الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقالة الوزير بعد اقالته .. !

علي فهد ياسين

2016 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


استقالة الوزيربعد اقالته .. !
الاحداث في العراق لاتشبه مثيلاتها في اي مكان في العالم، لابالتوقيتات ولابالاساليب ولابالادوات ولابالاسباب ولابالنتائج، وعلى نفس المنوال لاتجد تشابهاً بالاسس والسياقات والبرامج والاهداف وعموم طرق الاداء الحكومي بالمقارنة مع تجارب العالم بكل تصنيفاتها ومشاربها الفكرية، وكأن أحزاب المنطقة الخضراء وقادتها حريصون على تقديم (نظرية) ادارة جديدة ومبتكرة للحكم يصفق لها العالم ! .
يُسجل لهؤلاء(القادة المتضامنون) نجاحهم في امتصاص زخم الحراك المدني وتحجيمه، من خلال تشكيل مايسمى بـ (جبهة الاصلاح) التي تحول نوابها فجأةّ الى وطنيين حقيقيين يستجوبون الوزراء (الفاسدين) ويصوتون على اقالتهم ، وكأنهم كتلة جديدة مستوردة من الخارج فوجئت بتفشي الفساد وتبنت سياسة التصدي له واسقاطه !.
هؤلاء (الفرسان) الجدد لازالوا أعضاء في كتلهم وأحزابهم التي جاء منها الوزراء المقالون، وسيأتي منها كذلك بدلائهم، وفق المحاصصة الطائفية التي تبناها وتمسك بها وفرضها قادة كتلهم منذ سقوط الدكتاتورية، وهم ملزمون بالخضوع لضوابطها رغم انوفهم، وما الضجيج الاعلامي( الوطني)المفتعل والمثير للاشمئزاز، منهم ومن ابواقهم الساندة، الا نماذج للدجل والتضليل الذي لم يعد ينطلي على عموم الشعب، قبل المراقبين للاحداث .
لقد تم اقالة وزير الدفاع وبعده وزير المالية بعد استجوابهم في البرلمان، والمفروض أن الاقالة تؤكد تهم الفساد وسوء استغلال السلطة، وعلى هذا كان يجب تقديم المقالين للقضاء حسب الدستور والقوانين النافذة، لكن ذلك لم يحصل، وبدلاً عنه تم اعتبارهما لاحقاً مستقيلين (ليتمتعا بحقوقهما المالية)، وتتم مساواتهما مع الوزراء المستقيلين منذ اشهر، وقد جرى كل ذلك بعيداً عن الاعلام، وخضوعاً لاتفاقات المحاصصة الطائفية التي دمرت العراق .
الى الآن لم تبادر(جبهة الاصلاح) لفتح ملفات اداء الوزراء المستقيلين،على الرغم من تصريحات قادتها باستشراء الفساد في كل الوزارات والمؤسسات الحكومية، وكأن الوزير المستقيل معفى من الملاحقة القانونية، لتكون الاستقالة ملاذاً للفاسدين .
لقد انفرط عقد كابينة العبادي الوزارية منذ شهور، وجاءت اقالة وزيري الدفاع والمالية ضربة مضافة لوزارته، وهناك مواعيد جديد لاستجواب وزراء حسب برنامج جبهة الاصلاح(الوطني جداً)، مما سيفرض على العبادي تهيئة مرشحيه لوكالة الوزراء المقالين (عفواً.. الذين سيستقيلون بعد الاقالة)، وعليه أن يكون (جريئاً ومقداماً وشجاعاً) كي يقود وزارته (المتهرئة) بكفاءة مستنداً على، أن حزبه وكتلته والاحزاب والكتل المتضامنه معهم منذ سقوط الدكتاتورية، ليس لهم اشباه في العالم !.
علي فهد ياسين









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خداع وكذب لانهاية له
علي عدنان ( 2016 / 9 / 26 - 17:06 )
وهكذا يبقى شعبنا المبتلى باقزام المحاصصة الطائفية والاثنية تحت رحمة كذب وخداع يبدو ان لانهاية له وهم بطريقة الخداع التي درسوها جيدا خلال اعوام من سرقة الشعب المغلوب بل وتحطيم بنيته الطبيعية يتبادلون الادوار ويعتبرون انفسهم الكاذبين واشباه المتعلمين مسؤولين عن حياة هذا الشعب !!! لا ادري متى يعرف الناس مدى خداعهم وكذبهم الشيطاني


2 - خداع
علي فهد ياسين ( 2016 / 9 / 27 - 08:07 )
نعم هي جولات خداع تتكرر في كل انتخابات لبقاء الوضع تحت سيطرة الفاسدين الذين يخدمون جميع الأطراف ماعدا الشعب الذي ينتخبهم

شكرا لمرورك ومشاركتك الحوار عزيزي علي عدنان

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية