الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلف الطاغية وصرخة الضحية

هاشم القريشي

2005 / 12 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في مشهد مثير ومتكرر،يتناوب صدام واعوانة في عرض شكواهم، وهم في قفص
الاتهام من سوء المعاملة التي لاقوها ويلاقونها ، وكل واحد منهم يروي قصته على
ما يعانيه من تصرفات سجانيهم والتي لا تتوافق مع معايير حقوق الانسان....، وانهم يشككون في هكذا محكمة غير منصفة؟!. في هذه المحكمة المثيرة في كل فصولها يلاحظ
المرء حزمة من التناقضات تدور في سير ومرافعات المحكمة بين الضحية والجلاد،
فالجلاد صدام واعوانه مازالوا يعتقدون بعدالة موقفهم وسلوكهم عندما كانوا حكاماً
وكل مافعلوه من اجرام وقتل وتدمير وانتهاك لحقوق الانسان هي اعمال مبررة وتندرج
في نطاق العدل والقانون. والانكى من ذلك هنالك من يعتقد ويؤيد موقفهم الاستبدادي هذا
ويبرره ايضاً , دون ان يلتفت الى صرخات الضحايا وشكواهم، وعندما يواجه صدام
واعوانه التهم القوية بأنتهاكاتهم ومظالمهم ضد العراقيين، يلجأون الى التسويف والتبرير
لكل اعمالهم بطريقة مخاتلة وكاذبة، ويقدمون مقارنة وضعهم ومايعانونه في معتقلاتهم
الحالية من قبل الامريكان وكأن كل الممارسات والظلم هومن طبيعة االبشر، وبالتالي فهم في هذا المعنى لايتحملون اية مسؤولية في ذلك. أما الضحايا وهم غالبية الشعب العراقي فلهم
رؤية وموقف اخر فالضحية، لاتقبل تبريرات الجلاد مهما كانت حججه ودواعيه، فلايمكن
ان يقوم حقاً على ظلم الناس، وهم مستاؤون من سير المحكمة وتساهلهامع الطغاة وهم يستندون على خلفية سنين من الظلم والانتهاكات التي لحقت بهم ومعاناتهم الطويلة والقاسية
التي لا حصرلها وفي مخيلتهم تلك المحاكم الصورية والقوانين الجائرةوالسرية. في هذه المحكمة لم يجد المراقب الحصيف مفاجئة، فالجلاد لم يتغير ولم تتغير حججه، فالذي تغير فقط موقعه من حاكم الى متهم، وبقيت اخلاقه وقيمه التي يحملها هي التي تحكمه وهو في اضعف حالاته، فلا وقفة ندم ولا تراجع عن جرائمهم ولالين ضمير ازاء ثقل الظلم الذي الححقوه بالعراق والعراقيين، كانوا يصرخون في وجه ضحاياهم، ويرفضون الم الضحايا ولوعتهم. قد اختلف مع اولئك الذي يرون ليناً وتساهلاً في ادارة المحكمة وتساهل القاضي
في استرسال صدام واعوانه في الكلام، انا اجد في اقوالهم الجانب السياسي المفقود في قضية
جنائية تديرها المحكمة, وهو ماينبغي معرفته بشكل مباشر وحقيقي من افواه هولاء المجرمين كيف يفكرون وهم في هذا الوضع المصيري الدقيق،في هذه المحكمة كان صمت الضحية وصبرها درساً وعبرة وشهادة لضحايا لجأوا الى العدل والقانون لاخذ حقوهم
بينما لجأ صدا م والذين يدافعون عنه الى الكذب والتضليل والمخاتلة ، في محاولة يائسة لتبرأة صدام من جرائمه، لقد كشفت هذه المحكمة صورة من التفكير الجديد لعراقيين
يريدون قطع الصلة بماضي، يختزل نطق القصاص بدقائق ويرسل اناساً ابرياء الى الموت
والعذاب دون شفقة اورحمة وبلا مسوغ قانوني، في العهد الجديد ينبغي ان ينأى العراقي
عن ثقافة البطش والانتقام حتى مع الذين ظلموه، ان الصورة التي ينبغي حفظها لاجيالنا
القادمة ،صورة عادلة عن عهد تأسس وفقاً لمعايير انسانية وعليهم أن يواصلوا السير في هدى مبادئه ، انها صورة العراق الذي نطمح الى تأسسيسه، فالقضاء العادل علامة من هذا التأسيس الحضاري..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقوى تعليقات على كابلز وفيديو كليبات مع بدر صالح ????


.. خوارزميات الخداع | #وثائقيات_سكاي




.. من هي وحدة عزيز في حزب الله التي اغتالت إسرائيل قائدها؟


.. رئيس التيار الوطني الحر في لبنان: إسرائيل عاجزة عن دخول حرب




.. مراسلتنا: مقتل قائد -وحدة عزيز- في حزب الله باستهداف سيارته