الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساريةُ القِفار

كمال تاجا

2016 / 9 / 26
الادب والفن


ساريةُ القِفار

ساريةُ القِفار
تلويحة أفق متعبة
تثير غبار ~ أسفار
ما لا يخطر على بال
سكينة خاملة
وهي تقوم بمد يد نائية
بالكاد تلوحُ للمدى المُتواري
إلا بهبوب نسائم مغمسة بالندى
على متن رياح عابرة
تسقط متهالكة في عبابنا الضيق
مما يحثنا على التقاط
أنفاسنا المتهالكة
من اللفظ المتواصل
-
والريح ثمالة مترنحة
تنحني لكلِّ خفقةِ
هَوىً واهِنة
-
والنسمة المنعشة
تدب بالنفس المتعطشة
وعلى شكلِ خفض جناحٍ متعب
لمرور مواكب البراءة المتوقفة
أفق نظراتنا المترقبة
وعلى بساط ريح طيبة
لهوادة لا تكشفُ
عن وعورةِ الأبعادِ السّحيقة
ولا عنِ امتدادِ تضاريس وأعباء
عبورِالدرب الشّاقِّ الطّويل
والّذي لا يُهِمُّ إِنْ بَدا
أو إِنِ انقضى
-
ثَمَّةَ اِصغاءٌ للمَضاءِ
في أنْ يحزمَ أمرَه
في تنوّعِ مقاصدِنا
وتعدد مطالبنا
وتبعثر مطامحنا
كنرد يدور
كضربة حظ
ليس له وقفة
أرجل ثابتة
-
القِفارُ الّتي تجوبُ في الخَلاء
لإفساح المجالِ للخيال
في أنْ يشتطَّ
و يذهبَ بعيداً جداً
في تضعضع نواحينا المُتهالكة
كي ندب على وجوهنا
كضربة شمس
من مغطس حامي
إلى حمام
وجع رأس
مما يحولنا إلى
ضراوة خامدة
فوق رماد
منتهى الحدة
-
وما هذا الخوضُ المُرُّ
في عواقب من تعدد الإشكالات
ومحاذير من تنوع التوقعات
المخالفة للواقع
الّذي ينتفضُ حانقاً فينا
لِيُعكِّرَ أمزجةَ تقلُّبِنا
وفي انكساراتٍ مُتعاقِبة
بالكاد تتلقَّفُ ترنحنا
-
ثَمَّةَ مَنْ يعملُ على تسريعِ
حِدّةِ انفعالاتِنا
من توعك
أصقاع تُباعدَنا
وتردي أوضاع تُدانينا
ومن توازع اختلاجات
لرعشات ساكنة ألحاظ
سقطة الرمش
في مطب العسرة
كطعنة قصر نظر
-
ونحن نستهلك تأملاتنا
ونضيع وجهات نظرنا
نسرف بإمعاناتنا
في فنجرة عيون
تاهت عن الرؤى
ونترك شاشة بصيرتنا مشوشة
ناشبة ألحاظ
على كل ارتداد للطرف
لنسد أفق
توارد الخواطر
-
ثمة خلافٍ ينشأُ فيما بيننا
و على خلاف
وجهات النظر
لينشب صراع
يشتبكُ معنا
في تنوّعِ مقاصدِنا
وتشتت مرامينا
-
ويتجهَّمُ في وجهَ خروقِنا
ويتآمر على إخضاعنا
و انصياعِنا لمصائر انهزامِنا
في معارك الأمر الواقع
-
لنتلوى بأوجاع شتّى
مِنَ النّفورِ المُمِضِّ
ونفقد مصداقيتنا
كمهزومين إلى ما لا نهاية
-
والتذمر يتلكأ
في عدم مُعالجةِ الأمور
دون حسم
عن السداد لوعينا المخطوف
من بصيص عيوننا
في ضروب عيش
حياة مؤسفة
-
أم أن الحياةُ ثمرةُ عَناءٍ فَجَّةٌ
ساقطةٌ على عَجَلٍ
وقبلَ أوانِها من الجنيِ
على تربةٍ هشّةٍ جرداءَ
من جرّاءِ جفافِ الوقتِ الرّاهن
ونضوبِ هنيهات كانت مُشارفِة
على الاِنتهاء
دقائقَ صعبة
و هي تخفت ببطء
وعلى وقع أنفاس معطلة
للتو متوقفة
-
ونعاني من ذبول الاِكفهرارِالجاري
في تجهم وجوه تلقينا العون
أهوالا عاتية
لِتجعلَ هذه الحياةَ القاسية
جافة جرداء
و الأنفاس عديمةَ الفائدة

كمال تاجا ـــــ 29-9-2013

















































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل