الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العفالقة الجدد ...؟!

جاسم هداد

2005 / 12 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رافق العراقيون حلم المشاركة في انتخابات ديمقراطية حرة طيلة فترة التسلط البعثي الفاشي ، وكانت احزاب المعارضة العراقية وقتذاك بكافة تلاوينها ، العلمانية والمتأسلمة ، اليسارية واليمينية ، الماركسية والقومية ، توجه انتقاداتها الحادة والقاسية لصدام وعصابته الفاشية المتحكمة برقاب شعبنا العراقي ، وكانت تندد بجرائم النظام واساليبه القمعية الفاشية وهي محقة في ذلك ، وكانت تعد الشعب العراقي كادحيه ومستضعفيه ومظلوميه بأنها سوف تعيد لجميع هؤلاء حقوقهم ، وسوف تزيل عنهم وعن ارض الوطن عسف وظلم النظام البعثي الفاشي ، وان شمس الحرية ستشرق وظلام الليل الدامس سينجلي ، وصحفها التي كانت تصدر في الخارج مدبجة وزاخرة بالكثير من هذه الوعود " النضالية " ، واعتقد ان من عانى الغربة اطلع على العديد من صحافة المعارضة العراقية ، وقرأ مثل هذا الكلام .

بعد سقوط الصنم وزوال كابوس الدكتاتورية عن عراقنا الحبيب ، عبر العراقيون عن فرحهم لشروق شمس الحرية ، وهبوب رياح الديمقراطية ، وان حلمهم بأنتخاب مجالس بلدية او نيابية لتدافع عن مصالحهم قد تحقق ، وانه منذ الآن بإمكانهم انتخاب من يحكمهم ، وان زمن " بيان رقم واحد " ولى دون رجعة ، ويستطيع المرء ان يقول رأيه بصراحة ودون خوف ، وله الحق بإنتقاد المسؤول الحكومي مهما كان منصبه الوظيفي وبدون ان توجه له تهمة " قلب نظام الحكم " او " العمالة " .

وعندما تم الأعلان عن نية الدولة تنظيم اول انتخابات في الثلاثين من كانون الثاني 2005 لأنتخاب جمعية وطنية ، زحف العراقيون بالملايين رغم كل المخاطر وتهديدات الأرهابيين ، وقدموا الشهداء من اجل انتصار الديمقراطية ، ورغم ما رافق العملية الأنتخابية من تجاوزات وسلوكيات شائنة لا تليق بمن قام بها ، وافق الجميع على نتائجها من اجل انجاح التجربة الديمقراطية الأولى ومن اجل دفع عجلة العملية السياسية خطوة الى الأمام املا ً في تقصير عمر الأحتلال وإعادة بناء الدولة العراقية وتوفير المستلزمات الأساسية لأنسحاب القوات الأجنبية ، وعزى البعض تلك الخروقات والتجاوزات لضعف تجربة الديمقراطية وثقل تركة النظام البعثي الفاشي .

وفي الأنتخابات الأخيرة 15 كانون الأول 2005 ، بلغت التجاوزات والخروقات حدا لا يمكن السكوت عنه ، فمن شراء ذمم ضعاف النفوس ، واستغلال حاجة الناس ، واتباع اساليب التهديد والوعيد ، الى مهاجمة مقرات الأحزاب المنافسة وحرق مقراتها ، وإغتيال الناشطين السياسيين ومرشحي القوائم المنافسة ، وهذه الأساليب هي بعينها اساليب البعث الفاشي ، والغريب في الأمر ان هذه التجاوزات ليست عفوية بل هي منظمة وتنفذ وفق توجيهات من قيادات سياسية عليا ، اما المنفذون فهم نفسهم الأوغاد الذين كانوا يهتفون لصدام حسين " بالروح بالدم " ، وهم نفسهم البلطجية آكلي السحت الحرام والذين لا ذمة لهم ولا ضمير ولا دين ، ينبحون لمن يدفع لهم اكثر ، وهم نفسهم الذين نهبوا اموال وممتلكات الدولة العراقية والتي هي ملك للشعب العراقي عند سقوط النظام المقبور ، هم نفسهم كتبة التقارير والمشاركين في القاء القبض على ابناء شعبنا العراقي من اجل تجنيدهم لمحرقة البعث الفاشي وكما وضحت ذلك صور الهجوم على مقر الحزب الشيوعي في الناصرية ، ولكنهم فقط اطالوا لحاهم وتلبسوا بالدين ، وهي من لوازم العهد الجديد .

دعوة لأحزاب الأسلام السياسي الشيعي ، اذا كانت حقا انها تناضل من اجل " اجتثاث البعث " فهي مدعوة قبل غيرها الى ادانة كل الأساليب البعثية الفاشية وبشكل علني وامام الشعب العراقي وتعلن برائتها من كل ذلك ، وتقوم بتطهير صفوفها من هذه العناصر البعثية الفاشية ، ولا تسمح لها بتشويه نضالها المعبد بدم الشهداء ضد الدكتاتورية الفاشية ، وان تنأى بنفسها عن كل ما يسئ لصفحات نضالها . فهؤلاء الأوغاد هم نفسهم من كان دعامة نظام البعث الفاشي ، وهم نفسهم من سهل لنظام صدام حسين الأجرامي قمع انتفاضة شعبنا عام 1991 ، وهم نفسهم من سهل لنظام صدام وازلامه المجرمين قتل الشهيدين الصدرين ، وشهداء المقابر الجماعية .

دعوة مخلصة فهل لها سامع ومجيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و