الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لغضب الجنوبيين من بن دغر ما يبرره ؟

بكر أحمد

2016 / 9 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ما الذي اغضب الجنوبيين في إحتفال حكومة بن دغر بثورة 26 سبتمبر المجيدة في عدن ؟
هم يرون بان الجنوب مازال تحت الإحتلال الشمالي، وان الإحتفال بتلك الثورة مس بطموحهم التحرري ، وإستفزازا صريحا لتطلعاتهم الوطنية.
وايضا يرون بان دماء الشهداء لم تجف بعد من على ارصفة شوراع عدن جراء الاكتساح الشمالي الثاني لعدن، بينما يأتي بن دغر ليرقص على ايقاع ثورتهم منتشيا.

هل ما قلته يربط الأمور ببعضها.....لكن ماذا عن وجهة النظر التالية:
الحوثي قام بعمل عسكري لإسقاط ثورة سبتمبر والإحتفال بها يأتي من ضمن اولويات المقاومة الرافضة لمشروعه السلالي ( وهو رفض شمالي جنوبي مشترك ) ، المخلوع يتحالف معهم، يتحالف مع مشروع سلالي مناهض لثورة سبتمبر، والغزو الأخير لعدن وأرتكاب الجرائم بحق مواطنيها ينزه تلك الثورة من اي عمل بحق الجنوبيين لأن من قام بالأعمال الإجرامية انقلب على الثورة وعلى كل مبادئها.
بن دغر هو رئيس حكومة الجمهورية اليمنية أو اليمن الاتحادي، وعدم إحتفاله أو تجاهله لتلك المناسبة وهو في العاصمة المؤقتة سيخل بمواقف الحكومة والشرعية وايضا المقاومة، وسيضعها في خانة جهوية ضعيفة سياسيا.
والأهم من كل هذا، هو بان ما يراه العالم الان على الخارطة دولة واحدة وان لا أثر لدولة الجنوب، وان الوحدة مازالت قائمة .

الان كجنوبيين ماذا علينا ان نفعل، وهل ردة الفعل المتشنجة والخارجة عن عقال المنطق تكفي ام تجعلنا نبدوا أمام العالم كحالة عاطفية خالية من اي وعي سياسي حصيف.
بما أن الإحتفال تم ، وكان إحتفالا باهتا وصغيرا وعلى نطاق ضيق جدا، فهذا يعني بأن الحضور الجنوبي التحرري بات امرا واقعا وملموسا، وكان يكفي إصدار بيان مشترك يوضح موقف الجنوب من هذا الاحتفال مع التأكيد بان ثورة سبتمبر هي ثورة مجيدة وجدت كتعبير حقيقي لرغبة الأخوة في الشمال من التحرر من العبودية والامامية وتخلف وجبروت حكمها، ومن ثم الاعداد الجيد لثورة أكتوبر التي هي ثورة متلازمة مع ثورة سبتمبر من خلال قيمها وأهدافها وتطلعاتها المستقبلية.
الجنوبييون ورغم انهم يمتلكون الواقع على الأرض، إلا أنهم وحتى اللحظة فشلوا في إيجاد كيان موحد ومشترك يمكن من خلاله تنسيق أعمالهم ومواقفهم ، فالعالم لا يهتم إطلاقا بالأصوات المشتتة ولا يوجد لديه وقت لإضاعته مع تصرفات اقل ما توصف بانها عديمة المسئولية، والعالم يسخر من قوى تدعي بانها تريد ان تقيم دولة وطنية بينما تعجز عن توحيد نفسها رغم الأهداف المشتركة التي بينها.

ماذا الذي يمنع الجنوبيين من التوحد، هذا سؤال طالما تم طرحه ولا أحد يجد أية إجابة مقنعة ، مالذي يمنع التوحد وكل القيادات تنادي بنفس الأهداف التحررية ولا تطرح اي مشروع مخالف، مالذ يمنع التوحد، رغم ان هذا التوحد سيجد التفاف شعبي حاشد وترحيب اقليمي ودولي.
ما يمنعه هو الخوف من قبل القيادات الجنوبية من تراتيبة القيادة في الهيكل السياسي الجنوبي، فربما البيض يرفض أن يأتي اسمه ثانيا وهكذا موقف العطاس والجفري، اقول ربما، فتلك القيادات الهرمة أصبحت ترى نفسها اكبر من الوطن وأكثر من احلام الشعب، اصبحت لا مبالية بالوقت ولم تعد تستطيع ان تستوعب اللحظة وأهميتها التاريخية ، وكانها قيادات تعيش داخل ثلاجة باردة معزولة عن محيطها وعن واقعها.

مادام القيادات الجنوبية غير موحدة، ومادام الجنوب والشمال وحتى اللحظة هما في دولة واحدة، فليس من حق الجنوبيين منع الحكومة من الاحتفال بقيام ثورة وطنية، ولكن من حقهم التعبير عن موقفهم بطريقة اكثر وعيا، والعمل ضمن المتاح لإثبات جدارتهم بإستعادة دولتهم ان كانت لهم رغبة حقيقة وجادة في ذلك، أما أغراق الناس بخطابات متشنجة والتهديد والوعيد ، فهو امر لا علاقة له بالعمل السياسي او الدبلوماسي بقدر ما هي اعمال مليشاوية يرفضها الجميع لأن عواقبها غير واضحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب