الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جسد ضيق أم روح متمردة لهويدا صالح ..قراءة د. سيد نجم

هويدا صالح

2016 / 9 / 24
الادب والفن


جسد ضيق أم روح متمردة لهويدا صالح
بقلم: السيد نجم
تتسم رواية "جسد ضيق" للروائية "هويدا صالح" بقدر لافت من المداخل التى يمكن إعتبارها محاولة من روائية أنثى للتمرد عما هو شائع فى كتابة الرواية العربية الآن.. و يمكن الإشارة إلى مجموعة من الملامح:
أولا: تقع الرواية فى ثلاثين فصلا: كل فصل يمكن بسهولة إعتباره قصة قصيرة فى ذاته.. عشر قصص باسماء شخصيات الرواية أو بعضها (الست سارة- الخواجة حنا- فردوس- سلوى- فيبى.).. و ثلاثة عناوين من المقولات المأثورة أو من الكتاب المقدس (يا بائع الطين بع لنا حنة، يا فاتح النار افتح لنا الجنة!- درب العشق يبدأ بأنامل مرتعشة، لضربة من قلب صدىء- قال التائه لقدمه تعالى نمشى من شارع إلى شارع، لعل الطريق يعرفنا أو نعرف نحن الطريق).. وبقية العناوين غالبا شارحة لمضمون الفصل أو ممهدة لفكرته (عرائس المحبة القطنية- ليس ثمة جوع- رغبة فردوس الأكيدة..)
تعبر عناوين الفصول بذلك التنوع عن إبراز أهم الشخصيات والأحداث بحيث تمكنت الكاتبة من التعامل مع شخصية ما على مدى مراحل عمرها (فردوس حنا عبدالمسيح) دون الحاجة إلى الخط الزمنى المستقبم والحكي التقليدى من الماضى حتى المستقبل.
كما مهدت عناوين الفصول و مع مجمل القراءة إلى رسم أجواء قبطية مصرية صعيدية، حتى يصعب التأكيد أنه تم تناول المجتمع القبطى بتلك الكثافة و التحديد فى روايات كثيرة من قبل (ربما مع الروائى بهاء طاهر و سعيد نوح.. لهما تجربة مماثلة فى مجتمع معظم شخصياته مسيحية أو قبطية).
ثانبا: السير فوق الصراط فى رواية "!
لعل قارىء رواية "جسد ضيق" يستشعر أول ما يستشعره ذلك الجهد المبذول من الكاتبة لإقتحام ما إقتحمته من موضوعات و مواقف و شخصيات، دون الإنزلاق نحو مآخذ يسهل الإنحدار نحوها عفوا، نظرا لحساسية و دقة الموضوع العام للرواية والتفاصيل الجزئية فيه، المتعلقة بقبط مصر فى الصعيد, بل و من زاوية شخصية نسائية صعيدية تذهب إلى الدير و لا تصمد و تعود إلى الحياة العادية بعد أن ملت حياة الدير.. و وبقلم روائية مسلمة!
تجلت حساسية ما التقطته الكاتبة من أفكار وشخصيات كالتالى:
-فردوس.. تلك التى شغلت أكثر من الفصل الواحد (فى 18فصلا) كثيرا ما جعلتها الكاتبة محورا لبقية الشخصيات ومبرر ظهور الشخصية هو درجة علاقتها و تأثيرها عما يحدث لفردوس أو معها. وهى (فردوس حنا عبدالمسبح) حيث كثيرا ما كان يسألها البعض عن بقية اسمها (لأن فردوس وحده ممكن ان يسمى لطفلة مسلمة أو مسيحية)
-"يا نصرانية.." يقولها الأطفال لفردوس، فتذهب إلى أمها تبكى، تغضب الأم وتبدو هائجة منفعلة بينما الأب يشرح لإبنته أن النصرانية نسبة إلى مدينة الناصرة المدينة التى ولد فيها المسيح، والقبط هم أبناء المسيح وشعبه.
-أم فردوس القبطية تزوجت من محمود البكرى المسلم، و هو ما شكل مشكلة بعدها مشكلة وجعل فردوس تقبل الزواج من "حنا" ليس حبا فيه بل هربا من حياتها القديمة (فى حارة النصارة بالقرية) حيث نالت التعاسة التى عانتها من الكبير والصغير، بل وتلطيخ سمعة أبيها البيضاء الذى توفى فجأة.
-فخاخ عزازيل بدت جلية مع المقدس صبحى زوج دميانة ووالد فردوس، معه تجربة الإشتهاء المحرم بالنظر إلى الأخريات وبعيدا عن دميانة العصبية دوما.
-محمود المسلم عنده الكثير ما يبرر به رغبته فى الزواج من مسيحية.
-منير نخلة تاجر قطن ثرى وله مكانة خاصة و مغامراته فى القرية، كثيرا ما تأتيه النساء لشراء القطن فى الموسم الجديد وينجح دائما فى الحصول على ما يريده بداية من السعر الذى يراه حتى صاحبة المحصول المنتظر.. فلما كبر طفليه و إكتشفا أفاعيل الأب، إعتاد حبسهما فى المخزن حتى شاعت بينهما ممارسات جنسية شاذة خوفا من قسوة الأب.
-بالقدر الذى كانت عليه تتشكل الجماعات الإسلامية فى صعيد مصر فى الثمانينيات، كانت أفكار الشباب المسيحى تسعى لتشكل المجموعات نفسها، و هو ما رفضه يوسف "الباش حكيم" على أولاده من دارسى الطب والهندسة بجامعة أسيوط.
-إختلاف الحياة فى أديرة الراهبات عن أديرة الرهبان، ومنها ضرورة أن يقوم بالصلاة راهب وليس راهبة كل يوم أحد و فى الأعياد.. و هو ما أغضب راهبات الكاتبة وما أطلقت عليه السلطة الدينية للرجال، وبنقد نظام الرهبنة بررت السؤال: لماذا إختفت أغلب أو معظم الأديرة الخاصة بالراهبات إلا من القليل منها، بعد أن بلغ عددها أكثر من 2000دير فى القرن الرابع الميلادى.
-الصراع داخل دير الراهبات، لعل أكثر ما يلفت القارىء ما تقدمه الرواية من خبرة خاصة ل"فردوس" عندما دخلت الدير و ممارسة تجربة الرهبنة، و بكل المحبة تعاملت مع الجميع، حتى أحبتها الزعيمة أو هى كبيرة الدير فكلفتها وسمحت لها بالخروج لشراء إحتياجات الدير من السوق من مأكولات أو خامات تستخدم فى صنع السجاد وغيره.. و هو ما تسبب فى الكثير من المشاكل للراهبة المستجدة من الراهبات القدامى!
و هو ما عبرت فردوس عنه تقول: "لماذا تتصارع الراهبات إذا كن لن يأخذن من الدنيا سوى لقمة طاهرة؟!"
-ما عبرت به شخصية الراهبة "فينى" عن الجانب الخفى (الجنسى) من رؤية الراهبات و حياتهن الخاصة، حيث حرصت على الإستماع من الصغيرة فردوس حول كل خبرتها مع زوجها: هل بلغت معه الأورجازم أم لا؟ و هو ما أدهش فردوس كثيرا.
ثالثا: المعلوماتية، تلك السمة التى قد تجذب البعض فتنال من فنية وجاذبية العمل الأدبي، بينما بدت هنا على قدر غير هين من الوعى بضرورتها مع عدم تغلبها على فنية الرواية.
" فى بداية الفصل: "حين بكت قبرة وحيدة".. (إنتشرت الرهبنة النسائية منذ النصف الثانى للقرن الرابع، ويؤكد البعض وجود عدد كبير من الأديرة النسائية فى ذلك الوقت حتى أنه يشاع أن عدد الراهبات فى القرن الـثالث عشر قد وصل إلى عشرين ألف راهبة فى الصعيد وحده، إلا أن هذه الأديرة لم يعد لها أثر الآن سوى أديرة" أبو سيفين" و" مارجرجس" ودير " العذراء" بمصر القديمة، ودير " العذراء " في حارة زويلة ، ودير " السيدة العذراء " ببراري بلقاس .
وهذا الدير هو ما اختارته فردوس؛ لتستقر به لسنوات طويلة..)
رابعا: التنوع الأسلوبى.. وظفت الكاتبة التنوع الأسلوبى فى الرواية بما يخدم الفكرة ويبرزها.. ها هو ذا ضمير المتكلم فى سبع فصول، من بداية الرواية حتى أربع فصول لم يستخدم ضمير المتكلم، إلا فى الفصل الخامس: "أنا فردوس طفلة لم تعرف من الحياة سوى نظرة الفزع في عيون أمي لأقل هبة هواء تلوح أمام وجهي. عالمي كله يدور حول عرائسي التي تصمت نهارا، وأمارس الصخب والحياة معهم ليلا.." لعل تجربة فردوس هى محور أساسى من محاور الرواية، فكان لإستخدام ضمير المتكلم الضرورة الواجبة.
.. وجاء فصل "كما ينبغى لعاشق" حيث مرحلة مراهقة فردوس تقول: " كنت صغيرة حين فاجأتني بقع الدماء. هرعت إلى أمي التي هدأت من روعي رغم أن وجهها كان مليئا بالهلع أيضا. كان ما يؤلمني هو ذلك المغص الذي أمسك بي طوال الأيام الثلاثة، حتى إني تغيبت عن المدرسة في ديرمواس. كان يوم الخميس هو يوم العودة. كان محمود يقف تحت شجرة الصفصاف كعادته ينتظر."
.. ثم جاء فصل عشيق فردوس، وعرض مشاعره البكر و حتى حاول الزواج منها وهى المخالفة لدينه لكن دينه يسمح الزواج بها، المشكلة والالام كلها ما واجهته فردوس المحبوبة: فى فصل "درب العشق يبدأ بأنامل مرتعشة، لضربة من قلب صدئ".. قلت دوما لمن يلومني على عشقها أن الأمر لم يكن بيدي. لم يكن اختياري أن أعشق فتاة من غير ديني. كنت بعد صغيرا معتدا بنفسه، وفرحا بارتعاشة قلوب البنات وأنا أحدثهن. كنت أتعمد أن أطيل النظر في عيونهن، ثم ابتسم واثقا من تأثيري عليهن. بدأت علاقتنا ونحن صغار"

.. ومع فصل "ماريا" النصرانية القاهرية التى قدمت مع أبيها مفتش الزراعة إلى قرية فردوس شاركتها المشكلة (أنها نصرانية)..
"في محافظات الدلتا لم أكن أعاني كثيرا من التصنيف النصراني والمسلم، فكلنا نلعب سويا، وكلنا أطفال تمارس البهجة، لكن بمجرد وصولي للجنوب، كان الأمر مؤلما. فالأطفال يتجنبونني، لم أكن أجد أحدا ألعب معه. حين وصلنا لبلدة فردوس في جنوب المنيا كان المنزل الذي منحته الحكومة لأبي المفتش في البراري،بالقرب من الحقول التي سيشرف عليها كمهندس زراعي.."

.. "كان البئر عميقا وباردا".. عنوان الفصل الذى إستخدم فيه ضمير المتكلم، حيث شرحت فردوس قدر المعاناة التى عاشتها فى المدينة الجامعية، حتى إستأجر الأب لها شقة خاصة وحدها..
" وكثيرا ما كانت تقول إحداهن، ديننا يقول كذا، وأنتوا عندكم زينا كده؟!. وغالبا كنت أرد بدفاع لم يطالبني به أحد: كل الأديان من عند الله والمحرم عندكم محرم عندنا..
وصرت تقريبا كلما إجتمعت معهن أدافع عن نفسي وعن ديني باعتباري متهمة. وكأن ديني يبيح العهر والفحش، فكل تحريم أو حث على فضيلة يأتي ذكره، أجد إحداهن تسألني وأنتوا كمان عندكم كده؟ وفي كل مرة أحاول أن أوضح لهن أن ديني دين السلام والمحبة، وأنه يحرم الزنا مثلما يفعل الدين الإسلامي ويحرم الكذب والفواحش مثل دينهن تماما. وفي كل مرة يقلن بغير حماس:
والله؟ فعلا؟ طيب جميل!"

.. و يجىء فصل "سلوى" صديقة فردوس المسلمة ليعبر عن تلك الرؤية الناضجة حيث كان جد سلوى من رجال الصوفية ويطلب منها رعاية المحبة مع كل الناس والكائنات.. وظلت معها حتى التحقت فردوس بالجامعة بالقاهرة، لذلك شجعتها على علاقتها الوليدة مع محمود المسلم..
"أنا سلوى زميلة فردوس ، المسلمة التي خرجت من بيت علم وتصوف. علمني جدي أن أحب كل تفاصيل العالم، لأن فيها بعضا من روح الله. كل شئ يحمل نفحة من روحه، وكلما دخل الحقد أو الغضب قلبا كلما توارت هذه الروح فينا، وكلما دخلت المحبة والتسامح قلبا كلما إقتربنا من هذه الروح. كانت فردوس تسير معي من صف لصف منذ أن دخلنا المدرسة الإبتدائية.."

.. و كان فصل زوج فردوس مستقبلا "برسوم منير نخلة"، و قد إتسم بالشذوذ و لم يعد صالحا للزواج من فردوس، وسر شذوذة قسوة الأب الذى كان يحبسه وشقيقة فى المخزن..
"كنت وأخي الأكبر نتلصص على أبي حين تأتيه امرأة تريد منه أمرا. تخرج أمي لتأمر إحدى الخادمات بعمل الشاي للضيفة ويبقى هو يقلب عيونه في بضاعته التي سيدفع ثمنها مقدما.المرأة الجالسة قبالته ترجوه بالمسيح الحي والعدرا أم النور أن يزيد لها في السعر قليلا. تعرف أن جوفه يحترق على جمالها الأنثوي، فتزيح الطرحة التي تغطي رأسها وتنسدل على صدرها وكتفيها قليلا؛ ليشتعل أبي حين يلمح بياض مفرق النهدين، فيعطي للمرأة ما تريد.."
خامسا: فصل الختام
وضح أن الفصل الأخير من الرواية "فيبى" بدا محاولة من الكاتبة لإنجاز مجمل جوهر العمل الروائى، فيه: مرت سنون طويلة على فيبى داخل الدير.. لكن قلبها كان ما يزال معلقا بالحياة، ربما كان الجزء الأكثر دهشة بالنسبة لها حكايا فردوس مع المسلمين، سواء علاقتها بمحمود أو علاقتها بسلوى وبيت الشيخ صالح.
بعد مرور شهور على حالة التوحد التي عاشتها فردوس في قلايتها قررت أن تغادر الدير... تذكرت جمعية الخلاص التي كانت قد أنشاتها بعد طلاقها من برسوم. تذكرت كل هاتيك النساء اللاتي قدمت لهن المساعدة، وحين قررت أن تذهب للدير ذهبت إلى الشئون الاجتماعية في المنيا، وأخبرتهم أنها تريد أن تتنازل عن الجمعية لهم. خطر في بالها أن تذهب للأبرشية وتتنازل لهم عن الجمعية، لكنها ساعة إنشائها استخرجت كل تصاريحها من الشئون الإجتماعية، بل وكان ثمة مفتشين يأتون إليها بشكل دوري للتفتيش وخاصة أن من تعتني بهم الجمعية من النساء من المسيحيات والمسلمات معا،وأن من يأتي إلى الجمعية يأتي مأزوما بشأن اجتماعي بحت، فهي ليست جمعية دينية، ولم تشاء أن تعطيها هذه الصفة حتى توسع دائرة مساعدة النساء المأزومات..

.. قليلة هى الأعمال الإبداعية المثيرة للتساؤل، من تلك الأعمال رواية "جسد ضيق" للروائية هويدا صالح.. ولعلى أظن أن تلك السمة إن توفرت فى عمل ما، فهو عمل فنى وجدير بالقراءة والإحتفاء به، و هكذا هو الفن الحقيقى القادر على الإضافة والإبداع.
قراءة ثقافية سريعة:
لم أدهش طويلا بعد قراءة العمل الروائى الجاد "جسد ضيق" للروائية التى رسخت وتفاعلت مع الثقافة والواقع اليومى لحياة المصريين "هويدا صالح"، أقول لم أدهش لأن أقرأ و أستوعب طموحات نص كتب ونشر بعد ثورة 25يناير 2011م و ما تأكد بثورة 30يونيو و3 يوليو 2013م.
إن كم المسكوت عنه وقد فضح فى تلك الرواية كفيل وحده لبث الكثير من المشاكل والأزمات للكاتبة و ربما لم نكن لنقرأ الرواية إلا خفية كمنشور سرى!
الجديد فى موضوع ومعالجة هذه الرواية، أنه سجل بقلم كاتبة أنثى و مسلمة، و لو جاء بقلم كاتب أو كاتبة مسيحية قد يستقبل العمل برؤية مختلفة و هو بالفعل كان لابد من إعتباره مانفيستو مسيحى!

كم النقد أو لنقل الوضوح والمعلوماتية (التى جاءت بشكل فنى غير مقحم) يشى بالجهد المبذول من كاتبة مسلمة فى فهم دواخل المجتمع المسيحى و خصوصا فى صعيد مصر.
و لا يفوتنى الإشارة إلى النهاية البسيطة الجميلة غير المفتعلة التى عبرت عنها بقرار نقل إنتماء الجمعية الخيرية لإشراف وزارة الشؤون الإجتماعية بدلا من الأبرشية فى المنيا، لأنها تتعامل و تعالج المسيحى و المسلم معا.. و هنا مربط الفرس كما يقولون!

ربما يلزم الاشارة فى كلمات أخيرة تشير الرواية إلى أن ما جاء من معاناة للقبط فى مصر لم يظهر جليا و مباشرا إلا مع بداية ظهور حركات أو أفكار الاسلام السياسى فى بداية الثمانينيات، فكل الشخصيات المؤسس للأسر والعائلات والشخصيات الشابة فى الرواية، لم نشعر معها بأى قدر من المعاناة، بل منهم من كان يدخل القرية للمرة الأولى فيجد كبيرها (الحاج صالح مثلا) فى إستقباله مرحبا و داعما.
*******
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو