الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من فتحت الحدود خسرت الاصوات

شذى احمد

2016 / 9 / 21
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة




هاهي المستشارة الالمانية تتجرع امر كؤوس الخسارة والندم للهزيمة التي مني فيها حزبها الديمقراطي المسيحي في الانتخابات الاخيرة .بعد ظهور نتائجها في برلين

بقيت الصحف..وسائل الاعلام، والعديد من الدوائر السياسية تنتقد بشدة سياسة المستشارة الالمانية ميركل ازاء فتح ابواب المانيا لللاجئين بعد دعوتها الشهيرة.وتعاطيها مع المعارضين وتصريحاتها التي قوبلت باستهجان شرائح واسعة من المجتمع الالماني

حتى تجرأت الاحزاب اليمينية المتطرفة بارتكاب اعمال عدائية ،وانتقامية في طول البلاد وعرضها. . ولم تكن برلين استثناءا عن ذلك . فظهر هذا العداء الواضح في نتائج الانتخابات التي سبقها الاعداد
وما قاموا به من حملات دعائية مكثفة -NPD المحموم للنازين الجدد ـ
لتحريض الرأي العام الالماني ،واخافتهم من ضياع بلادهم وانجازاتهم وثرواتهم... الخ

رغم خروجهم من الانتخابات شبه مهزومين لكن هذا لا يعني اخماد نارهم ، او انكسار شوكتهم. فمن قام باخافة بعض المرشحين ، وحرق سيارات بعضهم وارسال من يشوه صور البعض الاخر من المرشحين للاحزاب المنافسة في شوارع العاصمة في عتمة الليل لن يهدأ ،ويستكين بل سيواصل سعيه للتأليب والانتقام بكل الوسائل التي ستكون بين يديه

فهل استفاد المهاجرون العرب من كل هذا ؟. هل كانوا الخاسرين في سباق الانتخابات. الى اي مدى تأثرت واثرت بهم وعليهم تلك النتائج وتبعاتها لاشك انهم حديث الساعة في كل مكان وزمان. ما يقومون به ،وما على الدولة القيام به لأجلهم ومعهم هو الموضوع الرئيسي في هذا البلد

ترى ما على المهاجرين فعله؟. وما الذي ينتظرهم؟. القارئ يعرف افضل من الكاتب ان المانيا ما فتحت ابوابها لهذا الكم الهائل من مهاجرينا لاسباب انسانية بحته . كتب عن هذا كثيرا. فها هو التاريخ يعيد نفسه. والبلد الذي استقدم اليد العاملة التركية بعد الحرب العالمية الثانية كي تساهم في بناء بلد مدمر، عاد ليحتاج تلك اليد من جديد من بلاد اخرى بسبب شحة الايدي العاملة ، فقبل بدء الهجرة كانت التقارير تشيد للنقص الحاد بالايدي العاملة
وتملأ الاعلانات التي تغري الشباب للالتحاق بدراسة تلك المهن
تلك الاعلانات التي اختفت تماما في يومنا هذا. والالمان يعرفون هذه الحقيقة جميعا. لكن من متى كان الانسان مستعدا لمشاركة ما يملك مع الاخرين بسهولة وبصدر رحب. فالكثير يعتبر قدوم المهاجرين والتحاقهم بالمدارس المهنية، وغيرها تهديد حقيقي لفرص عمل ابن البلد، وعليهم الرحيل. فهم يسرقون اللقمة من افواههم . الكثير غير مستعد لقبول ذلك

مع هذا تبقى تجربة الهجرة بحد ذاتها فريدة ، فبعد ما يزيد عن السبعين سنة على تجربة استقدام الايدي العاملة التركية ، لم يزل بعض الالمان ناقمين فلا يتحدثون عن مساهماتهم بشكل لائق. رغم كونهم الاجداد للجيل الثالث الذي ولد ولم يعرف له وطنا الا المانيا

هل ستساهم الاجيال التي جاءت الى هذا البلد في اعادة اعمار اوطانها في البلاد العربية اذا ما انقشعت الغمة عنهم، هل ستساهم التجربة الانسانية التي عاشها الاباء والامهات في تحسين نظرتهم لمشكلاتنا الاجتماعية والتعاطي معها بشكل اكثر عقلانية ،وانفتاح مستفيدين من تجربة الغرب وانفتاحه معهم تحديدا

هل سنتشأ اجيال جديدة ، اكثر وعيا ورغبة بالمعرفة والعلم، واكثر يقظة وحيطة وحذر كي ترصد الحركات غير الطبيعية التي تتسلل للمجتمعات الرخوة ومن ثم تقوم بتدميرها، مثل المرتزقة ،والمتطرفين ، وعملاء الدول التي تستخدمهم لتحقيق اغراضها في هذا البلد ام ذاك

هل يشغلهم القلق من امكانية عودتهم. ام اسلموا طائعين لحلم البقاء الى الابد ، والعيش بالغرب دون تهديد من الابعاد وانتهاء صلاحية اسباب قبول اللجوء للكثير منهم. والمانيا بالتحديد من البلدان التي تجيد تطبيق هذا القانون بشكل صارم دون هوادة

كلها اسئلة واستفسارات ،وتحليلات تحتاج الى البحث والتقصي من ثم التثقيف بهذا الاتجاه. كي تكون للتجربة فائدة ترجى .كي لا تضيع في عرض البحر مثل الكثير ممن ابتلعهم ،وابتلع احلامهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا