الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من التراث الشعبي ... حكاية ( دارمي ) !!!

حامد كعيد الجبوري

2016 / 9 / 23
الادب والفن


من التراث الشعبي ...
حكاية ( دارمي ) !!!
( أنهض وأكع للكاع وأتوجه وأنهض ... )
( الدارمي ) فن من فنون الشعر الشعبي وقد يسميه الكثيرون ( شعر البنات ) أو غزل البنات ، لا أريد الخوض في الميزان العروضي ل ( الدارمي ) لأن أغلب القراء غير مهتمين إلا بمنطوق ( الدارمي ) ، هناك ملاحظة مهمة وهي أن الذائقة الناقلة للشعر عموما قد تضيف من عندها الكثير لترغيب الناس على متابعة ذلك البيت من الشعر ، وبعض الأحيان يحورون ويستبدلون بعض المفردات لتتلاءم مع منطوق ما حوروه أو استبدلوه .
يحكى أن فتاتين تربطهما علاقة صداقة وكانتا كثيرا ما تستودع صديقتها وتستأمنها على أسرارها ، وكانتا كل واحدة منهما تعشق شابا من أقرانهما ، و تقدم أحد أقارب واحدة منهن وخطبها لنفسه ووافق الأب على زواجها وحرمت الزواج ممن أحبها وأحبته ، والمفارقة أن هذا الزوج لا يسكن بنفس قرية أو مدينة الحبيبة ، وهكذا أبعدها الزواج عمن أحبته ، وضاع عليها أخبار حبيبها وأخبار صديقتها بل حتى أخبار أغلب معارفها وأقربائها .
الصديقة الثانية تقدم حبيبها لخطبتها فرفض أهلها تزويجها متعللين بأسباب واهية كثيرة ، وتقدم ثانية فرفض ، وثالثة فرفض حتى أشيع بين أهل القرية حكايات نسجوها زورا وبهتانا عنهما ، لذا أحجم الكثير من الشباب ممن سمع بالروايات الموهومة عن التقدم لخطبتها ، وتزوج حبيبها من امرأة غيرها وبقيت تحتفظ بصدرها حكاية عشق أطفأت للأسباب التي ذكرت ، بعد مضي سنين طوال وفي أحد المآتم في قريتها وكانت بمحض الصدفة حاضرة له الصديقة المتزوجة بعيدا عن بلدتها وأهلها ، ووجدت صديقتها جالسة مع النسوة المعزيات فجلست بجوارها وقد أخذ الزمان منها ومن صديقتها مأخذه ، وقالت المتزوجة لصديقتها ( شلونج ديه ) ، و( ديه ) تعني ( خيه ) و هذا التحوير أستخدمه الكثير من الشعراء الشعبيين ب(أبو ذياتهم ودارمياتهم ) ويقال أن سبب ذلك يئول لرغبتهم بإطلاق مفردة ( ديه ) لأنها تعني اليدين ، واليدان لا يستغني عنهما الإنسان لتأدية أي عمل يناط به ، لذلك أشتقه الشعراء من هذا الباب فالأخ والأخت هما اليدان اللتان تعينان على إتمام كل المهام ، وحين سمعت الصديقة هذا السؤال من صديقتها المتزوجة أطرقت الى الأرض وأغمضت عيناها وبعد هنيئة رفعت رأسها صوب صديقتها ، وعيناها تحبسان دمعة ترقرقت بمحاجرها وأنشدت تقول ،
( أنهض وكع للكاع وأتوجه وأنهض / ما خله عظم صحيح رضني العشك رض ) ،
ووجدت هذا ( الدارمي ) متناقلا بين الشعراء وحفاظ التراث الشعبي بتحوير مفردة واحدة وهي ( العشك ) ، الأصل كما يروى ( رضني الدهر رض ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا