الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقار في جوبا ومشار في الخرطوم

كور متيوك انيار

2016 / 9 / 28
السياسة والعلاقات الدولية



عقار في جوبا ومشار في الخرطوم

كور متيوك
[email protected]
أن العلاقات بين جنوب السودان والجارة السودان ستظل واحدة من اهم الملفات التي سترهق وتشغل أي حكومة في جنوب السودان وهذا ليس لان اغلب مشاكل جنوب السودان السياسية و الامنية يمكن أن يأتي من السودان فبعض دول الجوار اثبتت بعد الاستقلال أنها يمكن أن تكون مصدر تهديد امني لجنوب السودان لكن بدرجة اقل مما يمكن أن تلحقها الخرطوم بجوبا من اضرار في استقرارها الداخلي و وحدة اراضيها ، ما يجعل السودان دولة مهمة وخطيرة هي معرفتها بكل القادة السياسيين والعسكريين ومستوى تفكيرهم وكيفية اغراءهم ويمكن القول أنها تملك كافة التفاصيل الدقيقة عن قادة جنوب السودان وهذا ما يسهل عليها التفكير و التخطيط .
حدثت تطورين مهمين في نهايات شهر اغسطس و الاسبوع الماضي يعتبران احداث مهمة جداً لا يمكن أن يفوت على ذهن المتابع والمراقب لعلاقات جنوب السودان و السودان ، لان تلك التطورات الاخيرة ستحدد شكل العلاقة بين الدولتين في الفترة القادمة ؛ لأول مرة منذ الاستقلال وبعد أن ظلت جوبا تحاول الابتعاد بقدر الامكان عن الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال وتسابق قادتها الى اجهزة الاعلام للتأكيد بأن كافة الروابط التنظيمية و السياسية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال قد فكت و أنها ليست لها علاقة بما يدور في السودان و أنها شان داخلي وفي نفس الوقت مؤكداً استعدادها التوسط بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال .
الحكومة السودانية رفضت أي وساطة تقوم بها جنوب السودان و الرئيس سلفاكير في شانها الداخلي بل شددت على اهمية أن توقف الحكومة دعم الحركات المسلحة وتطرد الجبهة الثورية من جنوب السودان وتفك ارتباطها مع قطاع الشمال ، ومنذ الاستقلال لم تقم الحكومة بأي لقاء بشكل رسمي مع قادة قطاع الشمال او الجبهة الثورية وإن كانت هنالك لقاءت تمت قد تكون تمت في الكواليس وبعيداً من وسائل الاعلام ، ولكن بعد أن استضافت الخرطوم د. ريك مشار وليس استضافة فقط بل اعلن الحرب على الحكومة في جوبا من الخرطوم التي ادعت في بادئ الامر أنها تستضيفه لأسباب انسانية .
رغم صمت جوبا الطويل حول الموضوع وتعاملها مع الامر و كان شيء لم يحدث غير أن ذلك لم يكن مقبولاً بشكل قاطع من قبل الحكومة و رأت في ذلك عدم التزام واستفزاز غير مقبول من الخرطوم وعدم احترام لاتفاقية الترتيبات الامنية و عدم دعم و ايواء الحركات المتمردة في البلدين وليس هذا فحسب بل أن ما قامت بها الخرطوم هي قمة الاستفزاز و لو لا أن جوبا غارقة في المشاكل حتى اذنيها لكان الرد مختلف ، أن أي حكومة لن تسمح بحدوث مثل ما حدث . هنالك عدة تفسيرات للقاء الذي كشفت عنها بيان الحركة الشعبية قطاع الشمال و تمت مع الرئيس سلفاكير وبعض المسئولين الكبار في جوبا مؤخراً .
فربما تكون الحكومة السودانية قد قبلت اخيراً أن تلعب جوبا دوراً في تقريب وجهات النظر بينها وقطاع الشمال لما لجوبا من تأثير على الحركة و هذا امر مستبعد تماماً ، لان موقف الخرطوم برفض وساطة جوبا منطقية لان جوبا لا تستطيع أن تكون وسيطة محايدة و لا ينبغي لها أن تكون وسيطة بين حكومة السودان وقطاع الشمال ؛ اثناء حرب فانطاو / هجليج وعندما وقفت الولايات المتحدة موقف الحياد والوساطة بين الحكومتين ردت جنداي فرايزر المساعدة السابقة لوزير الخارجية الامريكي للشئون الافريقية قائلة : إن موقف المجتمع الدولي وموقف الولايات المتحدة هو أنها سوف تحاول أن تكون الحكم وتعامل كل طرف على قدم المساواة ، وهذا خطأ استراتيجي ، لم يجد ابدأ . في الماضي كانت الولايات المتحدة واضحة جداً في أن الشمال هو المعتدي ، والجنوب كان حليفنا وشريك لنا ونحن بحاجة الى التعامل معه على هذا الاساس . إنه أمر حسن وجيد للاتحاد الافريقي أن يكون حكماً محايداً . كانت كينيا لدى التوقيع على اتفاقية السلام الشامل وسيطاً محايداً ، والولايات المتحدة لم تكن الوسيط ، ويجب ألا تكون الوسيط لأننا بوضوح منحازين لجانب واحد من الصراع " .
أن نفس ما قالتها جنداي فرايزر في الولايات المتحدة ينطبق على جنوب السودان فهي لا يمكن لهأ أن تكون وسيطة بين قطاع الشمال والحكومة السودانية لأنها لن تكون محايدة وسيكون هذا خطأ استراتيجي وهنا نتذكر قول الرئيس كير اثناء احتفالات الاستقلال بأنهم ( جنوب السودان ) لن ينسوا قضايا جبال النوبة و النيل الازرق والهامش ؛ وكذلك حكومة السودان لا يفترض بها أن تلعب دور الوساطة عندما يتعلق الامر بالحركة الشعبية في المعارضة وصراعها مع الحكومة في جوبا ، لكن ربما جوبا تسعى لتطبيق اتفاقية الترتيبات الامنية وهي بحاجة لقطاع الشمال لتنفيذ الاتفاقية خاصة فيما يتعلق بالحدود كما جاء في بيان قطاع الشمال بأنها تسيطر على مساحة كبيرة من الشريط الحدودي بين البلدين .
وهذا قد يفسرها الخرطوم تأكيد بأن جوبا تأوي بالفعل قطاع الشمال وتمولها عسكرياً و لوجستياً أو أن جوبا قد اختارت التعامل بالمثل مع الخرطوم بعد أن تمادت الخرطوم في تجاوز كافة الخطوط الحمراء وسمحت للحركة الشعبية في المعارضة بقيادة ريك مشار بإعلان الحرب على جوبا من الخرطوم ، لذلك تريد جوبا أن تبلغ الخرطوم أنها يمكن لها أن تسمح لمالك عقار وقطاع الشمال والجبهة الثورية بإعلان الحرب على الخرطوم من مركز نياكورين و لا بد أن الخرطوم تعي خطورة الامر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا