الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة أسقط البندقية وكسر غصن الزيتون

تميم منصور

2016 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة أسقط البندقية وكسر غصن الزيتون
تميم منصور
الخطاب الذي ألقاه محمود عباس باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين لا يناسب في مقاسه طموح ومتطلبات الشعب الفلسطيني، لأنه لا يُعبر في روحه المطلبية الوطنية عن تطلعات شعب يرزح تحت أسوأ احتلال عرفه التاريخ منذ نصف قرن.
وهناك معلومات بأن عباس أطلع الأمين العام للجامعة العربية المعروف بسقوطه القومي والوطني والسياسي عميل أمريكا المعروف على فحوى هذا الخطاب، فقام أبو الغيط بفكسسة هذا الخطاب للسفير الأمريكي في القاهرة.
إذا كانت هذه المعلومات صحيحة فإن محمود عباس وحاشيته من امراء وسلطة لم يعودوا يؤتمنون على فلسطين وشعبها، ونأمل أن لا تكون صحيحة إذا كان الخطاب قد مر بمرحلة من مراحل الغربلة أو لم يمر فإنه كان خطاباً مبتوراً، ضعيفاً، عاجزاً، جافاً لأنه أي عباس عبر من خلاله عن حالة اليأس وفقدان الأمل والانهاك الذي تعاني منه القيادة الفلسطينية كما أنه لا يمثل تطلعات وروح الشعب الفلسطيني.
جاء الخطاب كي يُفهم العالم ويُفهم الأمم المتحدة بأن هذه المنظمة العجوز ملجأ العجزة التابعة ضمناً إلى وزارة الخارجية الأمريكية لم تُقدم الدعم الكافي للشعب الفلسطيني، وهل هذا اكتشاف جديد؟.
منذ غياب الكتلة السوفياتية عن الساحة السياسية ابتعدت القضية الفلسطينية من مقدمة الاهتمامات لغالبية مؤسسات الأمم المتحدة، وتم نقلها بعيداً عن أولويات غالبية الدول الأوروبية.
الروح الباردة البعيدة عن أية مناخ ثوري لخطاب عباس يلائم المناخ السياسي في الدول الأوروبية ومناخ الأمم المتحدة، هناك قضايا تشغل هذه المنظمة، ومعها منظمة مجموعة الدول الأوروبية في مقدمتها الاتفاق النووي الإيراني ومسألة محاربة الإرهاب، الذي غزا أوروبا وأمريكا ومشكلة موجات اللاجئين الجدد.
إن أسباب إزاحة حالات اهتمام غالبية دول العالم، ومعها الأمم المتحدة القضية الفلسطينية من أولويات اهتماماها كثيرة في مقدمتها الانقسامات الفلسطينية الفلسطينية، والعربية العربية والإسلامية الإسلامية ، وقد جاء عامل الزمن الذي ترك القضية الفلسطينية وراءه وعزز هذه الأسباب، لقد تحول عامل الزمن إلى قناعة لدى الكثير من دول العالم بأن النكبة وتشريد الشعب الفلسطيني، وعدم الاعتراف بحقه بإقامة دولته جميعها أصبحت جزءاً من المسلمات التي لا تستحق النقاش.
هذا بدوره حول الاحتلال والحصار إلى روتين سياسي شبه شرعي، لا حاجة لاجتراره كل يوم، لأنه لا جدوى من هذا الإجترار.
ما يُميّز خطاب محمود عباس أمام الجمعية العامة، والخطابات التي سبقته وربما التي ستأتي بعده هو بأن عباس هو الزعيم الوحيد الذي وقف فوق خشبة الأمم المتحدة ليتحدث باسم الشعب شعب لا دولة له وغير مستقل.
كشف هذا الخطاب حالة عباس النفسية، وحتى الجسدية، كان تعباً حتى أن هناك من شبهه بشجرة النخيل اليابسة ، الى كانت كلمات الخطاب في معظمها تكراراً يرددها كل مرة، يتخللها حالات من الانفعال الكلامي والتهديد بعصا الأمم المتحدة لمعاقبة إسرائيل ، لكن غالبية كل الذين يتواجدون في قاعة الاجتماعات وغيرهم ممن شاهدوا هذا الخطاب عبر الفضائيات يؤمنون بأن خطابه جعجعة بلا طحين، أي أنه لا يفعل ما يقوله، لأن هناك أجندات أجنبية وعربية أقوى من تهديده ووعوده لا يستطيع تجاوزها.
حاول في خطابه كعادته أمام أعضاء الجمعية العامة والعالم أن يظهر بمظهر رجل السلام يرتدي فروة الواعظين، كان الخلاف بين الفلسطينيين وبين اليهود نزاع حدود أو مياه إقليمية أو مجالاً جوياً، إن تجاربه في تعامله مع هذه السياسية، سياسة اليد المخملية من جانب واحد لم تعلمه بأن الاحتلال يعتبر هذه السياسة خنوع واحتلال والموافقة على سياسة الأمر الواقع.
أصبح لهذه السياسة الاستسلامية مردوداً سلبياً وتبعات خطيرة داخل حركة فتح، فقد أدت إلى حدوث شرخ داخل هذه الحركة كما أدت إلى كفر الكثيرين بدورها النضالي، فهجروها والتحقوا بالفصائل الأخرى خاصة حركتي حماس والجهاد، لم تعد هذه الحركة تتحدث اليوم عن الثورة والكفاح، لأن عباس فوق منصة الأمم المتحدة في هذه الأوقات الحرجة، خاصة بعد مغيب شمس ثورات الربيع العربي، وبعد أن أصبح تكفير السعودية وحليفاتها ثورة وجهاداً وأمريكا قبلةً وإسرائيل حليفاً، هذا يذكرنا بوقفة القائد خالد الذكر ياسر عرفات لأول مرة في عام 1974، لكن شتان ما بين الاثني، وقف عرفات موقف الثائر، موقف كاسترو وجيفارا وجمال عبد الناصر، لم يطلب الاستجداء وطلقات الرحمة من أحد، وقف ولوّح بقبضته الحديدة، لأنه يعرف أن الاحتلال وأعوانه لا يفهمون سوى هذه اللغة.
قال: (جئتكم أحمل البندقية في يد وغصن الزيتون في يد، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي).
هذه لغة الشعب الفلسطيني الصحيحة، اللغة التي نطق بها ثُوار عام 1939-1936، لغة قائد قوات الجهاد المقدس عبد القادر الحسيني، ولغة جورج حبش وجورج حاوي وأبو علي مصطفى، ولغة سعد صايل وناجي العلي وأحمد ياسين وغيرهم.
هذا هو المقاس الحقيقي الذي يليق بالشعب الفلسطيني، وليس خطاب مثل خطاب عباس الذي زاد من عُري فلسطين وشعبها لأنه اسقط البندقية وكسر غصن الزيتون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا