الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثار العدوان ضد العراق على الارض المحتلة (4) الاثر الثقافي للعدوان على العراق

عادل سمارة

2003 / 2 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

رام الله – فلسطين المحتلة


كما يشمل التأثير المستويين السياسي والاقتصادي، فهو يشمل المستوى الثقافي ايضا. وسيكون هذا امتداداً لمشروع إعادة التثقيف، أو مع الاعتذار "إعادة التربية". وفحوى هذا المشروع هو التركيز على دور الطابور الخامس الثقافي ولا سيما غير المكشوف منه وذلك بالوعظ بوقف المقاومة بما هي حالة إنسانية. اما مشروع اعادة التثقيف فينظر اليها باعتبارها "حالة ارهاب". وبين من يلتزمون بالحالة الانسانية ويمارسونها وبين من يروا اليها كحالة "إرهاب" تناقض تناحري. اما معسكر امبراطورية العولمة فيعرف جيدا هذا التناقض ويشدد عليه ويثيره ويشعله لأن هذا المعسكر معتدٍ وعدواني بمصالحه وبمجرد وجوده وبالتالي بطبعه اي بثقافته. 

يندرج العديد من المنظمات غير الحكومية في نطاق فريق اعادة التثقيف، فهي ناقلات للثقافة الراسمالية الغربية ولسياساتها ايضا. فهي تعمل بشكل مشترك مع منظمات مشابهة في الكيان الصهيوني ضمن مشروع تطبيعي مع الكيان. وهذا العمل المشترك يهدف الى تكوين منظومة قناعات سياسية وفكرية بأن الصراع ليس على الوطن وحق تقرير المصير وأن المسألة مجرد نفور ثقافي من عرق تجاه آخر!

على ان قوة الدفع الرئيسية لمشروع إعادة التثقيف هي حقا في التثقيف بإيديولوجيا السوق، والملكية الخاصة، وتحرير التجارة الدولية والذهاب بعيدا في تجميل القطاع الخاص حيث يهدف هذا الضخ الايديولوجي الى تكوين مشترك ثقافي بين الشعبين. 

وكما اشرنا اعلاه، فإن مشروع اعادة التثقيف يرتكز على الكثير من المنظمات غير الحكومية وما سمى منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان وتعليم الديمقراطية...الخ وهي في الاغلب "مستوطنات" ثقافية للمركز في حقبة العولمة، حيث تقوم بتشجيع التطبيع وصرف الاموال وشراء المثقفين ونشر الثقافة الاميركية. ان دخولا غير متعمق في تفكير المؤسسة الحاكمة في الغرب الراسمالي تؤكد ان هذه المؤسسة انما تدعم منظمات غير حكومية معينة وتغدق عليها الاموال لتقوم بتوظيف عدد كبير من الاشخاص ولتقيم مشروعات اقتصادية وخدماتية ولتمتلك أصولاً في الاقتصاد. انها تدعم اقامة امبراطوريات اقتصادية "بقدر قامة هذا البلد بالطبع" لتكون قيادات هذه  الامبراطوريات نماذج تحتذي مثيلاتها والسابقة عليها في الاقطار العربية المرتبطة بالمخطط والسياسة الغربية الراسمالية. وهي ترتكز في هذا على معادلة ان من لديه الامكانات الاقتصادية لا بد ان يجذب الكثيرين للعمل لديه حتى لو لم يتقبلوا سياسته لأنهم مضطرين لذلك. وبالتالي يصبح من خلال التشغيل شخصا مقبولا ويصبح في وضع يسمح له بأن يتحول الى قائد سياسي ويجري انتخابه. هذا هو الباب الذي سيدخل قياديي المنظمات غير الحكومية منه الى السلطة الفلسطينية الاميركية في الضفة والقطاع لاحقا، سواء جرت مذبحة العراق او حصلت الولايات المتحدة على ما تريد بدون مذبحة.

ويبدو ان المؤسسة الاميركية الحاكمة قد اندفعت في هذا الاتجاه ابعد مما سبق. فالمبادرة التي طرحها وزير خارج؀تها كولن باول عن الشراكة مع الامة العربية. وهي مبادرة ملفتة للنظر سواء فيما يخص من وفروا ميزانيتها، وهم الاتجيليين الجدد، او من حيث كلفتها البسيطة حيث ان ميزانيتها هي 39 مليون دولار.ولعل اللافت اساسا في هذه المبادرة ان الولايات المتحدة تريد اقامة "صداقة" مع الشعب العربي الى جانب صداقتها مع حكامه، أي قامعيه!. فاية شراكة هذه. ناهيك عن ان احدا لم يسأل الشعب العربي فيما اذا كان راغبا في او راغبا عن هذه "الصداقة". اما، احصنة مشروع الشراكة مع الشعوب فستكون بالطبع المثقفين المتغربنين والذين قد يكون د. سعد الدين ابراهيم المندوب السامي لهم.

ولا يخفى ان مرتبة عالية في مشروع اعادة التثقيف سوف تمنح لثقافة الاستهلاك. وحين تتعمق ثقافة الاستهلاك يصبح كل شيىء مشروع طالما يصب في خانة اشباع النهم الاستهلاكي. وبتعميق وتقديس ثقافة الاستهلاك يكون مشروع اعادة التثقيف قد قام بتربيع الدائرة لأن السوق والتسوق والبيع وفي النهاية تحقيق الربح الاقصى هو المطلب الاقصى لرأس المال. فاستهلاك اقصى هو حالة روحية حميمية، وهي الاقرب الى تحقيق الربح الاقصى.

**************

كنعان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا