الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزهور الشاردة

كمال تاجا

2016 / 9 / 28
الادب والفن


الزهور الشاردة

الزهور الشاردة
تسرح في فلاة البرية
كما يحلو لها من طواف
مما يمس الشغاف
كسينفونية إطراء
-
والأجواء الخالية
تعاني من هلع
سقطة الرمش
على العسرة
-
والانفراج الودي يسرح
وفي عزف غير منضبط
مع دقات قلوبنا
على قيثارة خلجاتنا
ليشفي صدورنا من الغل
القابض على شدة نفورنا
-
والمراح المستلقي على أهداب
غياهب ترنمنا
واللحن الشجي
الصادح من بعيد
يعيد لنا اتزاننا
عند السقوط صرعى
في معارك الثبات
ومما يساعد على رتق
جموح جوارحنا
من عبء تقاعسنا
-
والكل يشارك في حملات
رمي مدفعية
أشواق ثائرة
و بنصال جارحة
لعواطفنا المتورمة
-
والغوغاء شاردة أفق الضجيج
وهي تقوم بالتدقيق
بفضاء لا اكتراثنا
-
والنشوة المضللة
تطلق زغاريد مرح مدويّة
من صدح أريج
على قرع لذيذ لأحاسيس
تهتز مشاعرنا لها طرباً
-
و الغوى الصريح يغنّي
والشغف يترنم
والعصفور يزقزق
والطيور تعزف معزوفة هديل
والحساسين تقوم بترديد
أناشيد~ مطولة
من الصدح العظيم
-
والطبيعة تنشرالبهجة
على جناح العبير المنتشر
وتصدح حناجرها المشغوفة
بإطراء لهفتنا
ومن عبق رنان
تهتز له نوازعنا
وترقص له أوداجنا طرباً
على كل لفتات الصحو والانشراح
*
والنسيم العابر يشق طريقه بحزم
بما حمل من نتح ..
شذى حر
وأريج موافق
وعبير طريح
فراش تمتعنا بمنتهى السعادة
-
و الكل يسرح مع هرولة الشذى
في براري أفئدتنا
مما يساعد على إطلاق سراح
أنظارنا المهرولة
لتبل النشوة ريقها
في أسفار هوانا
*
أم أنه لا أحد يجرؤ
على وصف الحالة الشاذة الراهنة
لشدة خنوعنا
و ليس هناك من يدري
بتردي أوضاعنا
*
ولا تعقيب على معاناتنا المسحوقة
والمغلوبة على أمرها
والتي لم تحرز أي نصر
في نزاعاتنا الماضية
والتي لم تفض ~ البتة أبداً
لأي حسم يذكر
*
ولا في ردع أي أوبة مذعنة
وردها على أعقابها
لصلح وشيك
مع أنفسنا
أو وئام مظفر
مع الغير
*
وما من سبيل للبحث عن تجبير
عظم عضد
لشأفة مكسورة
في معارك سابقة
مع بطولة شأن
أو قوة شكيمة
لنضحي بصلابتنا
-
وفي كل حالة خسارة مجحفة
بحق سوء تصدينا
ننكفئ على وجوهنا
-
لنرى أسفنا متوارياً
على صفحة مرآة انكساراتنا
وطلتنا غائبة
وهيآتنا مهلهلة
في وقفة خجولة
مع طيف عدو خفي
و شبح ند لا يذكر
*
ونحن ما نزال نجر أذيال الخيبة
باختيال
يفوق الخيال
على حلبة الحقيقة
وكأننا المنتصرون حتماً و دائماً
في المعركة المقبلة
القادمة لا ريب
*
والصراع دائر
سدى
وعلى طول المدى
*
ولذلك نحن نعد العدة منذ الآن
للاحتفال بنصرنا المؤزر المؤجل
والذي سنحققه يوماً ما
على مجهول يهزأ منا
لنطرح الغامض المتنحي
خلف إغماضة عيوننا
دون أن نعرف من هو خصمنا
ولا كيف تم دحرنا
ولا أين قضى نحبه
هلاكنا
*
وعند كل هزة لذة
أو بادرة ارتعاش
يزداد انصياعنا
لطاعة القوة المفرطة
الجاهزة لدحرنا
*
وفي كل مواجهة
مع المجهول
نرتد على أعقابنا
*
و دون أن نتلقى الضربة القاضية
نقع ونطب على وجوهنا
ونخور تلقائياً
بلا عزيمة مسانده
أو عون واصل
*
ولذلك نحن نركن دائما جانبا
كمتقاعسين
عن النجاة بأنفسنا
كما لو أنه أسقط من أيدينا
طالما لا ترجى منا فائدة تذكر
على هامش أداء الواجب
ونفقد هيبتنا
كشذاذ أفاق أسطوريين
*
ونتجنب الخوض
في صراع دائر سدى
على طول المدى
-
وليس لدينا المقدرة
على التقاط أنفاس فزعنا
من على هبوب أنسام الحيوية
المطاردة جحافل تقاعسنا
*
ونتحفز لخوض غمار
معاركنا المزعومة
دون انقضاض يرجى
للحاق بوثبة
خطوة القفز الحاسمة
لنيل الأرب
*
ولا نتملى بطولات ملاحمنا
ولا نحفل بالنصر المعنوي
الساكن خلدنا البتة أبداً
*
لكننا نحتفل
كالخارجين عن الطور
بطرائف عبطنا
ونتفاخر بقهقهات غباؤنا
وننفجر ضاحكين
وفي كل محاولة يائسة
لفقدنا إملنا
*
ونلقي بأيدينا
بعدما فت من عضدنا
مستسلمين لنتيجة
الهزيمة
وما باليد حيلة ..
أو رد فعل
ولا وسيلة .. أخذ بالاهتمام
ونخور كالحمقى
فوق حلبات الخسارة
ونكاد نلفظ أنفاسنا
دون مقاومة تذكر
-
وندب على وجومنا
في مطب هاوية
تخاذل وشيك
في تخبطنا
ولا نكترث
بأخطاء عثراتنا
ولا بتلكؤ تصدينا
*
ونسقط صرعى
على الطرق الوعرة
في حوادث السرعة القصوى
الزائدة عن الحد
وكأنما لطمه جائرة
ركلت على قفانا

كمال تاجا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل