الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صقر أم حمامة ؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


صقر أم حمامة ؟!
توفي الليلة الفائتة، شمعون بيرس، والذي يعتبرُ من المخضرمين في الحياة السياسية الإسرائيلية، فهو كان مساعداً لدافيد بن غوريون، مؤسس دولة اسرائيل الفعلي. وقد أشغل كل المناصب السيادية الممكنة في اسرائيل، من وزير، الى رئيس وزراء وإنتهاءً برئاسة الدولة، إذ كان الرئيس السابق لدولة اسرائيل.
ولا يستطيع أحدٌ إنكار الحقيقة، بأن شمعون بيرس كان شخصية معروفة وتحظى بإحترام من الكثير من الزعماء حول العالم.
وشمعون بيرس، الذي كان يحلو لأستاذ اللغة العبرية، في مدرستنا الثانوية، بترجمة إسمه الى العربية، فيطلق عليه اسما عربيا، وهو ترجمة حرفية لإسمه ، سمعان صقر. فبيرس في العبرية هي الصقر بالعربية .
كان شمعون بيرس، صقرا بل وصقرا جارحا في الفترة الأولى من حياته السياسية، فهو وكوزير للدفاع، بدأ مشروع الإستيطان في الضفة الغربية، وحينها وقبل 41 عاما قام بغرس شجرة في مستوطنة عوفرة، كبداية لاستيطانها.. ولم ينسَ مستوطنو عوفرة دوره في إقامة مستوطنتهم وغيرها الكثير من المستوطنات، فأصدروا بيان نعي، جاء فيه، بأن الشجرة التي غرسها شمعون بيرس بيديه نمت وكبرت.. الشجرة الحقيقية والشجرة الرمزية، أي المستوطنات.
لم يكن يعلم حينها، بأن هؤلاء المستوطنين، سيهاجمونه بشراسة ويحرضون عليه وعلى اسحاق رابين، مطالبين بمحاكمتهم، تحت شعار "مجرمي أوسلو"، وبأنهم سيتسببون في خسارته للإنتخابات بعد اغتيال رابين .
إن الاستيطان الذي بدأه بيرس، هو الذي يقف حائلا أمام حل الدولتين، بل هو السبب في "موت" حل الدولتين، إكلينيكيا.
لكن، وككل انسان آخر، حصل تغيير على فكره وممارسته السياسية، فهو عراب اتفاقية اوسلو، والتي بنى عليها الكثيرون آمالا واسعة. فإذا بهذه الإتفاقية ، تتحول الى اتفاقية أبدية بعد أن كانت اتفاقا مرحليا. يتشبث بها اليمين الاسرائيلي ، وكأنها التوراة التي نزلت في سيناء. بحيث وصل الأمر بيوسي بيلين، نائب بيرس حينها والمفاوض الاسرائيلي مع عرفات، وصل به الأمر الى المطالبة بإلغاء أوسلو حتى تتحلحل " القضية الفلسطينية" قليلا. فاتفاقية اوسلو اصبحت عائقا أمام تقدم المفاوضات.
لا نستطيع الحكم على النوايا، لكن شمعون بيرس، كان يؤمن بالسلام. لكن سلام غير واضح المعالم. فهل كان من انصار إزالة المستوطنات مثلا؟ بالتأكيد لا، لكنه كان من أنصار الحل السلمي .
رحل شمعون بيرس ، فهل كان حمامة سلام، أم صقر جارح ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم خسن محاجنة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 9 / 30 - 05:58 )
تحية و شطر
احسنت
سطور كُتبت بميزان حساس جداً جداً...تمكنتَ فيها من شرح مسيرة اربعة عقود او اكثر...دون ان تترك اي ثغرة ,
و فتحت بها الخيال او المجال واسعاً للجواب
صقر ام حمامة؟
...............................
و يمكن ان نتلاعب بالحروف و الكلمات لنقول هل ترك كومة (صخر ام قمامة) او ترك الحال (صحو أم غمامة).شكرا لكم


2 - ابو افنان الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 9 / 30 - 08:55 )
اعتذر عن بعض الاغلاط او الاخطاء الاملائية او القلمية او الكيبوردية
دمتم بتمام العافية


3 - الغالي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 9 / 30 - 18:25 )

تحياتي المعبقة بالياسمين
وشكرا على الاطراء والعذر على التأخير
تحياتي وخالص مودتي

اخر الافلام

.. لماذا يتظاهر المعارضون لخدمة التاكسي الطائر في باريس؟ • فران


.. إسرائيل - حزب الله: أخطار الحسابات الخاطئة • فرانس 24




.. أحدها انفجر فوق شاطىء مكتظ.. لحظة هجوم صاروخي أوكراني على جز


.. بوريل يحذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع م




.. روسيا تستدعي سفير الولايات المتحدة للاحتجاج على استخدام القو