الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استفتاء... وغباء...

غسان صابور

2016 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


اســـتــفــتــاء... وغـــبـــاء...
تابعت استفتاء جرى بالشارع, بالعاصمة باريس بالقرب من مركز بومبيدو Centre Pompidou حيث يعبر كل ساعة آلاف البشر من جميع الأعمار, ومن مختلف المستويات الاجتماعية والفكرية والثقافة.. وكان السؤال الذي يطرحه هذا الصحفي Free Lance :
1 ـ من يدعم الدولة الإسلامية (داعــش)؟
2 ـ مـن يــحــاربــهــا اليوم؟
وبالرغم من أن غالب الأجوبة بالبداية, كانت تدهش المستفتى.. ولكن مع ذلك لا يريد ترك الميكروفون وصورته تجاه الكاميرا.. كانت الأجوبة على الشكل التالي:
ـ من يحارب الدولة الإسلامية؟.. آه؟.. هي التي تصنع القنبلة الذرية وتبيعها لمن يشاء (أظن أنه يتحدث عن ديكتاتور كوريا الشمالية Kim-Jong-Un)... تحاربها روسيا!!!...
ـ الدولة الإسلامية يدعمها بشار الأسد وحكومته.. ويحاربها الأكراد!!!...
ـ الدولة الإسلامية بفرنسا.. يدعمها هولاند ( الرئيس هولاند) ويحاربها ساركوزي!!!...
ـ الدولة الإسلامية هي التي تبيعنا البترول.. لست أدري من يدعمها.. لأنها ليست بحاجة لدعم... يجوز أن تحاربها أمريكا.. لأنها تنافسها بالسوق!!!....
وجميع الأجوبة بالمئات.. جماعات وأفراد.. من جميع الأعمار.. حتى مجموعة من الطلاب... كانت أجوبتهم (الغبية السخيفة) بهذا المستوى من الجهل الجيوبوليتيكي المخيف... رغم كل ما حدث بفرنسا من اغتيالات جماعية وفردية.. وإرهاب داعشي.. العام الماضي وهذا العام.. وكل ما نوهت عن داعش وسائل الإعلام المختلفة... ولكنها كانت تتحدث غالبا خلال السنوات الماضية.. بكل ما فعلت جحافل هذه الدولة الإسلامية.. في ليبيا.. في العراق.. وفي سوريا.. كان الإعلام الفرنسي بغالبيته.. كالإعلام الأوروبي.. والغربي.. والأمريكي خاصة.. عن "ثوار ديمقراطيين معتدلين".. ولهذا زرع الغباء بهذا الشكل المرعب المخيف.. بعقل المواطن الغربي.. والذي لا يجهل على الإطلاق كل أخبار مباريات كرة القدم.. ونتائج اليانصيب بسباق الخيل.. وآخر فضائح نجوم المجتمع.. أما ما يجري بالعالم؟؟؟... حتى بأوساط الأنتليجنسيا.. تحولت المعرفة السياسية.. تجارة معلبة استهلاكية.. تباع بالدزينة... مع مزيد الحزن والأسف.. بالبلد الذي كان يوزع المعرفة السياسية والدفاع عن القضايا الإنسانية والحريات ومبادئ الحريات بالعالم.. أصبح يبحث عن العمل المحدود المأجور المؤقت.. مثل سكان الولايات المتحدة الأمريكية.. يأخذ المعرفة التي توزعها السلطة.. ومن يملك السلطة.. من تجار الإعلام وإدارة السياسة.. حسب العرض والطلب.. كبيع الكوكاكولا والبيبسي كولا والهامبورغر.. يعني توزيع الغباء.. وانحدار مستوى التحليل والسياسة والاعتراض على الخطأ... ومن هذه الأمراض.. انحدار مستوى الالتزام النقابي والسياسي.. كما كان بالخمسينات والستينات من القرن الماضي... وهيمنة السطحية التجارية الاستهلاكية على كل شيء...
وهذا أمر يحزنني.. لأنني اخترت هذا البلد ببداية الستينات.. وشاركت بكل انتفاضاته.. أو بأواخر انتفاضاته خلال حوالي خمسة عشر عام.. وبدأت فيما بعد, أناضل مع القليل من كتابه ومفكريه.. مقاومة هذه الأمركة التجارية الاستهلاكية.. والفيروسات والأمراض الانتهازية التي صارت تغلف المجتمع الأوروبي, والتي فتحت الأبواب والنوافذ لعديد من الاجتياحات الطائفية والعصبيات الغريبة التي تجتاح زنانير المدن الكبيرة والصغيرة منها.. مؤلفة مناطق جهل مسورة.. أثــرت كثيرا على المجتمع الفرنسي فكريا واجتماعيا واقتصاديا...
وحتى الاتحاد الأوروبي.. كان مشروعا أمريكيا.. وخاصة بعد أن انضمت إليه دول وشعوب أوروبية وسلافية Slaves بعد انفصالها عن الاتحاد السوفياتي, إثر تفجره وتفككه... حيث أن غالب سياسات وثقافات دول هذا الاتحاد تنسخ طبق الأصل سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.. التي تترنح اليوم ما بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب... يعني بين الشر المطلق.. والتعنت والغباء المطلق... كبداية التحضيرات الانتخابية هــنــا لرئاسة الجمهورية الفرنسية بشهر أيار 2017 والتي تترنح ــ يا لانحدار الاختيار ــ ما بين هولاند وساركوزي!!!...
إحزن على هذا البلد.. لأنني أحبه أكثر من أي شيء.. وأعتبره وطني الكامل.. بلا تردد لأنه حضنني منذ الستينات وعلمني وأعطاني كل فرص العمل والثقافة المفتوحة.. وخاصة تعلمت هنا ما معنى كلمات " حرية, علمانية, كرامة الإنسان"... لذلك لا أغيره لقاء الجنة.. وسوف أناضل وأحارب هذا الغباء المصطنع المدبر الذي يغزو كل مستوياته الفكرية.. مع القليل النادر ممن تــبــقــى من الأحرار.. والذين يناضلون حتى لا تقع حرية الفكر والتعبير كليا بأيدي تماسيح الاجتياح الرأسمالي والعولمة العالمية.. وخاصة بأوساط الإعلام المحلي والأوروبي... رغم الصعوبات التي تجتاح هذه الأوساط بأيامنا هذه.. حيث تشتريها مافيات محلية وعالمية.. تعتبرها سلعة استهلاكية.. لمن يدفع من الأحزاب السياسية.. أو الجماعات الدينية والاجتياحية, والتي تستخدم أغلى المحامين والسياسيين المحترفين والبنوك.. لشراء كل ما يباع.. وخاصة الــضــمــائــر.......

دمـوع الـتـمـاســيـح :
بـان كـي مـــون.. سكرتير عام جمعية الأمم المتحدة.. والذي يردد كالببغاء, بعد ثوان مما يمليه عليه من بيانات الناطق الثاني أو الثالث باسم البيت الأبيض.. سكب دمعة أو دمعتين.. متهما كذبا ونفاقا الطيران الحربي السوري, بقذف قنابل محرقة على مستشفيات بحلب, يحتلها داعشيون.. مستعملين المدنيين كدروع بشرية.. وأن الطيران والجيش السوري جعلا من هذه المستشفيات التي يحتلها هؤلاء (الديمقراطيون موديل أوباما وهولاند وبان كي مون) إلى تلال من النيران.. وهو سوف يستدعي مجلس الأمن فورا.. لمعاقبة المجرمين.. يا لعار هذا الإنسان الكاذب الخافت الصوت...
لماذا لم نسمع صوته وانتفاضاته ولم نر دموعه, حينما قامت داعش وجزاروها وحاضناتها ومقاتلوها وحلفاؤها بأجرم المجازر في سوريا.. لماذا لم نسمع صوته واعتراضه.. حينما قام الطيران الأمريكي ــ خطأ !ــ بقذف مواقع للجيش السوري حوالي دير الزور قاتلا وجارحا المئات من جنود شباب يدافعون عن أرضهم.. ضد الغزاة الغرباء.. ببداية الأسبوع الماضي؟؟؟...
ليصمت هذا الكراكوز والذي سوف تنتهي سكرتاريته قريبا.. وتستبدله أمريكا.. بعميل آخــر...
*************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ لـــنـــدن.. بـعـد بـــيـــروت...
تابعا لمقالي المنشور يوم الاثنين الماضي بتاريخ 26 أيلول ـ سبتمبر 2006 بعنوان
(من بيروت.. إلى حلب... مسافات كذب ونفاق شــاســعــة...)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=532592
والتي تحدثت بها عن نفاق مراسل جريدة لوموندLe Monde الفرنسية المعروفة, وهو يصف مأساة مدينة حلب.. من نافذة فندقه من مدينة بيروت اللبنانية...
وللأسف هذه الطريقة الدارجة اليوم باستقطاب المعلومات المفبركة البعيدة عن كل حقيقة حقيقية, لدى غالب ممثلي الإعلام الغربي والعربي.. والذين يعملون لمؤسسات إعلامية.. همها الوحيد.. هو تلوين الحقائق.. أكثر من البحث عن صحتها.. وخاصة عندما يتحدثون عن الجيش السوري الشرعي النظامي الذي يدافع عن بلده ضد اعتداءات كل هذه الجحافل العجيبة الغريبة التي جاءت من كافة أقطار العالم.. بألف تركيبة ملفقة سلبية كاذبة مصطنعة... لمساعدة "داعش" وأبناء داعش وحلفاء داعش وحاضنات داعش.. والتي سببت أكبر فاجعة وجريمة إنسانية.. وهذا الإعلام همه الوحيد "تبييض" كل هذه الجرائم الداعشية.. وصبغها " بالديمقراطية"... ومن أهم مصانع فبركة التبييض.. مؤسسة (تجارية) تدعى "مرصد حقوق الإنسان السوري".. من لندن.. يديرها مواطن بريطاني الجنسية من أصل سـوري.. اسمه رامي عبد الرحمن.. سـابـقـا صاحب دكان مواد تموين غذائية شرقية... أصبح اليوم من أهم موردي المعلومات الجاهزة, تباع للمؤسسات الإعلامية عن مآسي جميع المدن السورية, من ستة سنوات حتى اليوم... معلومات مغلفة معلبة جاهزة.. بأعداد الموتى المطلوبة.. مع صور التفجير والخراب الجاهزة.. ولكن دوما باتجاه واحد.. ضد الجيش السوري وحلفائه.. تجارة مزدهرة.. حسب العرض والطلب الذي يرضي جميع الحكومات والمقاتلين والمنتفعين من هذه الحرب الآثمة ضد ســوريا.. وخاصة ضد شــعبــهــا ووحدتها.
هذا المرصد أصبح لوحده من أكبر موزعي المعلومات المفبركة..عن سوريا وخرابها ودمارها.. من لندن.. مدعيا أن لــه مئات المراسلين على الأرض...
ولكن هل سمعتم أو قرأتم أية كلمة من دكان " هذا المرصد لحقوق الإنسان, عن جريمة اغتيال الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر, والذي اغتاله اسـلاموي أردني راديكالي, على مدرج قصر العدل, ببداية هذا الأسبوع.. عندما أراد الامتثال أمام المحكمة بتهمة " مس للذات الإلهية " إثر نشره لرسوم كاريكاتورية.. ضد انتشار وتفاقم مجازر المقاتلين الداعشيين الإسلامويين (الديمقراطيين!)... نـــعـــم... صمت تــام من صاحب وبائع هذا المرصد اللندني لحقوق الإنسان!!!...
ــ مقابل الجهل والغباء.. التمرد والتحدي والجمال
أرفع قبعتي وأنحني احتراما للرسامة والفنانة الكاملة والكاتبة العمانية السيدة الرائعة عـالـيـة الفارسي, والتي تحدثت من يومين ببرنامج بيت القصيد على قناة الميادين اللبنانية, والتي بجرأة رسومها ولوحاتها وكتاباتها, تحدت كل التابوهات العربية والإسلامية (الرديكالية المتطرفة) وحملت أفكارنا وقلوبنا إلى دين الحب والتسامح والتآخي بين البشر.. ورفعت الفن كــقــربـان يرشفه البشر بين بعضهم البعض.. بلا حقد ولا عنصرية ولا عصبيات دينية غبية...
أحي هذه السيدة الرائعة.. وأقدم لها ديمومة احترامي ومودتي.. وكم أتمنى أن يتمثل بفنها الرائع.. مزيد من مواطنينا المتعربشين بالعادات والتقاليد والشرائع القبلية الحجرية........
ابتسامة وأمل.. بعالم الظلام والعتمة والتعصب والموت........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم... وخاصة للقليل النادر من الأحرار الذين يدافعون ــ حــقــا ــ عن حقوق الإنسان.. أينما كان... كل مودتي ومحبتي وصداقتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تؤجج شركات الأسلحة لهيب الحرب في الشرق الأوسط؟ | الأخبار


.. حزب الله يعلن استهداف دبابة إسرائيلية وإيقاع طاقمها بين قتيل




.. مراسلة الجزيرة ترصد الأوضاع الإنسانية من داخل دار الأمل بلبن


.. وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه تكثف جهودها لتدشين مخب




.. ترمب ينتقد تصريحات بايدن ويدعو إسرائيل إلى ضرب المنشآت النوو