الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصيرةُ القطوفِ الدّانية

كمال تاجا

2016 / 9 / 26
الادب والفن


بصيرةُ القطوفِ الدّانية

معَ أنّه لاتزالُ هناك مواسمُ خيرٍ
مُقْبِلةٌ مُدْبِرة معاً
ومواعيد قطاف تجري
كتنوع محاصيل
في خصوبةِ تُربةِ كُلٍّ مِنّا
حسب إروائنا لبذار شهيتنا
حتى تنهض براعم مطامحنا
بغلال جود
غنية عن الوصف
في محصلة اجتهادنا
-
وهناك حقلٌ بهيجٌ منَ التَّيسير
تنبتُ فيه زهورُ مُنىً
مُتبرِّجةٌ
بتلوينات
من تباشير فرد عقدة
جبيبنا
تخرجُ مِنْ أكمامِها
براعمُ غضة فتيّةٌ
كآمال خصوصية
من التّأثيرِ الشّاهدِ
على قطافِنا اللذيذ
من التّلمُّظِ
المثير للشَّهيّة
-
ولِنجنيَ منها ثمارَ
بهجةٍ يانعة
ومن حقول خصبة
زرعنا فيها أعنابا ونخيلا
و تينا وزيتونا
لتعدنا بمنافع جمة
مِنْ أجود المحاصيل
لإملاء جوف نهمِنا
-
وعندها مفرداتٌ غنيّةٌ
عنِ التّعبير
لِدفعِنا قُدُماً
في رفع مستوى الإدراك
الكامن فينا
معاني وارفة
*
ولديها قوة دافعة
لنبحر في خضم انهماكنا
سواريَ شاهقةً
لقلوعٍ مُوافقة تسري
فوق مراكب متهادية
على مَتْنِ رياح نزقة
تلوح
وبكُلِّ صفقةِ ريحٍ مواتية
لجلب محاصيلِ ظفَرِنا
إلى بيادر امتناننا
-
و عندها مقدرةٌ فائقة
على توليفِ الصّورةِ الحقّة
لتوضيحِ مغزى فرحِنا
ولمُعايرةِ السقوط بمغطس
إرجوحة أحزاننا
في كل فشل زريع
-
و عندها الكثير من الصراحة المطلقة
لتوثيق آرائِنا
وهي تجري طيعة
جزلة ومقنعة
على شكلِ شروحٍ مُطوَّلةٍ
من إجادةِ التّعبير
عن نيلنا أربنا
-
ولكل ما يعمل على تحسُّنِ أحوالِ
نتاجنا من الفاكهة
التي تتلمظ في سلوكنا
وبتلون ذائقتنا
لتقويم رتم أداؤنا
كقاطفي غلال شهيتنا
من على أشجارنا المثمرة
-
و عندها حديثٌ طويلٌ عريض
عن تفاصيل جَنى مؤمَّلة
للحصول على متطلّباتِنا
العصية عن التحصيل
-
وكي لا نبذر الهباء
في تربة الخواء
لحصاد الهشيم
-
و نحن الذين نسعى
في تناولِ فاكهةِ التميّز
ومن قطاف الإبداع
لثمار النخبة
لجني خصال التفرد
من على أغصان تفانينا
للرفع من شأن انجازاتنا
ذات النوعية العالية
-
و في صقل مواهبنا
وفي وقتِها المناسبِ
منَ الإجادةِ
التي تدل على علو باعنا
للحصول على وسام الجدارة
و ميدالية التقدير
و من على منصات التتويج
-
ما يتيحُ لمطامحِنا
أنْ تُرتِّلَ
أعذبَ ألحان استردادِ الرَّوْعِ
و من براثنِ الأخْذِ عنوةً
للحصول على غنائم
لهفة انتصارنا
لحظة اعتدادنا بأنفسنا
و من إمساكنا ومن رقبة
صلابة
قوة إرادتنا
-
وبغتةُ -- البهجةِ تؤمُّ المكانَ
كوطء مباغت
لتزهوَ وقفةُ الوردةِ المُعبِّرة
على رقرقةِ صفاءِ
صفحةِ الانسجام
لتزجي أريجها
الواقف كشهقة
نثر عطر
على فم الأثير
وقبل أن ينطق بطيوبه
-
وتجلو الصورة
على ضوء لمعانِ ألوانِ
أمعانات الحقيقةِ الغائبة
الّتي تُعذِّبُ وجهَ المُعاناةِ
بالرّائحةِ الزّكيةِ للفَحوى
والمُعطَّرةِ بالبِشْرِ الهَنِيّ
-
وليطلق أسْرُ الاِنقباضاتِ
منْ قيدِ الإنكبابِ
الطّاردِ للهِنات
-
وبالتّصدي الّذي سيردّ
الرّدّ المُناسبَ
على الاِنكفاء للوراء
عند تَلقّي الصّدمة
-
لأنَّ الحرّيّة
هي مِنْ وضوحِ الرؤيا
ومن العودةِ إلى الصّواب
على سَوارٍ مُحلِّقة
من بلوغِ الأَرَب
ما يكفي لأن ترفعُ
من قدْرِ امكانياتنا صعداً
مهما تضاءلت
اندفاعاتنا من السحيق
-
ولها أيضاً ..
إطلالةٌ عاجلة
على كُلِّ وجْهاتِ نظرِ
العَتْقِ الآني
والمدججة بكل توقّعاتِ
إطلاقِ السّراحِ الفوريّ
مِنْ أجلِ أنْ يعدوَ الصّفحُ
عدوَهُ الحُرَّ في ميدانِ الأماني
-
والتوقع المتابع للحثيث
والذي يمر كدب الدبيب
من وراء جفن غفلتنا
يشتبكُ معَ اليقينِ
في تحقيق مَلذّاتٍ طليقةٍ
غايةٍ في الأهميّة
لكلِّ ما هو آتٍ
من طموحٍ بشريّ
و انجازاتٍ إنسانيّة
للرفع من قدرنا

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل