الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز حماس نعمة أو ....؟؟؟

سليمان عباسي

2005 / 12 / 26
القضية الفلسطينية


ربما رأى البعض أن ما يجري على الساحة الفلسطينية هو جزء من الحراك الطبيعي لمجتمع ديمقراطي وهو قول قد ينطوي على قدر
من الصحة لكنه لا يعبر عن الحقيقة بكاملها إذ تصعب قراءته بمعزل عن الضغوط الداخلية من انتشار الفساد وارتفاع نسبة البطالة
وتفشي الفقر بين أفراد هذا المجتمع الديمقراطي ناهيك عن العسكرة العبثية والانفلات الأمني الذي أصبح سرطاناّ لابد من بتره مهما
كانت النتائج والمخاطر , كل ذلك أمام سلطة شبه عاجزة شحيحة الإمكانيات والخيارات وظيفتها الوحيدة تلقي التهديدات سواء من الداخل أو من الخارج في عملية إضعاف متعمدة معروفة الأسباب والدواعي .
شئنا أم أبينا فهناك مرحلة جديدة بدأت ترتسم مغلفة بشيء من الغموض جعلت من الانتخابات المقبلة مشروع أزمة بدلاّ من آن تكون
حلاّ لكثير من الاستحقاقات المؤجلة والتي تتطلب الكثير من عناصر القوة والتماسك بين كافة القوى الوطنية الفلسطينية ,
إن الذي دفعنا لإطلاق صفة الغموض على المرحلة الراهنة عدد من التساؤلات تستحق الوقوف عندها سواء بالنسبة إلى حماس أو بالنسبة إلى حركة فتح حزب السلطة ومن أهم تلك الأسئلة في الشق الأول هل لدى حماس الجاهزية للدخول إلى السلطة عبر المجلس التشريعي ؟؟ هل لدى حماس الاستعداد لمغادرة خطابها الأيدلوجي ( الديني ) إلى الخطاب السياسي المطروح على الساحة الفلسطينية والدولية حالياّ ؟؟ هل دخول الانتخابات ضمن الانهيار الداخلي في جسم حركة فتح في حال لم يتم تداركه ومعالجته يعتبر انتحاراّ سياسياّ وبداية النهاية لاكبر تنظيم فلسطيني والذي قاد نضال الشعب الفلسطيني أكثر من أربعة عقود ؟؟
1- إن حركة حماس مازالت تعتبر نفسها جزاّ من الحركات الجهادية الإسلامية مما جعلها تحمل أجنده خاصة بها تتجاوز كونها حركة تحرر وطني وتصريحات أمينها العام الأخ خالد مشعل الأخيرة في طهران تعكس هذه الحقيقة .
2- إن حماس ما زالت متمسكة بانتهاج خط العمليات الاستشهادية في المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 ومازالت مصرة على إطلاق صواريخ القسام رغم بدائيتها حسب توقيتها الخاص بها وإن كان البعض منها قد أضر بصورة الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني ورغم استغلال إسرائيل لذلك في توجيه الضربات المدمرة للفلسطينيين .
مما سبق نستنتج أن ليس لدى حركة حماس الاستعداد لمغادرة خطابها الأيدلوجي (الديني ) ليتناسب مع الخطاب الحكومي ويؤكد استمرار إصرارها على العمل خارج النظام الفلسطيني وضد توجهات السلطة الوطنية الفلسطينية .
مما سبق نستنتج أيضاّ أن هدف حركة حماس الاستراتيجي في الوقت الراهن هو تحقيق انتصار من خلال العملية الانتخابية يعكس مدى قوتها الميدانية على الأرض وليس الهدف هو التحكم في العملية السياسية ( التشريعية – التفاوضية ) لعدم جاهزيتها لذلك في الوقت الحالي على الأقل والمفارقة التي تدعو للاستغراب أن حماس تدرك إن امتلاكها للأغلبية في المجلس التشريعي في حال فوزها تعني ذهابها أجلاّ أو عاجلاّ للمفاوضات وهو ما لاتريده حالياّ ومن الأفضل لها أن يبقى حزب السلطة في الواجهة ومع ذلك فهي تسخر كل إمكانياتها للحصول على الأغلبية ومن هنا يأتي الغموض والتساؤل .
أما بالنسبة للشق الثاني فإننا نرى بوضوح مدى عمق الأزمة التي تعيشها السلطة الوطنية الفلسطينية وحزبها المتمثل في حركة فتح بالتحديد واضحة وضوح الشمس فتدافع الأجيال والصراع المحتدم بين العائدين والمقيمين والحرس القديم والحرس الجديد وأصحاب من يريدون الحفاظ على مكاسبهم ومن يريدون الحصول على المكاسب يجعل الدخول في العملية الانتخابية بمثابة انتحار سياسي له كما ذكرنا سابقاّ وما الصرخة التحذيرية التي أطلقها الناخب الفلسطيني في الانتخابات البلدية الأخيرة إلا تعبيراّ عن مدى الغضب الشعبي ضد حزب السلطة المنصرف إلى تفرقة الصفوف بدلاّ من رصها ومن الأجدى لهذا الفصيل ألا يرمي كل تاريخه النضالي الطويل وبكل شهدائه من اجل بعض المكاسب للبعض من المنتفعين وإن كانوا من أبنائه .
نقطة أخيرة فمن المؤكد إن الرفض الشعبي والرسمي للتهديدات الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية بعدم إشراك حركة حماس في العملية الانتخابية والتحذير من تداعيات فوزها هو موقف وطني ومبدئي فحركة حماس هي ركيزة مهمة من ركائز العمل الوطني الفلسطيني ومن غير الممكن إبقاؤها خارج مؤسسات القرار الفلسطيني ومن غير المفروض أن يسكن في داخلنا حب ابدي للمنطق الأمريكي وسواه وخضوع لرغباته وخنوع لقراراته وخشوع لرجالاته ولكن من المفروض أن نحسن القراءة ونتعلم آن نفهم المتغيرات وموازين القوى وكيفية التعامل معها دون الرضوخ لشروطها بالطبع بشرط آن نضع أمام نصب أعيننا الواقعية والحصول على المتاح ولو كمرحلة أولية وإ لا نكون كمن يرمي نفسه في المجهول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟