الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو من فزعة يوم الانتخابات الى اللعب بورقة التطهير العرقي

تميم منصور

2016 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الدارسون والمتعقبون لتصرفات بنيامين نتنياهو عاجزون حتى الآن عن وضعه في قالب سياسي أو قالباً من قوالب العنصرية التي عرفتها البشرية، هناك من يرى أنه أحد تلاميذ مناحيم بيغن الذي كان في حقبة من الزمن والتاريخ السياسي في إسرائيل يتصدر وجه اليمين المتطرف والعنصرية في إسرائيل، وهناك من يرى به امتداداً لرحبعام زئيفي مخترع نظرية الترانسفير بحق عرب الداخل الفلسطيني.
هذا لا يعني أنه ليس توأماً في أفكاره ومبادئه ومواقفه لرؤوس اليمين الفاشي المعروفين وفي مقدمتهم ارئيل شارون وليبرمان وآخرون.
حقيقة أنه امتداد لكل هؤلاء فقد اختمرت أفكارهم في ذهنه بعد أن عمّدها بالفكر الديني خاصةً جوانبه التاريخية ، فتحول إلى مركب سياسي متطرف يحمل مزايا خاصة قل ما نجدها في رئيس وزراء أُخر في كافة أنحاء المعمورة.
بالتأكيد أن هوسه وحقده المتواصل ضد المواطنين العرب خاصةً داخل حدود الدولة استقاه من مناحيم بيغن الذي يعتبره معلمه الأول والذي لا يخطئ كما وصفه ،فكل الدلائل تشير أنه لا زال متأثراً من موقف مناحيم بيغن عندما طالب بن غوريون في سنوات الخمسين بتهديد الحكومة المصرية في عهد جمال عبد الناصر، أنها إذا أقدمت على تنفيذ حكم الإعدام بحق الخلية الجاسوسية التي نظمها الموساد من يهود مصر في سنوات الخمسين وكانت مكلفة بمهاجمة المؤسسات الأمريكية في القاهرة للإيقاع بين حكومة الثورة في مصر وبين حكومة الولايات المتحدة، إذا تم تنفيذ الإعدام بحق أعضاء هذه الخلية فإن السلطات الإسرائيلية سوف تقوم بإعدام عدداً من المواطنين العرب داخل الخط الأخضر، لكن بن غوريون رفض هذا الطلب ومما هو جدير بالذكر أن إقامة هذه الخلية التي تم القاء القبض عليها عرفت أيضاً بفضيحة (لافون) في حينه.
كما ذكرنا رفضت حكومة بن غوريون هذا التوجه من قبل مناحيم بيغن وقد حاول الاعلام الإسرائيلي طمس هذا الخبر ولم يذكر هذه الحادثة فيما بعد سوى مؤرخ واحد يدعى (شموئيل دوتان) وذكر هذا المؤرخ أن الواجب الأخلاقي كان يفرض على بيغن أن يقدم اعتذاره للمواطنين العرب لكنه لم يفعل ذلك.
لا نريد أن نقلل من مساحة الوجه اليميني المتطرف لمناحيم بيغن لكنه لم يناصب العداء الفكري والسياسي للمواطنين العرب بصورة مفضوحة ومتواصلة مثلما يفعل اليوم تلميذه نتنياهو، كان بيغن جزءاً من سياسة ومخطط ممنهج وضعته كافة القيادات الصهيونية ، يرى بالمواطنين العرب غرباء في وطنهم، يرى بهم قوة استهلاكية ضعيفة عاجزة ،واليوم قام نتنياهو بالخروج من هذه الدائرة لأنه يرى بهم جسماً سياسياً معارضاً لسياسته فقط، انه يعتبرهم نداً له وطرفاً معادياً لكل مكونات الدولة ويرى بهم غرباء وكابوساً يطوق رقبته.
لا أحد يعرف حتى الآن أين هي حدود موقفه منهم، ولا أحد يعرف حدود غيرته وحقده ضد مواطنين تواجدوا في وطنهم قبله وقبل اجداده وقبل جميع سكان دولته، إن أسلوب تعامله معهم يشير إلى أنه أخذ يعتبرهم رهائن أو أسرى للمقايضة بهم في وقت من الأوقات ،أو دروعاً بشرية يحتمي بهم وقت الضرورة.
من يقرأ صفحات التاريخ أو من يطلع على قواميس الفكر البشري والإنساني لم يجد مسؤولاً في العصر الحديث باستثناء الأنظمة الفاشية والنازية يتعامل ويتصرف مع خُمس سكان الدولة مثلما يتعامل هذا الصهيوني، إنه لا يريد أن يؤمن أو يعترف بأنهم جبال وصخور وجذور هذا الوطن، انهم ملح الأرض وتراثها وتاريخها وجغرافيتها البشرية، أجدادهم ترابها ومقدساتهم عطرها من مساجد وكنائس وتكايا.
يتعامل معهم بمزاجية غريبة ليس له ثوابت سياسية سوى المزيد من ملاحقتهم حتى أصبحت هذه الملاحقة خليط من مزاجه الغريزي وفكره الصهيوني والديني معاً، كل يوم يفجر فضيحة جديدة تكشف عن نفسيته المريضة اتجاههم، هناك من شبّه استنجاده واستغاثته بعلوج اليمين لإنقاذ الدولة من المواطنين العرب بالصرخة التي وجهها في يوم من الأيام أحد رموز الصهيونية الاستيطانية (يوسف ترمبلدور) عندما وجه نداءه إلى يهود أوروبا الشرقية ويهود العالم بالهجرة إلى فلسطين في مطلع القرن العشرين، التوجه في كلتا الحالتين يحمل روح العنصرية لكن صرخة نتنياهو أكثر خطورة عندما دعا مواطنيه بالتوجه إلى الصناديق كما يفعل المواطنين العرب فهو يرى ببطاقات الاقتراع التي يحملها المواطنون العرب قنابل تدميرية وليست جزءاً من عمل دستوري ومسيرة حضارية ، بعد أن حقق مآربه لم يخجل من نفسه عندما لجأ لأسلوب المراوغة والخداع والكذب والاعتذار الكاذب.
لكن المواطنين العرب لم يردعهم نداء واستغاثة نتنياهو، استمروا بمسيرتهم وحققوا ما صَبوا إليه وهو ميلاد القائمة المشتركة التي كانت ولا تزال مخرزاً في عيون أحزاب اليمين الفاشي.
تركوا نتنياهو يجتر كلماته التي زادتهم قوة واصراراً وتحدٍ لكل مشاريعه وأحلامه.
لم يمضِ وقت طويل على الفزعة التي افتعلها نتنياهو في يوم الانتخابات وإذا به يفتح صفحة جديدة يقارن فيها بين المواطنين العرب وبين المستوطنين رُسل الصهيونية وأدواتهم الاحتلالية للأراضي الفلسطينية إنهم امتداد للاستعمار القديم والحديث.
اولاً هذه المقارنة بين من يعيشون في وطنهم منذ آلاف السنين وبين شراذم من علوج المستعمرين جاءوا من اصقاع الدنيا تحت مظلة اليهودية الدينية الغيبية هو كفرٌ وخطيئة ودعارة سياسية واجتماعية ، وهذا التنوع من الدعارة لا يُصدر إلا عن زعيم مثل بنيامين نتنياهو وأركان حزبه وحكومته، لقد حاول أن يضع العالم أمام واقع جديد وهو أن طرد المستوطنين من الأراضي التي استولوا عليها بالقوة تعتبر تطهيراً عرقياً ، وهذا أخطر شيء تتعرض له القضية الفلسطينية، لكن ردود الفعل الداخلية والعالمية على هذا النوع من الانحراف السياسي التي ابتدعها نتنياهو كان لطمةً قطعت أحلامه في الحاضر والمستقبل، حتى أن الرئيس الأمريكي أوباما وسكرتير الأمم المتحدة بان كي مون رفضا هذه الدعارة السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا