الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة الجزيرة : الرأي والرأي الآخر

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2005 / 12 / 26
الصحافة والاعلام


تلعب قناة الجزيرة دورا مهما في التأثير على المشاهدين في نقلها للخبر وتحليله الا ان التوجهات السياسية لدولة قطر تدفعها في احيان كثيرة الى اتخاذ مواقف متحيزة جدا اتجاه طرف سياسي دون آخر وسأكتفي بثلاث قضايا كانت فيها القناة اداة مسخرة ولم تقم بدورها الاعلامي الحر كما هو متوقع.
*في قضية العراق: ماتزال قناة الجزيرة تطبل وتزمر لنظام الطاغية صدام حسين وتناست محن ونكبات ومآسي العائلات العراقية المكلومة والتي شردها نظام البعث الديكتاتوري الدموي ولعل مذابح الحلبجة شبيهة جدا بصبرا وشاتيلا التي تورطت فيها اسرائيل الشارونية بتواطئ مع القوات اللبنانية الجعجعية مع فارق بسيط ومفارق هو ان النظام المقبور استعمل الاسلحة الكيماوزية لقمع انتفاضة الشعب الكردي فهل من العدل والرسالة الاعلامية الحرة ان نقول بأن نظام صدام افضل من النظام الحالي بكل اخطائه وزلاته. كما ان قناة الجزيرة لم تبين للرأي العام الدولي وضمن رسالتها الاعلامية المفترضة جرائم نظام صدام حسين ضد ابناء الجنوب في انتفاضاتهم المجيدة في عام 1991 و1999 والتي دفن فيها زبانية النظام الصدامي الناس الابرياء احياءا في مقابر جماعية تخجل الكلمة عن وصفها ، وهي وصمة عار على جبين كل دعاة الانسانية في العالم من منتظم دولي وجمعية عمومية للأمم المتحدة وجامعة دول عربية والتي سكتت بل ودعمت النظام المخلوع مقابل اغراءات مادية زائلة , ومن سيناريو دعم قناة الجزيرة للنظام الصدامي كيفية عرضها لمحاكمة صدام حسين والتي ركزت فيها على الشطحات اللفظية للمجرم صدام وتصور القناة صدام كقائد لشعب العراق وهو في الحقيقة ليس الا مجرما في قفص العدالة العراقية التي لم يمتع خصومه السياسيين ولو بجزء ضئيل من الحقوق التي يتمتع بها الآن في ظل الاحتلال , كما تركز القناة القطرية على المحامي القطري الاستاذ النعيمي لكن ما تنساه وعلى الارجح تتناساه ان الاستاذ من ضمن اللوائح التي تم العثور عليها في وزارة النفط العراقية والتي تؤكد وجود اسم النعيمي من ضمن المستفيدين ظلما وعدوانا من النفط العراقي . كما ان تغطية قناة الجزيرة للانتخابات العراقية كان مجحفا في حق الديموقراطية العراقية الوليدة حيث استدعت محللين ونقاد سياسيين من ازلام النظام السابق للتعليق عليها من هؤلاء مبعوث العراق السابق لدى الامم المتحدة والذي ملأ شاشة الجزيرة طيلة يوم الانتخابات ، فهل الديموقراطية الوليدة في العراق والمحروم منها كل الدول العربية لا تستحق الرعاية والاهتمام وهل الاصوات المناضلة والتي اعطت من دمائها للشعب العراقي لا تصلح ان تكون ضيفا على قناة الجزيرة ؟ ام ان خوف القناة ومن ورائها الرأسمال الخليجي يرتعد خوفا وتوجسا من الديموقراطية العراقية والتي ستمهد لولادة عراق جديد قد تغري شعوب الخليج الاخرى وهذا سر اصرار القناة على وأد التجربة العراقية من المهد.
القضية الثانية : يرتبط تناول الجزيرة موضعي الامازيغ والاكراد بتناول عنصري اقصائي ويتجلى ذلك بكل جلاء في ربط دائما النضال الكردي بإسرائيل وامريكا والتنقيص من وطنية ونضال الشعب الكردي وكلنا يعرف التغطية المنحازة جدا للصوت المعادي للشعب الكردي اثناء التصويت على الدستور العراقي الرائع الذي يمكن اعتباره نموذجا في التعايش الوطني وحماية الحقوق لكن القناة اصرت على محاكمة نوايا ممثلي الشعب الكردي عندما طالبوا بفيديرالية واسعة وحقيقية بإتهامهم بأن الاكراد يسعون الى تفتيت الوحدة الوطنية ، فهل القوميون العرب البعثيون على وجه الدقة ساهموا في وحدة العراق ام وضعوها رهينة في ايدي الاحتلال ؟
اما الموضوع الامازيغي فالقناة تشن حربا ضروس على الامازيغ تارة بتبيان تعارض مزيف في برامجها بين الامازيغ والاسلام وهو تعارض غير صحيح وغير قائم كما تبين الامازيغ بمظهر السكان البدو في برامجها في الوقت الذي وصل الامازيغ درجات متقدمة في التحضر والمدنية لاتزال لم تصلها عواصم بعض الدول الخليجية كما ان الاحصائيات التي تعتمدها القناة في تعداد الامازيغ احصائيات ايديولوجية لاتمت للعلم الاحصائي بصلة فالامازيغ هم سكان المغرب الاصليون ويشكلون اكثر من تسعين في المئة من الساكنة وهو ما يؤكده الواقع السوسيو لسني و اسماء الاماكن وغيرها من الادلة العلمية التي لا تخفى عن كل باحث علمي عن الحقيقة.
القضية الثالثة : التركيز على الجانب السلبي في القضايا الداخلية للبلدان التي علاقتها السياسية مع قطر في ازمة والمثال المغربي واضح فحينما يستجد موقف بخصوص الصحراء او يقع اي طارئ تستنجد القناة بقيادات وازنة ومكونة من البوليساريو للدفاع عن موقف الجبهة فيما تختار من المغرب من هم بعيدين عن تفاصيل الملف وحيثياته بعد السماء عن الارض حتى عاد المشاهد يعرف ضيفي الجزيرة من المغرب واحدهم تربطه علاقة قرابة مع احد مراسلي القناة بالمغرب , فهل بهذه الممارسات يمكن ان تساهم الجزيرة- وهي الصوت الاعلامي التي تتوفر على خيرة الصحفيين وبعضهم معتقل بصفة غير قانونية وتعسفية من اجل حرية الكلمة والخبر- ستبني الجزيرة جزيرة خالية من كل اصناف التمييز والاقصاء اي جزيرة الرأي والرأي الآخر فعلا والى ان يحدث ذلك تصبحون على اعلام حر وديموقراطي ومستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في بريطانيا.. هل باتت أيام ريشي سوناك م


.. نحو ذكاء اصطناعي من نوع جديد؟ باحثون صينيون يبتكرون روبوت بج




.. رياضيو تونس.. تركيز وتدريب وتوتر استعدادا لألعاب باريس الأول


.. حزب الله: حرب الجنوب تنتهي مع إعلان وقف تام لإطلاق النار في




.. كيف جرت عملية اغتيال القائد في حزب الله اللبناني؟