياسية و بعضها اجتماعي .

تمثلت هذه المطالب في تطبيق المادة 25 من قانون المجاهد و الشهيد، رقم99- 07 ، والذي صدر في 05 أفريل 1999 ودخل حيز التطبيق سنة 2008، لاسيما المادة 25 ، التي تماطل وزارة المجاهدين في تعديلها ، حيث طالبوا بالمساواة بين المجاهدين وأبناء الشهداء الحق في رخصة استيراد السيارات مثل فئة المجاهدين، مع اقتراح يخص تقسيم منحة أرملة الشهيد على أبنائها بالتساوي، بالإضافة إلى الحق في الاستفادة من زيادة الصنفين في السلم الإداري لكافة أبناء الشهداء، وبأثر رجعي بالنسبة للمتقاعدين مع رفع نسبة التقاعد إلى 100 بالمائة ومضاعفة الأجر القاعدي و غيرها من المطالب، و عبر أبناء الشهداء عمن موقفهم لما يحدث ، حيث أشاروا إلى رفضهم لسياسة الكيل بمكيالين تجاه أبناء الشهداء، أو تكون هذه الشريحة لعبة بين أيدي السياسيين الذين عجزوا عن الضغط على السلطات الفرنسية لتقديم اعتذارها للجزائريين و أصبحوا يمارسون نوعا من التبعية باسم التبادل الثقافي و الاقتصادي، كما دعا ابناء الشهداء المسؤولين في هرم السلطة إلى تجسيد رسالة الشهيد في الميدان ، و بناء المجتمع الذي حلم به الشهداء و وثوقه في بيان أول نوفمبر 54.
من جهتهم جددت مجموعة من ابناء المجاهدين المنضوين تحت لواء المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين التي يقودها أمبارك خالفه المحسوب على حزب التجمع الوطني الديمقراطي مطلبهم من تشكيل لجنة وطنية لتصحيح مسار المنظمة و الذهاب أيضا إلى مؤتمر استثنائي لانتخاب أمين وطني شرعي و إعادة المنظمة إلى سكتها الصحيحة ، و قد سبق و أن طعن نواب في المجلس الشعبي الوطني من أبناء المجاهدين في نتائج المؤتمر الرابع للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين و الذي انعقد في 31 جانفي 2014 بالعاصمة و اعتبروه بالغير شرعي، منددين بالتصرفات اللامسؤولة للأمين الوطني للمنظمة أمبارك خالفه الذي حول المنظمة إلى ملكية خاصة و ذلك لأسباب عديدة من بينها أن المؤتمر انعقد دون انتخاب المندوبين، و إقصاء إطارات المنظمة من الانتخاب و الترشح، عدم عرض التقرير المالي و الأدبي للمنظمة، وهي تتنافى مع قانون الجمعيات.
كما أن المؤتمر تم التحضير له في سرية تامة و غلب عليه طابع الولاءات، للعلم أن عدد أبناء المجاهدين الآن يفوق عددهم 12 مليون ابن مجاهد على المستوى الوطني، و يوجد منهم وزراء في الحكومة، و نواب في البرلمان، و رؤساء لجان، 18 سيناتور، و 800 رئيس بلدية، و المتتبع لمسار المنظمة الوطنية لبناء المجاهدين منذ تأسيسها إلى اليوم أي اكثر من 20 سنة يقف على حقيقة أن هذا التنظيم عرف الكثير من الهزات بسبب الانفرادية في القرار و التسيير العشوائي و كذلك الصراعات السياسية جعلها تفقد روحها النضالية، و الهدف الذي تأسست لأجله، حيث أخضعت لعمليات تصحيح تحت أسماء عديدة ( التنسيقية الوطنية لأبناء المجاهدين، الإتحاد الوطني لأبناء المجاهدين، ثم الحركة التصحيحية) ، مما جعلها تراوح مكانها، و تطلب الأمر إعادة النظر في التركيبة البشرية للمنظمة و تصحيح مسارها ، بعيدا عن الصراعات السياسية و الولاءات الحزبية، و وضع برنامج هادف، و تكون بمثابة الدرع الواقي للبلاد التي ضحى من أجلها الشهداء.
الجزائر علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف؟ ومن سيحكم فرنسا بعد الانتخابات التشريعية؟


.. سـوريـا - تـركـيـا: مـا وراء كـل هـذا الاحـتـقـان؟ • فرانس 2




.. هل تنهي العشائر حكم #حماس في قطاع #غزة؟ #سوشال_سكاي


.. وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 33 فلسطيني بقصف إسرائيلي على عدة




.. إسرائيل ستصادق على بناء 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية