الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش التصويت والمقاطعة لانتخابات 7 أكتوبر

الهيموت عبدالسلام

2016 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


1) ها هم المرشحون الذين لم نكن نراهم فقط على جهاز التلفزة أو في البرلمان وقد خرجوا من محمياتهم وفيلاتهم وضيعاتهم المسيجة ،خرجوا من حي الأميرات ،وحي الرياض، وطريق زعير، وبئر قاسم بالرباط، خرجوا من إقاماتهم الممتدة على طول شاطئ هرهورة حتى حدود بوزنيقة، خرجوا من حي راسين، حي جوته، وحي المسيرة الخضراء وحي كاليفورنيا بالبيضاء، خرجوا من أحياء لا يسكنها سوى علية القوم وطبقتها المخملية وخدام الدولة وبرلمانييها ووزرائها ،خرجوا وقد انسلخوا من ربطات العنق ومن معاطفهم المكوية بعناية وقد ارتدوا ثيابا مهلهلة ، وبتواضع طارئ مصطنع تراهم يمشون في الأسواق الشعبية ويفترشون الأرض ويأكلون صحون البيصارة والهندية ويشاركون الناس البسطاء الختان والعقيقة والجنازات ،يمشون في أزقة ليشموا هم كذلك روائح الواد الحار ويتملون مطارح النفايات ، للتندر ودائما حول واقع المزابل والنفايات الملقاة أمام أحد الأحياء السكنية ،طلب السكان من أحد المرشحين أن يبعد هذا المطرح من وسط أحد الأحياء الشعبية في حالة نجاحه لأنه مضر بصحة المواطنين وبالبيئة ،فأجابهم بأنه يعدهم إذا ما نجح في الانتخابات بدل أن يخلي المنطقة من الأزبال سيوفر المبيدات الحشرية لهذه الروائح الكريهة وكذا للفئران والحشرات ...

2) نفس المرشحين عادوا ،عاد مؤسس البلطجة والعياشة ، عاد الثوري الذي تكرش حتى عاد بلا رقبة ،عاد من يعد المعطلين بشق البحر ليحل مشكلة العطالة ، عاد من وعد بأنه سيجعل المغرب سيضطر إلى استيراد اليد العاملة من إفريقيا بعد أن لن يجد المغرب يدا عاملة محلية ،عاد بناة قناطر وجسور وبحار الوهم ، عاد الذي صارح المغاربة بأنه من أراد تدريس أبنائه يضرب على جيبو ،عاد بسبحته كذلك صاحب مقولة عفا الله عما سلف الذي تنفس الصعداء منتشيا وفرحا بفرض "إصلاح التقاعد"، وعاد من لا يستطيع حتى أن يكتب اسمه الشخصي، عادوا كلهم من يدافعون عن تقاعد هم ومعاشاتهم ، عاد خدام الأسياد ومصارعو الفقراء في قوتهم اليومي، عاد وزير السياحة الذي يقضي عطلته السياحية خارج البلد ربما تشجيعا للسياحة الداخلية، وعاد حتى الذي اغتصب موظفة نتج عنه حمل وتنكر لمولود أثبتت التحليلات المخبرية الحمضية أنه الأب البيولوجي ،عاد تاجر المخدرات وتاجر الدين وعراب الاستبداد وأباطرة الانتخابات الذين اغتنوا بسرعة قياسية، كلهم عادوا ولماذا لم يعودوا ؟ ليقبضوا ثمن حضورهم في غرفة تسجيل بحوالي 40000 ألف درهم ،وبتقاعد مريح ،وبتعويضات شهرية، وبغرف فنادق 5 نجوم ، وبالاستفادة من النقل في الدرجات الممتازة عبر القطارات والطائرات وبالإعفاء من آداءات الطرق السيارة ،أضف إلى ذلك المعاشات ونهاية الخدمة ب70 مليون سنتيم وفوق كل هذا وذاك بالحصانة التي تحميهم من كل متابعة أو محاسبة ، عادوا ليحصلوا على كل هذه الامتيازات مقابل صمتهم عن رفع أسعار حليب أطفال وصمتهم عن أسعار فواتير الماء والكهرباء ،مقابل صمتهم عن الاقتطاع للمضربين وعن تجميد الأجور وعن الريع وعن استفحال الرشوة، مقابل الصمت عن ريع أعالي البحار وريع مقالع الرمال وريع الحانات وعن ثروات البلاد وعن الصناديق السوداء ،وعن خوصصة لقطاعي الصحة والتعليم في المزاد العلني وعن إطالة عمر الاستبداد والفساد .

3) المشاركة في التصويت أو مقاطعتها تكتيك سياسي ظرفي ،قد يشارك الحزب في مرحلة معينة وقد يقاطعها في مرحلة أخرى داخل نفس النظام السياسي ، ما يهم هو خلفية المشاركة هل هي خلفية نضالية ؟ بما يعني هل هي لاستثمار اللحظة السياسية للتعريف بالبرنامج السياسي للحزب المشارك في العملية الانتخابية والالتقاء بأوسع الجماهير لإقناعه بالقيم والمرجعية والأهداف والإنجازات الملموسة التي سيحققها هذا الحزب على الأرض، أم هي خلفية اقتسام الغنيمة والحصول على هامش من التدبيرومن الحقائب والامتيازات كما هو شأن الأحزاب التي صنعتها الدولة؟
المقاطعة للانتخابات في ظل نظام مغلق وتقطيع انتخابي مخدوم ورفض للتسجيل التلقائي عبر البطاقة الوطنية كما هو الشأن في كل الدول الديمقراطية، وإشراف لوزارة الداخلية بدل لجنة وطنية مستقلة واحتكار جميع السلط بيد المؤسسة الملكية ، بل ومقاطعة تسجيلا وتصويتا وترشيحا لأوسع فئات الشعب المغربي لهذه الانتخابات وخاصة في صفوف الطبقة المتوسطة ،كل هذا كان كافيا لينتبه دعاة التصويت إلى المقاطعة الشعبية الواسعة لهذه الانتخابات المتحكم فيها سلفا ،والتي لم تنتج سوى أجهزة صورية يتحول من فيها للدفاع عن مصالحهم وعن استمرار الريع والدفاع عن الفساد والاستبداد ،المقاطعة رفض للمساهمة في إعادة إنتاج نفس الأوضاع ونفس النخب ونفس المؤسسات، المقاطعة ليست موقفا عدميا من النضال السياسي بدليل انخراط معظم المقاطعين في الحراك النقابي والسياسي والحقوقي والشعبي طيلة السنة ،والشيء نفسه بالنسبة لمناضلي فيدرالية اليسار الذين لا يقلون انخراطا في الحراك السياسي ولا ينتظرون اللحظة الانتخابية كما هو شأن معظم الأحزاب التي تحولت إلى وكالات انتخابية بامتياز.
رهان المقاطعة كان سيكون رهانا سياسيا حقيقيا لو التفت حوله القوى المناضلة لجعلت المخزن يقبل بالتفاوض حول شروط لعبة عمرها ما يقارب 60 سنة ،إنها انتخابات لم تحمنا حتى من لسعات العقارب ولم تحمنا حتى من هجمات الخنزير البري ،60 سنة مازال الدور تسقط على رؤوسنا ، ومازال خيرة الكفاءات تكسر جماجمهم أمام البرلمان، بعد 60 سنة ما زالت النساء تلد أمام أبواب المستشفيات ،ويدرس بالقسم الواحد 60 تلميذا ،ومازالت العديد من القرى والدواوير تعاني من العطش ،60 سنة ومازال الشركات الأجنبية تجمع أزبالنا وتدبر توزيع الماء والكهرباء والصرف الصحي
هل صدفة في كل انتخابات تجدنا نتأخر في التنمية والصحة والتعليم والحكامة والتشغيل والحريات الفردية والجماعية ونتقدم في الفساد والارتشاء والبؤس والهشاشة والفقر والتعاسة ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ