الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الحضاري: امتداد نظرية قديمة إلى عصر مابعد العولمة:

زهير دحمور
باحث

2016 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أدى صدور كتاب "صدام الحضارات إعادة صنع النظام العالمي" لمؤلفه صامويل هنتنغتون إلى تضارب في وجهات النظر بين مختلف المهتمين بتحليل الأوضاع الدولية الاقتصادية منها والسياسية، والذي حاول فيه البرهنة على تحول العالم من صراع الإيديولوجيات إلى صراع الثقافات والحضارات التي تتفكك شيئا فشيئا من خلال التمايز بين الجزيئات التي تشكل في الظاهر كيانا واحدا، وهو ما تحاول من خلاله دول المركز _أو بالأحرى هنتنغتون نفسه_ جعل التحديث مرادفا للتغريب، وبه تحويل فكر العالم الذي كان يؤمن في مرحلة سابقة بالاختلاف إلى مرحلة يمكن أن نطلق عليها الأحادية الفكرية التي تتلخص في ما اُصطُلِح عليه بعصر العولمة.
لم يكن مُرَحبا بهذه النظرية لأسباب كثيرة لعل أبرزها ما يمكن تشبيهه بارتداء المجرم مئزر طبيب جراح داخل غرفة العمليات، وهو الشيء الذي استهجنه الكثير من نقاد هذه النظرية التي تسعى إلى إعطاء شكل جديد من الاستعمار والاستعباد للشعوب الهامشية من طرف شعوب تمثل في الأصل أقلية قد أغفلت تركيب بنيتها الهجينة القابلة للانشطار في ظل شعور الآخر بالاغتراب الذي يزيده تمسكا بهويته الثقافية، وهذا ما يفسر لنا الاستعداد لمرحلة ما بعد العولمة.
ستكون فكرة ما بعد العولمة مختلفة عما سبقتها من المابعديات إذ أنها لن تحاول تفكيك أو طمس العولمة بقدر ما تحاول غربلتها والانتقال بها إلى مفهوم ما بعد كولونيالي تضمن فيه الشعوب حقها في التعبير عن خصائصها المميزة لها، والإقرار بالاختلاف دون الرفض والفرض، ويمكن أن تكون هذه الغربلة ناتجة عن الخوف من كل ما هو آخر في الوقت نفسه الذي لن تستطيع إهمال ما أنجزته العولمة وما ساهمت في بنائه من تسهيل التقريب والتواصل بين شعوب المعمورة، ومع أن فكرة ما بعد العولمة ستكون رومانسية بعض الشيء بهذا المفهوم فإنه من العسير التنبؤ بما إذا سوف يتخلى المركزيون عن مركزيتهم أو تتخلى الذهنية القوية التي تعاني _لا محالة_ من تضخم الأنا عن سلطويتها التي لا تعترف بالأخر ولا تؤمن بالحوار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة