الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن نزار قباني، وآسف أن أخيب أملكم

عبد الرحمن جاسم

2005 / 12 / 26
الادب والفن


كنت أود التعليق، كما أود الإشارة إلى نقطة مؤثرةٍ هنا، أنا لا أكره نزار قباني، ولكنه لدي الكثير من النقاط السلبية السوداء عليه، أكره أن أفسد فرحتكم به، ولكنه بالحقيقة، مثله مثل غيره من شعراء الطبقات الراقية، وللأسف، بعيدون عن هموم الناس العاديين، بعيدون عن أحلام البسطاء، والفقراء، ولست أدعي في ذلك شرفاً، أو أدعي أنه ليس شاعراً جيد. كذلك هناك نقطة أود أن أشير إليها بدقةٍ بالغة، هي مسالة "استعانته" أو "استعارته" بنصوص أجنبية لكي ينير قصائده بها، وهذا أمر معتاد في بلادنا، لأنهم (أي الشعراء) يعرفون بأننا لا نقرأ الشعر بلغتنا المحلية، فكيف بلغاتٍ أخرى؟ لذلك فإنني أتمنى منكم جميعاً أن تقرأوا قصيدته قارئة الفنجان، وتقارنوها بقصيدة غجرية "للوركا"، من يقرأ القصيدتين يعرف كمية "الاستعارة" وليس "السرقة" أقول؛ الأمر حزينٌ للغاية، فضلاً عن هذا يمكنكم كذلك أن تلاحظوا مقدرته الهائلة على "الاستعارة" كذلك في قصيدة لشاعر فرنسي يدعى "فرانسوا بيلون" تتشابه أحداثها تماماً مع أحداث قصيدة "مع جريدة". هنا قد يطرح واحدنا النص السؤال المنطقي المتفاعل، أوليس العقل البشري واحداً، لا أعرف، ولكن أظن أن يد البشر الطويلة أسرع بكثير من العقل البشري أحياناً.

كذلك بالعودة إلى النقطة الأولى، كان نزار قباني، ممثلاً منطقياً للطبقات العليا، فمرة حاولت أن أقرأ كثيراً من قصائده العادية، ولا أقول الإباحية، كنت مدهوشاً من هذا الكم الهائل من الأشياء التي لا أستطيع أنا-العادي أن أفعلها، من الذهاب إلى المقصف، إلى تأمل قارورات العطور، إلى غير ذلك من الحياة المترفة، التي لا يستطيع مثلي-مثلكم أن يعيشها، ويستطيع هو وأمثاله -بصفته سفيراً ورجلاً دبلوماسياً- فقد عاش شاعرنا الجميل، حياتها بأكملها طولاً وعرضاً، لا لأي سبب ولكن لأن الترف يجعل أي واحدٍ منا شاعراً أو أديباً، فالترف متعة، وهل للترف من دواء؟

النقطة التالية التي أود الإشارة إليها، وهي الأمر الحساس والمهم الذي رسم ملامح نزار هي فكرته الخاطئة أنه يريد تحرير المرأة من الأساطير والقيود وكل ذلك، وفاته في ذلك أن الإسلام قد حررها قبله بمئات السنين، ولكن التحرير الذي كان ينادي إليه نزارنا هو ليس بذلك التحرير الذي نتكلم عنه، فرسم أبشع صورة ممكن أن نراها عن بنات لبنان، وبيروت المدينة التي وصفها بأنها حبيبته الأبدية، يا أصدقائي، بتنا كلنا نعتقد بأنك في بيروت تستطيع أن "تنام" مع أي فتاةٍ عابرة، أو أن أغلب الفتيات مومسات، وأصدقكم القول بأنني قد عشت معظم حياتي في هذه المدينة-الحلم ولم أصادف هذا النوع من الفتيات إلا لمماً، فكيف تصادف هذا الكم الهائل مع الشاعر؟ أظن أنه كان يبحث شخصياً عن هذا النوع، فوجده، واستراح.

بقيت نقطة أخيرة، وأتمنى أن يفهم الجميع من وراء كلامي أنني لست عدواً لنزار، ولا أكرهه حتى، ولكنني أكره السارقين، وأكره الذين يشوهون صورتنا الحقيقة، ومع هذا فأنا لا أنكر أبداً أن له نصاً شعرياً جميلاً، ولغة شعريةً خاصة، ولكن يحق لنا دائماً أن نسأل هل كانت هذه اللغة له؟ لا أعلم، والأمر مطلق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب