الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واشنطن بين الإتهام وشكوك الخليج

واثق الجابري

2016 / 9 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا تختلف النتائج الإرهابية عن بعضها، وأن تعددت مسميات مجاميعها أو أقتتلت وتحدثت مع بعضها بلغة الدماء التي تجيد فنونها، وما يدور في المنطقة أن لم يك غاية فهو وسيلة لغاية خبيثة.
لا يعني كثيراً تغيير جبهة النصرة أسمها الى جبهة فتح الشام، ولا يعني إعلانها التخلي عن القاعدة أنه حقيقة أو أنها نادمة على أفعالها الإرهابية.
تعيش المنطقة تناقضات وجدل مواقف سياسية عالمية وأقليمية، وتشير أصابع الإتهام لواشنطن من مؤيدها ومعارضيها؛ تجاه سياستها في سوريا، وتستند الأقاويل الى حرب يشوبها الغموض، وتشابك وتعقيد خيوط اللعبة، ومن الصعب بهذه المتاهة أن تنجح جهود السلام، وتتهم روسيا وحلفائها حكومة واشنطن بعدم الجدية والرغبة بإطالة الحرب، ولديها الأدلة الكافية لإدانة العصابات، التي وصفتها الولايات المتحدة بالمعارضة المعتدلة، وحسب النظرة الروسية فأن واشنطن لا تفرق بين المعارضة المعتدلة والإرهاب؛ لدرجة إتهامها بدعم داعش.
إستمرت المناوشات الإعلامية، وفي تصريحات للمتحدثة بأسم الخارجية الروسية ماريا زاخروفا بصراحة دعم واشنطن لداعش؛ ردت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ساماتا باور؛ على ان هكذا تصريحات تدعو للخجل، فأجابتها الروسية بالدعوة لزيارة سوريا، ومعرفة الظروف التي يعيشها السكان في ظل الحرب ولتعرف معنى الخجل؛ سيما بعد غارات الطائرات الأمريكية على مواقع الجيش السوري بمحيط مطار دير الزور، التي تسبب بقتل 62 جندي وإصابة العشرات؛ ما ساعد داعش بالسيطرة على بعض مواقع الجيش السوري، وهذا ما تعتبره روسيا وحلفائها دعم علني لداعش.
دول الخليج هي الأخرى وصفت الموقف الأمريكي بالمتخاذل، وإعتبرتها متسترة على تمرد الحكومة السورية، ولم يتحقق طموحها من جراء التحالفات الدولية لإسقاط الأسد، وإعتبرت سماح قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا للروس بالتدخل؛ هو هدف للإطاحة بالمعارضة المسلحة، ولم تلعب أمريكا دوراً في الإنعطاف الدولي تجاه الإرهاب والقوى المسلحة في الداخل السوري؛ سيما بعد الهجمات المسلحة التي ضربت الغرب، وأنذرت الشعوب بخطر معظم المجاميع المسلحة.
إن الأمريكان يرون ما تتناقله وسائل الإعلام العربي، والإتهام الموجه لواشنطن بالفشل في القضاء على داعش في سوريا والعراق، ويعتبرون المواقف العربية والخليجية بالتحديد طبيعية؛ لأنظمة إتكالية لا تجيد سوى الشتائم والإنتقادات والهروب من واقعها المأزوم، وربما بعضهم أصبح يُدرك تورطه مكشوفاً بدعم الإرهاب، وأذا تم القضاء على الإرهاب في العراق وسوريا؛ سيعود الى التوطن في منابعة، وبالطبع أنه مخالف لطبيعة الأنظمة الحاكمة، وسيكون الخاسر الأكبر في الحرب تلك الدول التي تراقصت لإفعال الإرهاب، والنتيجة حصاد ما زرعوا.
دول الخليج أيضاً أصبحت في دوامة شكوكها وعدم إدراكها أهداف التحالف الدولي، ومتى الإنسحاب المنطقة، وهل ستضطر الدول الغربية لكشف المتعاونين مع الإرهاب؟!
الولايات المتحدة الأمريكية لديها مصالح وأهداف إستراتيجية، وتعتبر دورها ليس دولة عظمى فحسب؛ بل أمبراطورية كونية، وتتحرك لأهداف أن كانت مشروعة أو غير مشروعة، ولا تنتظر الأذن من دول الخليج؛ ولن ينفع البترول في تحريك السياسة العالمية، والسياسة الأمريكية مبنية على إستخدام كل الوسائل المتاحة؛ تحت شعار المصلحة القومية الكُبرى، وتمارس دور الشرطي دون الرجوع الى أحد، وحين إتفقت على وقف إطلاق النار مع روسيا؛ إعتبرت المعارضة السورية بأن ذلك أعنف ضربة لعمق العلاقة مع واشنطن المستعدة لتبرير أي عمل تفعله، وبالتالي شكوك من الأطراف المعارضة السورية، التي حاولت أن تغيير تسمياتها؛ إلاّ أن العالم وأمريكا على معرفة بحقيقة هذه العصابات الإرهابية، وأن تغاضت فترة عنها فالمصلحة الأمريكية تتطلب ذلك؛ ولكن هذا لا يعني بقاء العصابات الإرهابية الى الأبد، وعندما تقرر الدول الكبرى إيقاف الحروب ومطاردة الإرهابين بمختلف تسمياتهم؛ لن ينفع إعتراض حكومات إتكالية جيوشها من مرتزقة الدول الفقيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA