الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ثار الشعب السوري: شعار الفقر في سورية من يبحث عن الفقر لدينا يجده بسهولة

كرم خليل

2016 / 9 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حينما نقرأ في اجنداتنا يوم 17 اكتوبر من كل عام لا احد يستطيع ان يتغافل هذا اليوم ... ففي هذا اليوم يحتفل العالم بحدث هام وهو " اليوم العالمي للقضاء على الفقر " والذي اختارته الأمم المتحدة لزيادة الوعي بالحاجة إلى القضاء على الفقر و العوز في كل الدول، خصوصا الدول النامية - و هي حاجة أصبحت أولوية تنموية. ألتزم قادة العالم في قمة الألفية أن يقللوا للنصف بحلول العام 2015 عدد من يعيشون في فقر مدقع - هؤلاء الذين لا يزيد دخلهم عن دولار واحد في اليوم ... لكن بالرغم من ذاك نجد اكثر من مليار جائع في العالم لا يزيد دخلهم عن دولار واحد في اليوم بالإضافة إلى ما يمر به العالم اليوم من مشاكل وأزمات متعددة ... وبالنظر الى الوضع فى سورية بالمقارنة بهذه النسبة نجد ان أن نسبة الفقر في سورية تصل الى 11.4 في المئة استناداً الى خط الفقر الأدنى. وتزداد هذه النسبة لتصل الى 30.1 في المئة من عدد السكان عندما يتم استخدام خط الفقر الأعلى حيث يمثلون 5.3 ملايين شخص .. وهذه الارقام لم تاتى هباء ولكنها هى نتائج الدراسة الاولى من نوعها والتى قام بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع هيئة تخطيط الدولة دراسة تحليلية شاملة عن الاقتصاد والفقر في سورية، غطت الفترة ما بين 1996 و 2004 .. وقد اكدت هذه الدراسة على أهمية مراعاة الأثر السلبي لتفاوت الدخل حيث ان أدنى من 20 في المئة من شريحة الدخل تنفق بنسبة 7 في المئة فقط من اجمالي النفقات في سورية و أعلى من 20 في المئة تنفق على 45 في المئة .. واذا نظرنا بالعين المجردة على الوضع فى سوريا سنجد ان 30% من السكان فقراء و2 مليون يعيشون تحت خط الفقر اى انه لدينا فى سوريا ما يقرب من 5.3 ملايين فقير... فمن السبب اذا فى ذاك ؟
لا احد يستطيع ان يغفل دور الحكزمة السورية فى تفاقم هذا الوضع المخيف للفقر فى هذه الدولة التى تحوى ثروات لا يمكن اخفائها او تغافلها ويظهر دور الدولة جليا اذا نظرنا الى انه من بين كل ثلاثة مواطنين نجد فقيراً بامتياز ومن بين كل 2.5 فقير هناك شخص يعيش تحت خط الفقر بجدارة وذلك يرجع الى تجاهل دور الحكومة من خلال عدم زيادة التنمية وانخفاض الرواتب والأجور وعدم العمل جدياً لخلق فرص عمل تقضي على البطالة المتفشية خاصة أن الدولة كانت تقود وتوجه الاقتصاد وتحمل أعباء التنمية واستطاعت الخطط الخمسية السابقة أن تقضي على الفقر وتكافح البطالة وترفع معدلات النمو وتزيد التنمية على الورق .... لقد غابت الشفافية عن طريقة التعاطي الحكومي مع مسألة الفقر وسيؤدي ذلك بالتأكيد إلى انعكاسات سلبية كبيرة لأن خطة تنموية تغيب عنها التحديات الماثلة ستكون فاشلة من حيث النتائج وإن معدلات النمو الموضوعة هدفاً لا يمكن أن تسهم في تحقيق المطلوب لأن (اللعب) بالأرقام مسألة يستخدمها البعض بسهولة ما يخلق واقعاً أكثر مأسوية ويعزز اتجاهات (تفشيل) الخطط لأن ما بين 9.9% و11.4% من جهة و30% من جهة ثانية وهي نسبة الفقر لدينا مسافة تحتاج إلى إجراءات مختلفة تماماً .
وبالرغم من ان الحكومة السورية أفرجت الحكومة مؤخرا عن بعض الملفات الاجتماعية المحبوسة في الأدراج وحولت 16 مليار ليرة سورية من خزائنها إلى جيوب العاملين في الدولة والمتقاعدين دعماً لتعويض التدفئة الا ان ايراداتها ارتفعت بنسبة 150% بعد رفع أسعار المازوت من 8 ليرات إلى 20 ليرة سورية كما انخفض الدعم الحكومي لسعر المازوت من 28 إلى 16 ليرة لكل ليتر على افتراض أن كلفة الليتر 36 ليرة أي بنسبة تتجاوز 50% ... لكن المشكلة ان هذا الوفر الذي تحقق لخزينة الدولة بعد رفع أسعار المازوت خرج من جيوب جميع المواطنين العاملين في القطاعين العام والخاص والفئات الأخرى الغنية والفقيرة ألم يكن من العدل تشميل جميع المستحقين من هذه الفئات بالدعم النقدي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي